الغدة الدرقية تُعد من أهم الغدد في جسم الإنسان، لكونها مسؤولة عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية داخله، وأي خلل يحدث في هرمونها يؤثر سلبًا على حيوية ونشاط الجسم، ويسبب العديد من المشاكل والآثار السلبية على الصحة العامة، وهي المسألة التي تحتاج للمزيد من الشرح والتوضيح عنها وعلاقتها بالأنظمة الغذائية عبر التقرير التالي
موقع الغدة الدرقية وأنواع مشاكلها
في البداية أكدت الدكتورة هدير محمود – ماجستير تغذية وعلوم أطعمة – خلال استضافتها ببرنامج “نهار جديد” مع الإعلامية مها سميح، على شاشة قناة “مصر المستقبل”، أن الغدة الدرقية هي هرمون موجود في الجسم، يعمل على تنظيم معدلات معينة، فإذا اختل هذا الهرمون، يختل التنظيم أو النظام الذي يسير عليه الجسم في وظائف معينة.
وأضافت أن الغدة تقع أمام الحنجرة، أسفل اللوزتين وفوق القصبة الهوائية، وتتكون من ثلاثة فصوص: أيسر وأيمن وجزء متوسط يربط الجانبين ببعضهما، كما أن لها وظائف متعددة ومهمة في جسم الإنسان.
وكشفت أن مشاكل الغدة الدرقية تنقسم إلى نوعين أساسيين: خمول أو نشاط زائد، ولكل منهما معدلاته وظروفه الخاصة، مؤكدة أن معرفة نوع المشكلة، سواء كانت خمولًا أو نشاطًا، هي الأساس لتحديد المسار العلاجي والنظام الغذائي المناسبين، بما يساعد على ضبط الحالة بالتزامن مع العلاج الذي يصفه الطبيب.
عوامل مؤثرة على الغدة الدرقية
أشارت الدكتورة هدير محمود إلى أن العوامل التي تؤدي إلى خمول الغدة الدرقية أو نشاطها متعددة، مبينة أن بعض الأشخاص قد يولدون ولديهم خمول في الغدة الدرقية، تمامًا كمن يولدون بمشاكل في هرمون الأنسولين.
وكشفت أن نقص اليود يُعد من أبرز العوامل المؤثرة، مستشهدة بالقصة التاريخية لاكتشاف المرض في مصر، حيث لوحظ انتشار تضخم والتهاب الغدة بشكل أكبر في محافظات الصعيد مقارنة بالمحافظات الساحلية، معللة ذلك بأن أهالي الصعيد يفتقرون إلى اليود في نظامهم الغذائي، بينما سكان المناطق الساحلية يتناولون الأسماك الغنية باليود.
وأكدت أن هذا الاكتشاف أدى إلى تدعيم الملح باليود للحفاظ على المعدل الطبيعي له في الجسم، علمًا بأن زيادة اليود تسبب نشاطًا في الغدة، بينما نقصه يسبب خمولًا، مشددة على ضرورة الاعتدال في تناوله، مشيرةً إلى أن بعض الأدوية أو العمليات الجراحية التي تتضمن استئصال جزء من الغدة قد تؤدي إلى الخمول لاحقًا.
الحالات التي تتطلب الجراحة وعلاج ما بعد الاستئصال
تابعت الدكتورة هدير محمود حديثها عن العمليات الجراحية، مبينة أن إجراء العملية يصبح ضروريًا في بعض الحالات المتعلقة بأمراض معينة في الغدة، خاصة عند حدوث تضخم كبير فيها، موضحة أن الاستئصال لا يكون كاملًا غالبًا، بل يتم استئصال الجزء المتضرر فقط، وهذا الإجراء يُعد ضروريًا وليس الخيار الأول للعلاج، حيث لا يُنصح باللجوء إلى الجراحة كإجراء أول لأي عضو في جسم الإنسان، وأكدت أنه بعد استئصال الغدة أو جزء منها، يتم تعويض الهرمون الطبيعي الذي تفرزه الغدة بتناول هرمون خارجي كدواء مدى الحياة.
أهمية الغذاء في علاج مشاكل الغدة الدرقية
شددت “محمود” على أهمية الحفاظ على نظام غذائي متوازن جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي، موضحة أن الأطباء يؤكدون على هذه النقطة التغذوية بشكل كبير، مؤكدة أنه كان من الممكن تجنب خمول الغدة الدرقية لو تم تناول اليود بكميات محددة من خلال الملح المدعم أو الأسماك.
وأكدت أن الغذاء السليم وتنظيمه يلعب دورًا حاسمًا في كل حالاتنا الصحية، ليس فقط في علاج الغدة، مشيرة إلى أن الكثير من الناس يأكلون كل شيء لكن دون تنظيم أو تركيز على نوعية الأكل وفوائده، مما يؤدي إلى عدم التوازن في تناول العناصر الغذائية، مثل الإفراط في الكربوهيدرات على حساب البروتينات والألبان.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
الوجبة المدرسية.. احتياجات الطالب المُصاب بـ”السمنة” وأبرز الأخطاء الشائعة
الانزلاق الغضروفي.. أسباب الإصابة والأعراض الشائعة وأبرز المحاذير
لماذا نحب السكر؟ علم الإدمان الغذائي والتذوق
د. رحاب محمد تكتب عن 11 خطورة للتناول المفرط في السكريات على الأطفال