العروة الصيفية تمثل عصب إنتاج البطاطس على مدار العام، طبقًا لأراء الباحثين والمُتخصصين، نظرًا لكونها مصدر التقاوي الوحيد لزراعة هذا المحصول الاستراتيجي، علاوة على ما يمثله فائض إنتاجها من أهمية للمستهلك المحلي، حيث تُغطي احتياجات المواطنين إلى حد كبير.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد علي محمد الصغير، الباحث بالمركز القومي للبحوث، عن أهمية العروة الصيفية لمحصول البطاطس، وأفضل المعاملات والتوصيات الواجب اتباعها خلال هذا التوقيت من شهر فبراير، بما يصب في صالح جودة وحجم الإنتاج النهائي المُتوقع.
العروة الصيفية.. ومرحلة صب الدرنات
في البداية أكد الدكتور أحمد الصغير على استقرار الأحوال الجوية، ما يعني زيادة معدلات نشاط عمليات نمو بالنسبة للنبات، وهو الأمر الذي يترتب عليه بدء صب الدرنات الخاصة بمحصول البطاطس، والتي يتراوح عمر النبات فيها ما بين 50 إلى 60 يوم.
ومن المعروف أن زراعة العروة الصيفية لمحصول البطاطس تجود خلال الفترة من منتصف شهر يناير وحتى أواخر فبراير من كل عام.
ولفت الصغير إلى أهمية هذه الفترة من عمر النبات، والتي يتم صب الدرنات خلالها، وتبدأ البطاطس في اتخاذ شكلها النهائي والحجم المُناسب لها، مُؤكدًا أن عدم إجراء المعاملات الزراعية بشكلها الصحيح، وتجاهل تنفيذ التوصيات الواردة في هذا الشأن قد تؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة، ودمار لكامل المحصول سواء على صعيد التصدير أو الاستهلاك المحلي.
موضوعات ذات صلة:
وحدة الاستشعار عن بعد.. مهامها وما تمثله لمشروع حصر ومكافحة العفن بالبطاطس
نصح الدكتور أحمد الصغير جمهور المُزارعين بضرورة تقليل مُعدلات التسميد خلال هذه الفترة، التي تشهد نشاطًا كثيفًا على صعيد نمو النبات وصب الدرنات، وذلك فيما يخص العروة الصيفية.
وعلل أستاذ مركز البحوث الزراعية هذه التوصية بأن اللجوء لمعاملات التسميد في هذه الفترة والتي تشهد تسارعًا كبيرًا في معدلات نشاط النبات، تؤدي لزيادة المجموع الخضري، بالإضافة لحدوث ما يعرف بـ”تشوه الدرنات”، وتغير حجم الثمرة عن الشكل المتعارف عليه، عبر ظهور مجموعة من النتوءات، ما يقلل من قيمتها الاقتصادية، ويتسبب في خروجها من الشريحة التصديرية، علاوة على عدم استساغتها من قِبل المُستهلك المصري.
لا يفوتك.. المعاملات الزراعية لقصب السكر
الشبورة
تتزامن العروة الصيفية مع اعتدال الظروف المُناخية، لكن تظل الشبورة أحد الإشكاليات التي تواجه المُزارعين في مثل هذا التوقيت، ما يستدعي اللجوء لبعض المعاملات لتقليل أثرها السلبي على المحصول والإنتاج المتوقع بوجه عام.
وشدد الدكتور أحمد الصغير على ضرورة اللجوء لرش محصول البطاطس خلال هذه الفترة التي تنشط فيها الشبورة بالمركبات النحاسية، لمقاومة الأمراض الفطرية التي تتعرض لها النباتات، والتي تنشط مع هذا العرض إلى حد كبير.
معاملات الري ومعدلات المياه الصحيحة
وصف الصغير محصول البطاطس بـ”المُرفه”، نتيجة للاستعدادات المُكثفة والمعاملات الخاصة التي يقوم بها الفلاح قبل الشروع في زراعته، حيث يتطلب حرث الأرض لأكثر من مرة، حتى تُصبح ناعمة ومؤهلة لاستقبال الدرنات.
ولفت إلى أهمية اتباع الترتيب الصحيح لتأهيل التربة لاستقبال البطاطس، موضحًا أن الخطوة التالية للحرث، هي تخطيط الأرض، بمعدل 10 خطوط لكل قصبتين، مع تقسيم الأرض لأحواض، للتحكم في معاملات الري وكمية المياه التي تتصل للمحصول، نظرًا لحساسيته الشديدة تجاهها.
وأكد أن التعامل مع البطاطس يتم وفق مقاييس صارمة، لا يجوز التهاون فيها، نظرًا لانعكاساتها المُباشرة على المحصول، لافتًا إلى أن زيادة كمية المياه المُستخدمة في الري عن معدلاتها يؤدي لارتفاع الرطوبة ما يترتب عليه إصابة الدرنات بأعفان الجذور، فيما يؤدي نقصها لتوقف عملية نمو النبات بشكل كبير.
إقرأ أيضًا:
العفن البني.. “المالكي” يكشف حقيقة استخدام “الإشعاع النووي” لعلاج البطاطس
العروة الصيفية وطرق مكافحة الحشائش
انتقل الصغير إلى الإشكاليات التالية لإجراء معاملات الري، والتي تبدأ بظهور الحشائش، مؤكدًا على ضرورة قيام المُزارع بـ”عزق الأرض” مرتين على أقل تقدير بعد إتمام الرية الأولى، مع إزالتها والتخلص منها، لوقاية النباتات من الحشرات المتواجدة فيها.
تكنيك “العزق” الصحيح
أكد أستاذ المركز القومي للبحوث على ضرورة تنفيذ تكنيك “العزق” بشكله الصحيح، طبقًا للتوصيات التي تنادي بها حملات الإرشاد الزراعي، والتي تُشدد على سحب جزء من التربة على ساق النبات، مؤكدًا أن هذا الإجراء يؤدي لزيادة حجم وعدد الجذور، بالإضافة لتغطية الدرنات وحمايتها من أشعة الشمس، التي تتسبب في حدوث الاخضرار الذي يراه البعض على البطاطس.