العناب استخدم في الطب الصيني منذ 2500 سنة على الأقل وقد ورد ذكره في تحفة القصائد وهو مقتطفات من الشعر الصيني في القرن السادس قبل الميلاد. وقد عرفته الشعوب القديمة، وقيل إن الجنود الرومان الذين كانوا في القدس أيام المسيح صنعوا تاجاً من شوك العناب وضعوه على رأسه وكانوا يحيطون معسكراتهم به لمنع الناس من الاقتراب منهم اجتنابا لشوكه وقد عرف العرب العناب قبل الإسلام .
وتؤكد الأثريات أن زراعته ترجع إلى نحو 4000 سنة ق.م، وانتشرت زراعته في دول حوض المتوسط منذ الميلاد، وانتقلت من الصين إلى مناطق آسيا وشمالي إفريقيا وجنوبي أوربا وإلى أستراليا وأمريكا الجنوبية والشمالية. تزيد المساحة المزروعة بالعناب في الصين عام 2000 على 200000 هكتار، تليها الهند وباكستان وإندونيسيا . بدأت تنتشر زراعة العناب في بعض المحافظات السورية، وخاصة في منطقة الحفة في محافظة اللاذقية ومنطقة صافيتا في محافظة طرطوس، وعلى شكل أشجار زينه في محافظة ريف دمشق. تنضج الثمار على ثلاث دفعات بدءاً من شهر أغسطس حتى نهاية شهر نوفمبر تبعاً لمناطق زراعته في الداخل أو قرب الساحل .
المكونات الغذائية للعناب :
يحتوي العناب على صابونينات وفلافويندات وسكريات وهلام، وفيتامينات أ، ب2، ج، ومعادن هامة مثل: الكالسيوم، الفوسفور والحديد.
الموطن الاصلى :
الصين واليابان ويزرع في الصين منذ أربعة آلاف سنة ويعتبر من فواكه أهل الصين المفضلة وله قيمة غذائية جيدة. ينتشر الآن في بلاد الشام وإيران و جنوب شرق آسيا، وفي نيوزيلندا والمغرب العربي (سميت مدينة عنابة نسبة اليه) ويعيش في المناطق الحارة وشبه الحارة. ويسمى عناب الثمار الحمراء بالزفزوف في بعض المناطق العربية.
الأهمية الغذائية والعلاجية :
– تستهلك ثمار العناب طازجة أو مجففة أو مخللة أو معلبة، مربيات أو مشروبات روحية. وأشجار العناب عالية الإنتاج؛ إذ تصنع من مخلفاتها مواد علفية ومخصبات تربة مع مخلفات الغابات بعد تخمرها، ويستعمل خشبها في صناعة الأعمدة والمفروشات المنزلية.
– تستعمل ثمار العناب في علاج أمراض الصدر وجهاز التنفس والدوران.
– تنظيم دقات القلب وعمل الكبد وزيادة التركيز الذهني لاحتواء الثمار على فيتامين A .
– تفيد الثمار في معالجة التعرق، والحمى والحصبة، وفي تنشيط الدورة الدموية لاحتوائه على مادة السيناديامين.
– تخفيض نسبة الكوليسترول في الجسم لاحتوائها على التربينات الثلاثية، ومعالجة ضعف الأعصاب لغناها بالفيتامينات B2 – B6 – B1 .
– معالجة الاكتئاب النفسي، وأمراض الصدر والحنجرة والربو، ويطلق عليها الفرنسيون اسم فريز الصدر الأوربي.
– أثبت في اليابان أن العناب يزيد مقاومة الجهاز المناعي، وفي الصين زاد وزن الحيوانات المخبرية التي غذيت بمغلي العناب وأظهرت تحسناً في القدرة على الاحتمال، وفي إحدى الدراسات السريرية أعطي 12 مريضاً يشكون من علل في الكبد وقد تحسنت وظيفة الكبد لديهم في أربعة أسابيع .
– إن العسل المعروف بعسل سدر العناب يفيد في تنشيط عمل البنكرياس في الجسم و تحسين آلية عمل خلاياه ما يساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم لكون العسل الطبيعي يحوي على هرمون شبيه بالأنسولين و تجري حالياً العديد من الأبحاث لاختبار أهمية عسل سدر العناب و العديد من أنواع العسل الصيفي الأخرى التي تتسم بتركيبة مختلفة عن العسل الشتوي اعتماداً على نوع الرحيق و اكتشاف مدى قدرتها على مساعدة مرضى السكري لدى تناوله بجرعات محددة لم يتم الإعلان عنها بعد.
