العواصف الترابية تُعد واحدة من الأسباب التي تعوق اكتمال نمو المحاصيل الزراعية، كأحد المشاكل الطبيعية التي تواجه المزارعين على مدار الموسم.
ويمكن حصر الآثار السلبية التي تُسببها العواصف الترابية في عدة نقاط، وهو الأمر الذي تحدث عنه أحمد الصغير، الباحث بالمركز القومي للبحوث باستفاضة، أثناء حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية.
الآثار السلبية الظاهرة على جسم النبات الخارجي
وأوضح أن أول هذه الأضرار التي تنتج عن العواصف الترابية، هو إصابة جسم النبات الخارجي، ممثلًا في الأوراق والساق بالجروح، ما يسمح بنفاذ الميكروبات ونمو الفطريات، ويُضاعف فُرص هلاك نسبة كبيرة من المحصول.
فيما تتمثل الإشكالية الثانية التي تقود إليها العواصف الترابية، في عدم قدرة بعض النباتات على مقاومة سرعة الرياح وقوتها الشديدة، ما يترتب عليه حدوث خسائر فادحة، بسبب ارتفاع نسبة الفاقد، نتيجة سقوط واقتلاع عدد كبير من جذورها خارج التربة.
توقف عمليات الأيض.. أبرز أضرار العواصف الترابية
وتتجلى ثالث هذه الخسائر، في الخطة الدفاعية التي يقوم بها النبات، لحماية نفسه من العواصف الترابية، والتي تبدأ بإغلاقه لجميع المسام، لمقاومة نفاذ ذرات الأتربة لجسم الزهرة، ما يترتب عليه تباطؤ وتيرة عملية الأيض، بنسبة تصل إلى 97% من إجمالي العمليات الحيوية، التي يقوم بها في الظروف العادية لإتمام النمو.
ولفت إلى أن هذه الإجراءات الفسيولوجية المُعقدة، التي يقوم بها النبات للحفاظ على حياته، تؤدي لبعض الظواهر التي تتم ملاحظتها بالعين المجردة “وقت الحصاد”، فيما يُعرف بمصطلح “التقزم”، أو عدم اكتمال نمو الزهرة بالشكل المُعتاد والمتعارف عليه.
شاهد: تطوير اساليب الزراعة لمواجهة التغيرات المناخية وحل مشكلة الغذاء فى العالم
المعاملات الزراعية الخاطئة تؤدي لكوارث بيئية
وفي سياق مُتصل، شدد الصغير على أن المعاملات الزراعية الخاطئة تُعد واحدة من الأسباب التي تُزيد من تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، الذي تُعاني منه أغلب دول العالم، مُشيرًا إلى أن حجم الانبعاثات الناتجة عنها، تساهم في الإضرار بالغلاف الجوي بشكل كبير، على عكس الاعتقاد الشائع بأن المُخلفات والعوادم الصناعية، هي المسؤولة وحدها عن هذا الضرر.
وهو الأمر الذي أيدته الإحصائية الصادرة عن منظمة “الفاو” عام 2018، والتي تؤكد أن المعاملات الزراعية الخاطئة وغير المنضبطة، تمثل نسبة 14.2% من أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي نسبة كبيرة وتشير لدلالات خطيرة ينبغي أن تؤخذ في الحسبان، لتقليل حجم هذه الكارثة البيئية، التي تعود بالسلب على جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان.
إقرأ أيضًا:
تعرف على أهم الفوارق ما بين العسل المصري ونظيره التونسي
النحالين العرب تُشيد بجهود «الزراعة» في الارتقاء بـ«صناعة العسل»
النحالين العرب تكشف تفاصيل خطة تعميم “مهرجان العسل” بجميع المحافظات
رئيس مربيي النحل التونسيين: لدينا قواعد صارمة لمكافحة غش العسل