الفول البلدي والمحاصيل البقولية بشكل عام تحتل مكانة مرموقة في قائمة اهتمامات جموع المزارعين والمستهلكين على حد سواء، نظرًا لتواجدها ضمن قائمة الغذاء الأساسية، بالإضافة لفوائدها للتربة والمحاصيل التالية لها، علاوة على إسهاماتها الملموسة في ملف الأعلاف والإنتاج الحيواني، وهي الملفات التي تناولها الدكتور عزام عبد الرازق عشري، أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أهمية اختيار الصنف المناسب في تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية
أكد الدكتور عزام عبد الرازق عشري، أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن اختيار صنف الفول البلدي المناسب يعد العامل الأساسي في تحقيق إنتاجية عالية بتكاليف منخفضة، موضحًا أن البداية الصحيحة تضمن للمزارع حصادًا وفيرًا بأقل مجهود وتكلفة، لافتًا إلى أن الصنف الجيد يسهم في تقليل الحاجة لاستخدام المبيدات والأسمدة، مما ينعكس إيجابًا على اقتصاديات الإنتاج.
وأشار إلى أن الأمراض التي تصيب محصول الفول البلدي مثل “الهالوك”، تتسبب في خسائر فادحة للمزارعين، مشددًا على أن التعامل العلمي مع هذه المشكلة يبدأ من اختيار أصناف مقاومة للمرض، مؤكدًا أن اتباع السياسة الصنفية الملائمة يسهم في الحد من انتشار الأمراض، مما ينعكس على استدامة الإنتاج الزراعي، مضيفًا أن المزارع الذكي هو من يستثمر في صنف قوي، مما يقلل من معدلات الفقد ويضمن إنتاجًا عالي الجودة.
توصيات مكافحة “الهالوك” بطرق آمنة وفعالة
شدد الدكتور عزام عبد الرازق عشري على ضرورة اتباع المزارعين لمجموعة من الإجراءات الوقائية لمكافحة “الهالوك”، موضحًا أن بذوره تبقى نشطة في التربة لفترات طويلة تتراوح بين 30 إلى 50 عامًا، مما يستوجب التعامل الحذر معها، مشيرًا إلى أن كل “شمراخ” من هذا الطفيلي قادر على إنتاج ما بين 150 ألفًا إلى 250 ألف بذرة، مما يعني أن إهمال مكافحته يؤدي إلى كارثة زراعية تمتد لعقود.
وأوصى بضرورة إزالة “الهالوك” يدويًا فور ظهوره في الحقول، مؤكدًا أن هذه الطريقة تعد الأكثر أمانًا وفعالية، موضحًا أنه يجب تجميع النباتات المصابة بعيدًا عن القنوات المائية وحواف الترع، محذرًا من أن التخلص العشوائي منها يتسبب في انتقال العدوى إلى المزارع المجاورة، مما يزيد من تفاقم المشكلة، مشددًا على ضرورة وضع “الهالوك” على أفرشة بلاستيكية وتركه حتى يجف ثم حرقه، لضمان القضاء عليه نهائيًا دون التأثير على جودة التربة.
ولفت إلى أن اتباع هذه الإجراءات يحد من انتشار البذور في التربة، مؤكدًا أن أي تهاون في المكافحة يزيد من فرص انتشار “الهالوك”، مما يجعل الأرض موبوءة ويصعب استصلاحها لاحقًا، مشيرًا إلى أن الالتزام بالممارسات الصحيحة في التعامل مع هذا الطفيلي يضمن الحفاظ على خصوبة التربة ويقلل من الأضرار الاقتصادية الناجمة عنه.
أهمية الدورة الزراعية في تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج
أوضح الدكتور عزام عبد الرازق عشري أن اتباع نظام الدورة الزراعية يعد من أهم العوامل التي تحافظ على خصوبة التربة، مشيرًا إلى أن المحاصيل البقولية، مثل الفول، العدس، الحمص، الترمس، الفاصوليا، واللوبيا، تلعب دورًا حيويًا في تحسين خواص التربة، مؤكدًا أن هذه المحاصيل تساهم في تثبيت النيتروجين داخل التربة، مما يوفر للمزارعين كميات كبيرة من الأسمدة الكيميائية، موضحًا أن هذه المحاصيل تترك للتربة بين 25 إلى 30 وحدة نيتروجينية، وهو ما يعادل كميات كبيرة من الأسمدة المدفوعة.
وسلط الضوء على أهمية زراعة المحاصيل البقولية ضمن الدورة الزراعية، مؤكدًا أنها تعد “محاصيل مخصبة”، نظرًا لقدرتها على إعادة توازن التربة وتهيئتها للمحاصيل التالية، مضيفًا أن هذا النهج يقلل من الحاجة إلى استخدام الأسمدة النيتروجينية المكلفة، مما يسهم في خفض تكاليف الإنتاج، مشددًا على أن المزارعين الذين يعتمدون على الدورة الزراعية يحققون إنتاجية أعلى بجودة أفضل، مقارنة بمن يتجاهلون هذا المبدأ الزراعي المهم.
تراجع المساحات المزروعة بالمحاصيل البقولية وتأثيره على الإنتاج الزراعي
كشف الدكتور عزام عبد الرازق عشري عن تراجع ملحوظ في المساحات المزروعة بالمحاصيل البقولية خلال السنوات الأخيرة، مرجعًا ذلك إلى توجه المزارعين نحو زراعة المحاصيل ذات العائد السريع، مشيرًا إلى أن هذا التوجه أثر بشكل سلبي على خصوبة التربة، مما جعل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية تزداد، مؤكدًا أن هذا النهج غير المستدام يؤدي إلى تراجع الإنتاجية على المدى البعيد.
ونصح المزارعين بإعادة النظر في أنظمة الزراعة التي يعتمدونها، مشددًا على أهمية تضمين المحاصيل البقولية ضمن الدورة الزراعية، مؤكدًا أن زراعة هذه المحاصيل وفق أسس علمية صحيحة تضمن للمزارعين إنتاجية عالية بتكاليف أقل، موضحًا أن العائد الاقتصادي من زراعة المحاصيل البقولية قد يفوق في بعض الأحيان العائد من المحاصيل الأخرى، إذا تم تطبيق الممارسات الزراعية الصحيحة.
ودعا إلى ضرورة نشر الوعي بين المزارعين بأهمية زراعة المحاصيل البقولية، مشددًا على أن هذا النهج لا يسهم فقط في تحسين جودة التربة، بل يضمن أيضًا استدامة الإنتاج الزراعي، مما يحقق توازنًا بين تحقيق الربح والحفاظ على الموارد الطبيعية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
شاهد أيضًا..
أهم المشاكل التى تواجه زراعة الخضر
موضوعات ذات صلة..
السياسة الصنفية المعتمدة لمزارعي الفول البلدي
قواعد ري وتسميد الفول البلدي واستراتيجيات مكافحة “الهالوك” والتوقيت الأمثل للزراعة
فوائد زراعة الفول البلدي على مصاطب واشتراطات الري ومعدلات التسميد الموصى بها