العرقسوس أو أصل السوس هو أحد النباتات الشجرية المُعمرة، وينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى والوسطى وأوروبا.
تستخرج من جذور الشجرة مادة العرقسوس، وهي أكثر حلاوة من السكر العادي ويمكن مضغها أو تؤكل كحلويات. وهناك 12 نوع من جذور العرقسوس تختلف في الطعم. كما يضاف العرقسوس إلى البيرة والمشروبات الكحولية ليعطيها رغوة، ويضاف إلى مشروب الكوكاكولا والبيبسي كولا. ويمكن مضغ مسحوق العرقسوس مع بذوراليانسون للكحة أو عمله كشاي.
العرقسوس في الطب القديم
عرفت الحضارات القديمة – في سوريا ومصر والرومان والعرب – هذا النبات، وورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، والتي أكدت جميعها على فوائد استخدام “منقوعه المُخمر”، كعلاج ناجح وفعال لعلاج حالات القيء والتهيج المعدي.
ويُعد العرقسوس واحد من أفضل النباتات ذات القيمة العلاجية العالية، وقد استخدمه المصريين منذ قديم الأزل، وكان يطلق عليه “شفا وخمير يا عرقسوس”، لما له من تأثير شافي للعديد من أمراض الجهاز الهضمي، ويُعد مادة فاعلة جدًا في علاج حالات قرحة المعدة.
وأثبتت الأبحاث الحديثة أن العرقسوس يحتوي على مادة “الجلسرهيزين Glycerrhizin”، وتُشتق منها مادة “كاربن أوكسالون Carbenoxolene”، وتساعد علي التئام قرحة المعدة والأمعاء.
وعرفت جذور نبتة العرقسوس منذ أكثر من أربعة ألاف سنة عند البابليين، كعنصر مقوي للجسم ومناعته، وعرفه المصريون القدماء وأعدوا العصير من جذوره، ووجدت جذوره في قبر الملك توت عنخ أمون، الذي تم أكتشافه عام 1923.
ودرج الأطباء المصريون القدماء على استخدام العرقسوس في علاج العديد من الحالات المرضية، وكانوا يخلطونه بالأدوية “المُرة”، لإخفاء طعم مرارتها، فيما كان أحد الأدوية الفعالة في علاج أمراض الكبد والأمعاء، وكان الطبيب اليوناني ثيوكريتوس يعالج به أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال الجاف والربو والعطش الشديد.
تعريف العرقسوس لدى العرب
عرف الأطباء العرب العرقسوس حيث كان يستخدم كطعام ودواء – ويقول عنه ابن سينا في القانون:
إن عصارته تنفع في الجروح وهو يلين قصبة الرئة وينقيها وينفع الرئة والحلق وينقي الصوت ويسكن العطش وينفع في التهاب المعدة والأمعاء وحرقة البول”.
وقال عنه ابن البيطار: “أنفع ما في نبات العرقسوس عصارة أصله، وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل، مع قبض فيها يسير، ولذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة، وتصلح لخشونة قصبة الرئة، إذا وضعت تحت اللسان وامتص ماؤها، وإذا شربت أوقفت التهاب المعدة والأمعاء وأوجاع الصدر وما فيه، والكبد والمثانة ووجع الكلى، وإذا امتصت قطعت العطش، وإذا مضغت وابتلع ماؤها تنفع المعدة والأمعاء، كما ينفع كل أمراض الصدر والسعال، ويطري ويخرج البلغم، ويحل الربـو وأوجاع الكبد والطحال وحرقة البول، ويدر الطمث، ويعالج البواسير ويصلح الفضلات كلها”
موضوعات قد تهمك:
تقاوي القمح.. “باحثة” توضح أسباب إصابة بعض الأصناف بـ”الصدأ الأصفر”
المادة الفعالة في العرقسوس
المادة الفعالة في العرقسوس هي الكلتيسريتسن، وثبت أن عرق السوس يحتوي على مواد سكرية وأملاح معدنية من أهمها البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنسيوم، الفوسفور، ومواد صابونية تسبب الرغوة عند صب عصيره، ويحتوي كذلك على زيت طيار.
وفي عام (1955- 1960) تم فصل مركب سيترويدي من جذور نبات عرق سوس، أطلق عليه اسم “حمض الجلسريزيك glycerrhysic acid“، وقد تبين أن هذا الحمض يشبه في بنيته الكيميائية مركب الكورتيزون المعروف، إلا أنه يتميز عنه بخلوه تماما من الآثار الجانبية المعروفة، عند التداوي به لمدة طويلة.
تحتوي الجذور على الغلسرزين في هيئة أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم لحمض الجلسرزيك، وهذا الحامض له تأثير ملطف للالتهابات، وله تأثير فعال في علاج قرح المعدة والإثنى عشر، وأمكن بعد ذلك تحضير مشتق منه وهو الكارينكسنول.
ويستعمل أيضا في علاج قرح المعدة والإثنى عشر، ويعمل عن طريق زيادة إفراز الميوسين، الذي يحمي جدار المعدة وكذلك يوقف نشاط الأنزيمات التي تثبط إفراز البروستاجلاندينات ولها أهمية في منع حدوث قرح المعدة.