– الزيت المستخرج من بذر العناب و الذي يشكل 50 بالمئة من وزن الثمرة يعرف عالمياً بزيت الجوجوبا و يعتبر هذا الزيت اليوم من أهم المستخلصات النباتية التي تدخل في تركيب الأدوية النباتية التي باتت اليوم تعتمد كعنصر أساسي في تصنيع أدوية ومستحضرات دوائية وتجميلية لعدد من شركات و معامل الأدوية ، زيت الجوجوبا يدخل اليوم في مختلف مستحضرات العناية البشرة لما يحتوي عليه من خصائص و مكونات شبيهة بتلك التي تفرزها البشرة لدى الإنسان و لذلك فإن هذا الزيت يساعد على ترطيب الجلد و تأخير شيخوخته و مكافحة كافة أنواع البكتريا التي تصيب الجلد لاحتوائه على مضادات خاصة بهذه البكتيريا و لذلك فإنه يكافح و يؤخر الخطوط و التجاعيد الدقيقة التي تبدأ بالظهور على الوجه بعد سن الثلاثين مشيرة إلى قدرة زيت الجوجوبا على تنشيط خلايا الجلد و محاربة أعراض التقدم في العمر خاصة إذا تم استخدامه بانتظام ، الزيت يساعد على معالجة الشعر التالف و المجهد بتدليك فروة الرأس بمعايير محددة من الزيت بعد تمديده بمستخلصات نباتية أخرى و تركه لعدة ساعات على الشعر كحمام زيت قبل غسيله مؤكدة أن تكرار هذا الأمر أسبوعياً يساعد على تقوية بصيلات الشعر و تنشيط خلايا فروة الرأس خلال ثمانية أسابيع ليستعيد الشعر رونقه و لمعانه من جديد.
– آراء الأطباء العرب القدامى عن العناب :
– فقال داود الأنطاكي: “ينفع في خشونة الحلق والصدر والسعال واللهيب والعطش، وغلبة الهم، وفساد مزاج الكبد والكلى والمثانة، وأورام المعدة، وأمراض المعقدة، وورقه يستر الذوق إذا مضغ فيعين على الأدوية البشعة ويحبس القيء”.
– وقال التفليسي: “يعقل البطن ويسكن حدة الدم وينفع الصدر، والشربة منه ثلاثون عددا، ويسكن الصداع الحاصل من الدم والصفراوية، وينفع من الصداع والشقيقة، ويقوي البدن، ويصفي اللون جدا، ويسكن غليان دم الأطفال، ومن مضاره انه يضعف القوة الجنسية ويصلحه الزبيب”.
– أما ابن سينا في القانون فقال: “جيد للصدر والرئة، وزعم قوم أنه نافع لوجع الكلية والمثانة” .
– وقال ابن البيطار: “نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة، ووجع الصدر، والمختار منه ما عظم حبه وإن أكل قبل الطعام فهو أجود”.
– وقال الشريف: “إذا جفف ورقه وسحق ونخل ونثر على الآكلة نفع من ذلك نفعاً عظيماً لا يبلغه في ذلك دواء، وينفي أن يتقدم بأن يطلى على الأكلة بريشة بعسل خاثر، إذا دق قشر ساق الشجرة وخلط بمثله اسفيداجا وحشي به الجراحات الحنيشة نقاها وشفاها، إذا طبخ ورقه بماء ثم صفي وشرب من طبيخه خمسة أيام بسكر كل يوم نصف رطل فإنه يذهب الحكة عن البدن وهو مجرب، إذا طحن نواه وصنع منه سويق وشرب بماء بارد أمسك الطبيعة وعقل البطن، إذا طحن بجملته كان نافعاً من قرحة الأمعاء.
الوصف النباتي
من أصناف الفاكهة متساقطة الأوراق شجرة العناب متوسطة الحجم إلا إذا نمت في ظروف استوائية أو شبه استوائية ويعرف منه أكثر من 450 نوعاً وصنفاً مستزرعاً. يصل ارتفاع الشجرة إلى 3ـ 5 م وأحياناً إلى 12م، جذعه متشقق طولياً بني غامق اللون كثير التفرع فروعه متعرجة. وهناك بعض الأصناف تكون من دون أشواك أو تحورت أشواكها إلى ندبات.
