الفاقد في محاصيل الفاكهة واحدة من أبرز الإشكاليات التي تواجه قطاع عريض من مزارعينا، وغالبًا ما تكون نتيجة مباشرة ومنطقية، لارتكاب بعض الأخطاء خلال عمليات الجمع والقطف، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء، للتوعية بخطورتها وتداعياتها الاقتصادية.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، تناولت الدكتورة زينب زكي – الأستاذ المساعد بقسم تداول الفاكهة، بمعهد بحوث البساتين، مركز البحوث الزراعية – ملف الفاقد في محاصيل الفاكهة بالشرح والتحليل.
الفاقد في محاصيل الفاكهة
التعريف والخسائر الاقتصادية المتوقعة
في البداية تحدثت الدكتورة زينب زكي عن المراحل المتعددة التي تمر بها محاصيل الفاكهة، والتي يتحدد على أساسها وفي ضوئها مدى سلامة الثمار، ومدى مطابقتها لمواصفات ومعايير الجودة المتعارف عليها سواء بالنسبة للسوق المحلي أو المنافذ التصديرية.
وأوضحت الباحث بمعهد البساتين أن محاصيل الفاكهة تمر بعدة خطوات بداية من تحديد الموعد الأمثل للقطف، عند اكتمال النمو، مرورًا بمراحل النقل والتعبئة والتغليف والتخزين، والتي يؤدي أي قصور فيها، لتدهور مستوى ومواصفات الثمار المتداولة أو المعروضة بالأسواق.
في هذا الإطار عرفت الدكتورة زينب حسن مفهوم الفاقد في محاصيل الفاكهة بأنه إجمالي الكميات المفقودة منذ تحديد المرحلة المثلى لاكتمال النمو والقطف وحتى وصول الثمار إلى السوق وجمهور المستهلكين.
تداول الفاكهة
تطرقت الأستاذة بمعهد بحوث البساتين إلى مفهوم ومعنى عملية “التداول” موضحةً أنها تشير إلى كافة المعاملات التي يتم إجراؤها يدويًا، منذ مرحلة القطاف ومرورًا بباقي المراحل من جمع ونقل وتعبئة وتغليف، وصولًا للعرض والتخزين بالأسواق.
ولفتت أن المعاملات اليدوية التي تتعرض لها ثمار الفاكهة تؤثر بالسلب – حال عدم اتباع الاشتراطات والتوصيات الفنية الحاكمة لهذا الملف – على مستوى وجودة المنتج النهائي المعروض بالأسواق.
وضربت “حسن” المثل بخطورة عمليات التداول الخاطئ على محصول العنب، موضحةً أن الوقوع فيها يهدد بفقدان ما لا يقل عن 50% من إجمالي المحصول الذي تم حصاده، بالإضافة لإجبار التجار على طرح المنتج بأكثر من سعر، بحسب مستوى جودته، ما يعني خسارة اقتصادية إضافية.
أنواع ثمار الفاكهة
قسمت الدكتورة زينب زكي الفاكهة إلى قسمين رئيسيين، مشددةً على ضرورة الانتباه إلى الفوارق ما بينهما، والتي يتوقف عليها تحديد الموعد الأمثل لموعد القطف:
- ثمار تؤكل على ما تقطف عليه
- ثمار تخضع لعمليات الإنضاج
الاحتياطات العامة لتقليل الفاقد في محاصيل الفاكهة
وضعت الدكتورة زينب حسن قائمة بأهم الاشتراطات والقواعد العامة الحاكمة لملف تقليل الفاقد في محاصيل الفاكهة، ومحصول العنب بشكل خاص، وأوجزتها في النقاط التالية:
- تحديد المرحلة المثلى لاكتمال النمو
- استخدام أدوات القطف “المقص ذو الحافة المستديرة”
- عدم التعامل مع العناقيد باليد للحيلولة دون الإضرار بالطبقة الشمعية أو تلف الحبوب
- عمليات القطف تتم من فوق العقدة الموجودة أعلى العنق
- الاهتمام بنظافة عبوات الجمع وعدم تعريضها للأتربة والأوساخ
- استبعاد الحبات المصابة “بالأمراض أو الحشرات” أثناء الفرز
- إتمام عمليات فرز العناقيد باستخدام “المقص ذو الحافة المستديرة”
- استبعاد الثمار الملوثة بالمبيدات
- تجميع المحصول داخل عنابر مغلقة مظللة وجيدة التهوية
- ترطيب الأرض الخاصة بعنابر التعبئة
- وضع قواعد خشبية أسفل عبوات التعبئة لتسهيل عملية النقل
- الاهتمام برص عبوات التعبئة بشكل محكم وربطها قبل النقل
- تعقيم عبوات الجمع حال إعادة استخدامها
- استخدام زوايا ورقية مقواه للحفاظ على سلامة المنتج
- الاهتمام بنظافة الأيدي والاحتياط من إصابة الثمار بأي وخزات لكونها أحد عوامل الجاذبة للإصابات الفطرية
لا تفوتك مشاهدة الحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
العنب.. “التوريق” وأبرز الإجراءات الوقائية ضد الإصابة بـ”لسعة الشمس”
ثمار الفاكهة.. القواعد العامة لعمليات جمع وتداول “العنب”