قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون مع وزارتي الموارد المائية والري والزراعة واستصلاح الأراضي بتنفيذ المرحلة الثانية من تدريب 22 مهندساً من كوارد الوزارتين حول أساسيات رسم خرائط المحاصيل باستخدام الاستشعار عن بعد، ضمن جهود هذه الجهات لجعل استخدام المياه في الزراعة أكثر كفاءة وإنتاجية ومواءمة للبيئة إلى جانب دعم قدرات مصر في تبني الطرق والمعايير العلمية والحديثة في المحاسبة المائية.
ويعد رسم خرائط المحاصيل الزراعية باستخدام صور الأقمار الصناعية أحد الطرق المهمة والمفيدة
للمحاسبة المائية وتقييم إنتاجية المياه. حيث تضمن التدريب؛ طرق الاستشعار عن بعد، ونظام
المعلومات الجغرافية، وجمع البيانات وتصنيف الصور.
وتم إعادة هذا التدريب الذي تم تنفيذه للمرة الأولى في مدينة طنطا في شهر إبريل 2021، بناءً على
طلب الوزارتين لضمان الوصول إلى مستوى أعلى من الجودة وتمكين المتدربين من القيام بالعمليات
المطلوبة في هذا الإطار وتدريب غيرهم من العاملين في هذه القطاعات.
وفي المرحلة الثانية والأخيرة من التدريب الذي استمر لخمسة أيام، تم البدء في تدريب 22 مهندساً من
الوزارتين من محافظات المنيا والشرقية وكفر الشيخ على كيفية رسم خرائط التراكيب المحصولية باستخدام
الأقمار الصناعية، بهدف تحديد الاحتياجات الدقيقة من المياه للمحاصيل الزراعية وتعظيم الاستفادة من
كل قطرة ماء.
وكان 90 مهندس ري وزراعة من المحافظات الثلاث قد استفادوا من المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي
في إطار مشروع “تنفيذ أجندة 2030 لكفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” الذي
تنفذه الفاو بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبتمويل من الوكالة
السويدية للتنمية الدولية (سيدا).
تزويد المحافظات بأحدث الأدوات لرصد التغيرات في تراكيب المحاصيل
وقاد فريق من المتخصصين من الوزارتين التدريب بهدف تزويد المحافظات بأحدث الأدوات لرصد التغيرات في تراكيب المحاصيل وآثارها على استهلاك المياه.
وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر، ” هناك حاجة لتعميم هذه الطرق العلمية الحديثة في بقية المحافظات المصرية بما يسهم في تغيير كبير في استخدامات المياه للأغراض الزراعية”.
كما تم تنفيذ دورات دعم أنشطه رفع التراكيب المحصولية باستخدام صور الاقمار الصناعية على زمام 54 ألف فدان بمحافظة المنيا، وعلى زمام 58 ألف فدان بمحافظة كفر الشيخ، وعلى زمام 147 ألف فدان بمحافظة الشرقية، وقد تم رفع التراكيب المحصولية في المحافظات الثلاث للخمس مواسم السابقة (شتوي وصيفي).
ويأتي هذا المشروع في إطار مبادرة منظمة الأغذية والزراعة الإقليمية بشأن ندرة المياه والتي تهدف لدعم مصر وعدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوضع خطط استراتيجية لإدارة موارد المياه وتوزيعها بشكل مستدام.
كما يهدف المشروع إلى الجمع بين ثلاثة مجالات رئيسية هي إنشاء نظام محاسبي قوي للمياه يقدم المعلومات عن حالة موارد المياه واستخداماتها؛ تعزيز المعرفة بكفاءة المياه وحالة الإنتاجية وفرصة التحسين في النظم الزراعية المصرية المتنوعة؛ وضمان عائد أعلى لكل قطرة ماء بحلول عام 2030.