الأوراق :
أوراقها مركبة، في حين أن وريقاتها صغيرة، بيضاوية الشكل متبادلة المنشأ، خضراء لامعة ، لها شوكتان خنجريتان الشكل عند قاعدة كل ورقة على الرغم من وجود أنواع عديمة الأشواك عرضها نحو 3سم وطولها 2ـ 6سم .
الأزهار :
الأزهار بنفسجية اللون على شكل أزهار الياسمين غير أنه أرق ، الازهار خنثى تحوي خمس سبلات وخمس بتلات وخمس أسدية، ويتراوح عددها في كل برعم زهري بين 2ـ20 زهرة تبعاً للأصناف والعضو الزهري ، يبدأ تفتح البراعم الزهرية في المنطقة الساحلية في شهر مارس ويستمر مدة 15ـ27 يوماً، أما في المناطق الداخلية ففي شهري مايو ويونيو ويؤدي النحل الدور الأمثل في عملية التلقيح أو الرياح التلقيح في معظم أصناف العناب يتم ذاتياً.
تمتد فترة الإزهار في العناب لفترة طويلة قد تزيد عن الشهر خاصة في بلادنا حيث تبدأ في الربيع وقد تستمر حتى بداية الصيف تنتج خلالها أشجار العناب كميات كبيرة من الإزهار في آباط الوريقات ، تبقى الإزهار متفتحة لحبوب اللقاح ليوم أو بعض اليوم فقط. رغم أن الظروف المثالية للتلقيح حتى اللحظة مازالت غير معروفة .
الثمار :
لحمية تشبه ثمار الزيتون بقشرة رقيقة جداً حمراء إلى بنية وسوداء لذيذة الطعم لبها أبيض هش شديدة التباين في الشكل والحجم طولها نحو 2ـ 5,5 سم وقطرها نحو2,5 سم طعمها لذيذ من الحلو إلى الحامض المز، تتكون على الطرود الثمرية والتشكلات الثمرية المعمرة. تتميز شجرة العناب بسقوط أوراقها كلها في الخريف والطرود التي أثمرت أيضاً، أما في الربيع فتخرج نموات جديدة قصيرة لتكون الطرود الثمرية وتشكلاتها.
ومن أهم الأصناف المنتشرة عالمياً:
الأصناف الصينية الهجينة ومنها:
أوخيساو تسزاو من الأصناف عديمة النواة، ثماره كبيرة الحجم، وأوسين خوان أشجاره خالية من الأشواك، تزن ثمرته 24جم، وسيوباي تسزاو أشجاره
عديمة الأشواك، تزن الثمرة 10جم، وسب ثماره صفراء اللون بيضوية الشكل، وتايان تسزاو ثماره كبيرة الحجم، يصل وزن الثمرة إلى50جم ، أشجاره عديمة الأشواك، ولي تزن ثمرته 40جم.
الأصناف المنزرعة ومصر ومنها:
بلحى – تفاحى – زيتونى .
الأصناف الهندية :
غالباً دائمة الخضرة ومن أشهرها العناب الهندي الذي يعد أصلاً للأصناف دندان – شونشال – جولا – سانورا 2 – عمران .
الظروف البيئية المناسبة :
ينمو العناب في مناطق مناخية متباينة ممتدة بين النطاق شبه المداري وإلى المداري. فالعناب الصيني ذو قدرة عالية على تحمل البرودة الشديدة في فصل الشتاء حتى (-28 درجة مئوى ) حتى (40 درجة مئوى) صيفاً .
يفضل المناطق المشمسة غير الظليلة الجيدة التهوية والسفوح الجبلية الجنوبية
والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية، وتحتاج ثماره لتنضج إلى صيف طويل وحار
نسبياً أو صيفٍ حار ورطب نسبياً تصل فيه درجة الحرارة إلى 30 ـ35
درجة مئوى . تنتشر زراعته بين 100 – 1400 متر فوق سطح البحر وبمردود اقتصادي جيد، يتطلب نحو 288 ساعة برودة (تحت 7 ْم) لكسر طور سكونه. تجود زراعته في المناطق الساحلية لتوافر معدل هطل مطري يزيد على 500مم سنوياً. وتتحمل الشجرة شروط الجفاف القاسية، تتعمق مجموعته الجذرية حتى 7م في
التربة, ويمكن للعناب الصيني أن ينمو في الأراضي العالية الملوحة والقلوية لكنه يفضل الأراضي الطينية الرملية الجيدة الصرف والأراضي الرسوبية الخصبة، ويتأثر بالأراضي الثقيلة الغدقة جداً، لا ينجح فى التربة الرطبة قليلة النفاذية وذات منسوب ماء أرضى مرتفع .
