العمود الفقري وآلامه واحدة من أبرز الشكاوى المرضية الشائعة بين قطاع عريض من سكان العالم، والتي تختلف درجة شدتها بحسب الأسباب المؤدية إليها، والتي تتشابه إلى حد كبير في بداياتها، ما يُحتم الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، للوقوف عليها والتفريق بينها، لبدء مشوار العلاج الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج “كونسلتو”، تناول الدكتور باسم أيوب – أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني – ملف أمراض العمود الفقري بالشرح والتحليل،
العمود الفقري.. التركيب العام والوصف التشريحي
في البداية تحدث أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني التركيب والتكوين العام لـ”العمود الفقري”، موضحًا أنه مكون من مجموعة فقرات شبه ثابتة وأخرى مُتحركة، بما يسمح بممارسة النشاط الطبيعي للإنسان خلال حياته اليومية.
وأوضح أن العمود الفقري مُكون من الفقرات “العنقية، الظهرية، القطنية” وفقًا للترتيب التشريحي لجسم الإنسان، لافتًا إلى أن المجموعتان الأولى والأخيرة متحركتان إلى حد ما، بالشكل الذي يسمح بسهولة تنفيذ الأعمال الحركية التي تتطلبها حياة الإنسان.
وتتكون الفقرات العنقية من 7 فقرات مُتحركة، يليها 12 فقرة ظهرية تضم القفص الصدري للإنسان، والذي يعوق حركتها بشكل كبير، ثم الفقرات القطنية الـ5، والتي تتحمل عبء وزن غالبية الجسم، وتُشكل مركز ومحور شكاوى غالبية المرضى، ويليها الفقرات العجزية المُلتحمة.
أمراض العمود الفقري وخسائرها اقتصادية
لفت الدكتور باسم أيوب أن أمراض العمود الفقري وآلام الظهر – وفي مُقدمتها بالطبع “الفقرات القطنية” – تُشكلان ثاني أكثر الأعراض المرضية التي يُعاني منها قطاع عريض من سكان العالم، بعد الإنفلونزا ونزلات البرد الحادة.
وأكد “أيوب” على خطورة هذين العرضين، نظرًا لتأثيرهما المُباشر على النشاط الإنساني، ومجالات الإنتاج وحجم العمل، والذي يتضرر وتنخفض مُعدلاته، جراء عدم قدرة العامل على أداء المهام المنوطة إليه.
أسباب أمراض العمود الفقري وآلام الظهر
عزا أستاذ جراحة المخ والأعصاب أسباب آلام الظهر، والتي تُعد مؤشرًا جزئيًا على الإصابة بأمراض العمود الفقري إلى عدة أشياء، موضحًا وجود مجموعة من الغضاريف التي تفصل ما بين الفقرات، لتسمح بتسهيل حركة الظهر، بالإضافة للأعصاب والعضلات المنتشرة حولها.
ولفت إلى أن الشعور بالآم الظهر قد يكون نتيجة مُباشرة لحدوث بعض الإصابات، موضحًا أنه تؤدي لنفس النتيجة، بالشعور بوجود ألم شديد ومحسوس بهذه المنطقة، والتي حصرها في النقاط التالية:
1. مزق عضلي
2. مزق بمنطقة الغضاريف
3. التهابات المفصلات الموجودة بين الفقرات
4. الانزلاقات الغضروفية
موضوعات قد تهمك:
تكثيف زراعة الخرشوف..سبل معالجة أضراره وطريقة تجهيز المشتل ونقل الشتلات
الريزوكتونيا.. أسباب موت بذور وشتلات الطماطم وركائز خطة العلاج “الخماسية”
العلاج الدوائي هو الحل
أكد الدكتور باسم أيوب أن قُرابة الـ90% من شكاوى المرضى ليست بالضرورة نتيجة لحدوث الانزلاق الغضروفي، وإنما يكون مرجوعها الأساسي واحدًا من الأسباب السابق ذكرها، والتي تكون بعيدة كل البُعد عن التوصيف الأكثر شيوعًا بالنسبة لغير المُتخصصين.
وكشف “أيوب” أن نسبة كبيرة من شكاوى المرضى، يتم تخطيها والتخلص منها عادةً بالعلاج الدوائي، دون الوصول للمراحل الأكثر تقدمًا، والتي تُحتم ضرورة التدخل الجراحي، نظرًا لكونها مُجرد أعراض طارئة، نتيجة القيام بمجهود بدني زائد ومُفاجىء، أو التعرض لتيار هوائي شديد، وبخاصة في الأجواء الحارة.
إقرأ أيضًا:
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر الـ50 يومًا الأولى وطرق المكافحة الصحيحة
فيروس الحمى القلاعية.. 6 أخطاء “بشرية” تؤدي لانتقال العدوى بين الحيوانات
الانزلاق الغضروفي.. مؤشراته وأدلة حدوثه
أكد أستاذ جراحة المخ والأعصاب أن أعراض حدوث الإصابة بـ”الانزلاق الغضروفي” غالبًا، ما يشوبها بعض الالتباس في بداياتها، نظرًا لتمحور الألم حول منطقة الإصابة، شأنه كباقي الأعراض الشائعة التي تؤدي للشعور بنفس الألم.
وأوضح أن المعيار الحاسم لحدوث الانزلاق الغضروفي، هو انتقال الشعور بالألم وصولًا لأحد الأطراف.
وقدم “أيوب” تفسيرًا طبيًا لهذه الظاهرة، موضحًا أن جسم الإنسان مُغطى بشبكة كبيرة من الأعصاب، التي تنقل الإشارات الحسية والعصبية والشفرات الكهربية لجميع أنحاء الجسم، والتي تتأثر حال خروج أحد الغضاريف الموجودة داخل العمود الفقري، بما يُشكل ضغطًا وحملًا زائدًا على هذه الشبكة العصبية المُتصلة، ما يؤدي لانتقال هذا “التلميس” للأطراف، والذي يُعد دليلًا مؤكدًا على حدوث الإصابة الأقل شيوعًا.
شاهد: