العلاج التجفيفي واحد من الإجراءات الوقائية الهامة، التي تعزز فرص تسويق بعض المحاصيل الاستراتيجية، وتضاعف من حجم المكاسب الاقتصادية المتوقعة منها، وهي المسألة التي يتحتم تسليط الضوء عليها، والتوعية بأهميتها لقطاع عريض من المزارعين، عبر الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، تناولت الدكتورة منال محمد عطية – رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف مشاكل وأضرار الري قبل الحصاد بالشرح والتحليل.
أبرز الأخطاء الشائعة قبل الجمع
في البداية تحدثت الدكتورة منال محمد عطية عن أبرز الأخطاء التي يرتكبها بعض مزارعينا، دون الإلمام بتداعياتها السلبية على المحصول وفرصة التسويقية، وحجم المكاسب الاقتصادية المتوقعة منه بعد الحصاد.
وأوضحت أن بعض المزارعين يلجأون لري بعض المحاصيل قبل الحصاد، وبخاصة تلك التي تحتوي على نسبة كبيرة من المياه ضمن تركيبتها الطبيعية، أملًا في زيادة وزنها وتحقيق أكبر عائد اقتصادي منها عند بيعها.
تداعيات الري قبل الجمع
لفتت “عطية” إلى خطورة هذا الإجراء، نظرًا لانعكاساته الخطيرة على مستوى جودة الثمار، وبخاصة البطيخ والكانتالوب، نظرًا لتأثيره المباشر على النكهة والطعم، بالإضافة لتداعياته السلبية على مدى تحملها للأخطاء الميكانيكية أثناء معاملات الجمع، وبالتبعية مدى استجابتها للإصابة بالخدوش والجروح.
وتطرقت رئيس قسم تداول الخضر إلى تداعيات الري قبل الحصاد، على المدى الزمني الصالح للتخزين، ضاربةً المثل بالضرر الواقع على أربعة محاصيل استراتيجية، وهي البطاطس والبطاطا والبصل والثوم.
وأكدت “عطية” أن تنفيذ معاملات الري قبل الحصاد، يؤدي لنتائج عكسية خطيرة على محاصيل البطاطس والبطاطا والبصل والثوم، ويقلل من المدى الزمني الخاص بفترة تخزينها وحفظها.
وأشارت “عطية” إلى أن المحاصيل الأربعة السالفة الذكر، يكون الجزء الاقتصادي منها مدفون داخل التربة، ما يضاعف حجم الضرر الواقع عليها، ويعزز فرص إصابتها بـ”الأعفان”، حال تنفيذ معاملات الري قبل الحصاد.
وأكدت أن تنفيذ معاملات الري قبل حصاد المحاصيل الأربعة، يضاعف من مستوى رطوبة التربة، بما يتجاوز المعدلات المسموح بها، وهي المسألة التي تؤدي لنشاط أكبر للبكتيريا، بما يتيح الفرصة والبيئة المناسبة لإصابة أغلب الثمار بالأمراض والأعفان، ما يحتم ضرورة تنفيذ معاملات العلاج التجفيفي.
فوائد التصويم
شددت “عطية” على ضرورة تصويم المحاصيل الأربعة المذكورة، وإخضاعها لـ”العلاج التجفيفي” قبل الجمع بفترة تتراوح ما بين 7 إلى 10 أيام، تبعًا لدرجة حرارة الجو السائدة في هذا التوقيت، لافتةً إلى أن إهمال تنفيذ مثل هذه التوصية، يؤدي لصعوبة تقليع المحصول، مع زيادة نسبة التصاقه بالتربة، بالإضافة لانعكاساته الخطيرة على الثمار بعد الحصاد.
العلاج التجفيفي
قدمت رئيس قسم تداول الخضر عددًا من النصائح لمزارعي محاصيل “الطماطم، البطاطس، البصل، الثوم”، لتلافي الأضرار الناجمة عن تنفيذ معاملات الري قبل الحصاد، وذلك عبر اتباع بعض الخطوات، فيما يعرف باستراتيجية “العلاج التجفيفي”.
عريض ثمار هذه المحاصيل للتهوية الملائمة بعد تقليعها وحصادها لفترة لا تقل عن 120 إلى 180 دقيقة على الأقل، قبل تجميعها وتربيطها على هيئة مراود، يوضع أسفلها وبين كل طبقة منها “قش الأرز”، لمدة 10 إلى 15 يومًا على الأقل.
وأوضحت “عطية” أن فترة الـ10 أو 15 يومًا التالية للحصاد، تتكون خلالها طبقة “البريديرم”، والتي تغطي أي جروح أو خدوش حدثت أثناء معاملات الجمع، وبخاصة بالنسبة لـ”البطاطس والبطاطا”، كأحد أهم فوائد عملية “العلاج التجفيفي”، والتي تضاعف من عمر وأمد فترة التخزين، التي يتحملها المحصول بعد الحصاد.
لا تفوتك مشاهدة الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
محصول الأرز.. أفضل الأصناف الموصى بها للزراعات المتأخرة
الإجهاد البيئي والحيوي وتداعيات زيادة إفراز هرمون “الجبرلين”
حرارة التربة.. دور “الغطاء الأخضر” في ضبطها وانعكاساته على محصول المانجو