الإكثار:
– يتكاثر العناب بذرياً بعد الكمر البارد للبذور أو بتجذير العقل .
– الفسائل الجذرية وهي الطريقة المفضلة وأسرعها حيث تعطي الشجرة الواحدة من 5-15 فسيلة جذرية يمكن زراعتها.
– يربى تاج الأشجار على ساق عالية حتى 110سم للأصناف المنتصبة النمو، وعلى ارتفاع 130سم للأصناف المفترشة التاج، وتكون مسافات الغرس بين 4ـ 6م.
عمليات الخدمة الزراعية :
التقلـــــيم
– يربى تاج الشجرة بتقليم الأفرع السنوية الرئيسة، وذلك بإزالة ثلث طولها، وتزال النموات المتشابكة والفائضة والشحمية والمريضة والضعيفة والنامية في قلب الشجرة .
– وأما التربية الإثمارية فتكون محدودة جداً إذ تقتصر مستقبلاً على إزالة الفروع المزاحمة والمريضة والشاذة والمعطوبة .
الــــــري
من أهم الميزات المهمة في شجرة العناب هي تحملها لظروف الجفاف، ومع ذلك فإن الري المنتظم مهم للحصول على فاكهة ممتازة خاصة في الترب الرملية.
التســــميد
احتياجات العناب من السماد لم تبحث حتى الآن، على الرغم من التجارب المحدود لإضافة السماد خاصة الأسمدة المركبة ابتداءً من بروز النموات الخضرية ولمدة شهرين، مع التركيز على عدم إضافة السماد في الأشهر الأولى من الزراعة.
الحصــــاد
تنضج ثمار العناب على مراحل قد تمتد لعدة أسابيع على الشجرة نفسها، تبعاً لفترة الإزهار والعقد. حيث يعتبر التغير في اللون المؤشر الرئيسي لنضج الثمار، فتبدأ بالتحول من اللون الأخضر إلى اللون الأخضر المبيض ومن ثم إلى اللون البني المحمر أو المسود. بمكن بعدها تخزين الثمار لمدة أسبوع على درجة حرارة الغرفة، تؤكل الثمار طازجة أو يمكن تجفيفها لاستعمالات أخرى.
معاملات ما بعد الحصـــاد
يمكن تخزين الثمار الطازجة على درجة حرارة (3,5 – 10 درجة مئوى ) ورطوبة نسبية ( 75 –85 % ) وللثمار المجففة على درجة حرارة (3,5 –20 درجة مئوى ) ورطوبة نسبية (55 –60(% .
كما وجد أن معاملة ثمار العناب البيضاء الغير الناضجة بالايثيلين بتركيز (100 جزء فى المليون ) لمدة (2 –4) أيام على درجة حرارة ( 20 درجة مئوى ) يسرع ويوحد نضج ثمار العناب ويمكن حفظها بعد تجفيفها في الشمس .
أهم الآفات التي تهاجم شجرة العناب هي :
1- ذبابة ثمار الفاكهة التي تهاجم الثمار عند النضج والتي يمكن استخدام بعض المبيدات لمكافحتها.
2- مرض تشقق الثمار وهو مرض فسيولوجي يعزى إلى زيادة معدل نمو الثمرة الداخلية مع توقف نمو الغلاف الخارجي، أو نتيجة التغير المفاجئ لدرجة الحرارة والرطوبة الجوية أثناء موعد النضج للثمار.
3- الطيور من أخطر الآفات التي تتعرض لها شجرة العناب.
4- الأمراض التي تصيب الثمار أثناء التخزين نتيجة الخدوش أو الجروح الميكانيكية كالعفن .
مقال
العناب (فاكهة الرجل الفقير)
اعداد
د/فاطمه محمد عبد الله أحمد
باحث مساعد – مركز بحوث الصحراء
المصدر
عدد يونيو 2021 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
تعرف على كيفية جمع و حصاد النباتات الطبية والعطرية
لا يفوتك
قبل شراؤها ..تعرف على خطورة حبوب الغلة