العفن البني واحد من أخطر الأمراض التي هددت محصول البطاطس على مدار عدة عقود، والتي لم تتوقف آثارها السلبية عند حدود خسارة هذا النبات لقيمته الغذائية فحسب، بل امتدت لتؤدي لخروج إنتاج محافظات كاملة خارج نطاق المظلة التصديرية، ما كبد المُزارعين خسائر فادحة.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج صوت الفلاح، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور خليل المالكي، الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات، عن العفن البني والإنجازات التي تم تحقيقها على صعيد مكافحته والقضاء عليه خلال السنوات الخمس الأخيرة.
الحملة القومية للقضاء على العفن البني
في البداية شبه الدكتور خليل المالكي الاستراتيجية التي اتباعها في مكافحة العفن البني، بالمشروع الرئاسي الذي تبى القضاء على فيروس سي داخل كافة المحافظات المصرية، مُشيدًا بتلك التجربة التي استلهموا منها ذات النهج القومي، عبر إجراء العديد من التجارب العلمية والمعملية، لمكافحة واحدة من أخطر الآفات التي هددت محصول البطاطس على مدار عدة عقود، في سبيل إنقاذ أحد الروافد والمحاصيل التصديرية الاقتصادية الهامة.
وأوضح أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا وقفزات علمية ملموسًا على مستوى الآدوات وخطط المكافحة التي تستهدف القضاء على الفطر البني في محصول البطاطس.
الحد من استخدام المبيدات في مكافحة العفن البني
ولفت المالكي إلى أن استراتيجية مكافحة العفن البني كانت تسير وفق آليتين تعملان بالتوازي، وتختص أولاها بالحد من استخدام المبيدات الحشرية، لما لها من آثار سلبية على صحة الانسان والبيئة والتربة، فيما تُركز الثانية على استحداث نُظم وآليات وأدوات عالية الأمان والجودة.
وأكد على أن التجارب التي تمت على مدار السنوات الخمس الأخيرة تكللت باعتماد جهازين يختصان بالكشف عن نسبة الإصابة فيما يستخدم الآخر في القضاء على العفن البني بنسبة 100%.
جهاز كشف الإصابة بـ”العفن البني”
وشرح المالكي آلية عمل الجهاز الأول مؤكدًا أنه يمكنه الوصول إلى الأماكن المُصابة حتى لو كانت لا تتجاوز نسبة 1% من مساحة الأرض التي يتم الكشف عليها، مؤكدًا أنه تم استخدامه في العديد من التجارب الحقلية التي أثبتت فعاليته بشكل تام.
علاج العفن البني بعد ساعة واحدة من اكتشاف الإصابة
وانتقل المالكي إلى الجهاز المُختص بعلاج فطر العفن البني، مؤكدًا أنه يقضي على هذه الآفة خلال ساعة واحدة فقط من اكتشاف الإصابة، وهو الأمر الذي تم إثباته بالتجربة العملية في العديد من المزارع الحقلية التي تمت إقامتها داخل ستة محافظات.
وأوضح أن الجهاز المُستخدم في علاج العفن يعمل بقطر دائري طوله 35 مترًا، ليغطي مساحة تصل إلى قرابة السبعين متر في المعاملة الواحدة، فيما يمكنه الوصول إلى ارتفاع 35 متر، ويمتد أثره لأعماق تصل إلى 35 مترًا أيضًا.
لا يفوتك: استراتيجية الدولة للنهوض بالمحاصيل السكرية
مكاسب اقتصادية بالجملة
وعدد الدكتور خليل المالكي من مكاسب هذه الاستراتيجيات الجديدة التي تم ابتكارها لمكافحة العفن البني بمحصول البطاطس، مؤكدًا أنها تجاوزت حدود القضاء على هذه الآفة الخطيرة، لتحقق العديد من المكاسب الاقتصادية.
وأوضح أن نتائج المكافحة باستخدام الطرق الجديدة والمبتكرة مثلت قيمة مُضافة لمحصول البطاطس، والتي حصرها في عدة نقاط:
1. المناطق المُصابة التي تمت معالجتها حققت طفرة نوعية في الكواليتي والجودة، ممثلة في زيادة القيمة الغذائية لها، وارتفاع تركيزات البوتاسيوم والبروتين والكربوهيدرات الكلي الموجودة داخل الثمرة، بالمقارنة بباقي الثمار التي لم تتم معالجتها في نفس التربة.
2. إنتاجية الأراضي والمناطق التي تمت معالجتها زادت بنسبة 25%.
3. العلاج يتم دون استخدام أي مبيدات، ما يعني أنها وسائل صديقة للبيئة 100%.
4. الطرق والأجهزة المُستخدمة في العلاج لا تؤثر على الكائنات الحية النافعة الموجودة داخل التربة، ما يعني الحفاظ على البيئة الطبيعية لها بشكل تام.
حقيقة استخدام المواد الإشعاعية والنووية في مكافحة العفن البني
نفى الدكتور خليل المالكي الشائعات التي بثها البعض على خلاف الحقيقة، والتي تشير لاستخدام الإشعاعات في مكافحة وعلاج العفن البني، مؤكدًا أنه لا أساس لها من الصحة.
وشدد على أن جميع الأجهزة المُستخدمة في مكافحة العفن البني حصلت على شهادة إجازة من مركز الإشعاع النووي، تفيد لا توجد علاقة بين هذه الأجهزة وأي إشعاعات، بما يعني أنها صديقة للبيئة.
إقرأ أيضًا:
بنجر السكر.. علامات الإصابة بـ”التبقع السلكسفوري” و”العفن الجذري”
قواعد التغذية السليمة.. أسهل الطرق لعمل عليقة التسمين اليومية
عفن الجذور.. وأضراره على حجم الناتج القومي من السكر