عقار الكاميتداس
وهو علاج قوي لقرحة المعدة مستخرج من نبات العرقسوس، ووجد أن المادة الموجودة في العرقسوس “صابونين”، هي التي تقوم بالأثر العلاجي وتدخل أيضا في الأدوية المعالجة لآلام والحنجرة والكحة وضعف التنفس كما أنها تصلح كمضاد للإمساك.
ويحتوي جذور عرقسوس تسعة مركبات لها تأثير مقشع للبلغم بالإضافة إلى مركب عاشر له تأثير مضاد لسموم الجسم، ويؤخذ من مسحوقه ملعقة صغيرة وتوضع في ملء كوب ماء سبق غليه، وتترك لمدة خمس دقائق، ثم يصفى ويشرب وتكرر العملية ثلاث مرات في اليوم، مع ملاحظة أن الاستمرار في استعماله لمدة طويلة، أو زيادة الجرعة له تأثيرات سلبية مثل الصداع، ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل ونقص في البوستاسيوم.
استعمالات العرقسوس
يستعمل الآن عرق السوس لتحضير مستحضرات صيدلية مختلفة تفيد في علاج قرحة المعدة، القيء الذي يصاحب الحمل، الحموضة المعدية، وقد أعطت هذه المستحضرات نتائج مشجعة جدا وتجرى الآن دراسات جدية لزراعة نبات العرقسوس وفصل حمض الجلسرهيزيك وتصنيعه دوائيا.
أما آخر الأبحاث عن قدرة الجلسرين – أحد مكونات خلاصة العرقسوس – على شفاء مرضى الالتهاب الكبدي عامة، وخاصة الالتهاب الكبدي الناتج من فيروس سي، وقاموا أيضاً بنشر أبحاث توضح فاعلية هذه المادة في وقف نمو السرطان الذي يصيب الكبد، ووصل اقتناع الهيئات الصحية باليابان بهذا الأمر إلى تسجيل مستحضر طبي تحت اسم “نيو مينو فاجن سي القوي” بوزارة الصحة اليابانية، والذي يستخدم بصفة رسمية في الآونة الأخيرة في علاج الالتهاب الكبدي سي.
استخدام العرقسوس في علاج الإسهال والإمساك.. المكونات والجرعة
من أبرز فوائد العرقسوس الطبية استخدامه في علاج حالات الإسهال وكماده فعالة لـ”تليين الأمعاء”، ويمكن تحضير خليط من المكونات التالية:
– 40 جراماً من العرقسوس
– 40 جراماً من زهر الكبريت
– 40 جراماً من الشمر
– 60 جراماً من السنا مكي
– 200 جرام من سكر النبات
إقرأ أيضًا:
مشاتل زراعة الفراولة.. خطوات التأسيس والإعداد والبدائل المُتاحة لخفض التكاليف
طريقة التحضير
تُسحق وتُطحن المكونات السابقة، ثم يتم مزجها معًا، وتؤخذ ملعقة واحدة كل مساء يوميًا، وذلك حال استخدامها لتليين الأمعاء.
ويتم زيادة الجرعة “ملعقتان صغيرتان كل مساء يوميًا” إذا تم استخدامها كعلاج لإسهال المعدة.
استخدام العرقسوس كعلاج لتقوية القلب
يتم خلط جذور العرقسوس مع الجنسنغ، ويُغلى الخليط، وتؤخذ يوميًا كشراب مقو عام وبخاصة للقلب.
تحذيرات وموانع طبية
يفضل عدم تناول مشروب ومستحضر عرق السوس في حالات فرط ضغط الدم؛ لأنه يسبب احتباس السوائل.
علاج القرحة المعدية والاثنا عشرية بالعرقسوس.. المكونات وطريقة الإعداد
500جرام مسحوق عرق السوس
100جرام عسل نحل منزوع الرغوة،
يمزجان الخليط جيدًا، يؤخذ منه ملء ملعقة على الريق وقبل النوم.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
تأثير الصيام على الجهاز البولي
العرقسوس.. في الطب الألماني
يعتبر الأطباء الألمان أكثر انفتاحاً من غيرهم في استعمال الأدوية العشبية، ولذلك قامت دراسات موسعة على كثير من الأعشاب التي يمكن الاستفادة منها في مجال الرعاية الصحية، ومن ضمن تلك الأعشاب جذور عرق سوس.
اعتبره الدستور الألماني وبعض الدساتير العالمية الأخرى عرق السوس أحد الأعشاب الهامة، في علاج الكثير من الأمراض، وعلى رأسها “قرحة المعدة، الاثني عشر”، وتحتوي هذه النبته على عدة مركبات مضادة للقرحة، ومن أهمها مركب حمض الجلاسيرازين “Glycyrrhizic acid”، الذي يشبه تأثيره تأثير الكورتيزون ولكنه لا يُحدث الآثار الجانبية التي يسببها الأخير.
ويعتبر عرقسوس من أفضل المواد لعلاج عسر الهضم الناتج عن القرحة والجرعة من مسحوق عرقسوس هي ملعقة صغيرة في ملء كوب ماء سبق غليه وتقلب جيداً ثم تغطى مدة ما بين 10 -15دقيقة ويشرب بمعدل ثلاثة أكواب في اليوم. ويفضل استخدامه بعد الأكل بساعتين ولا تزيد مدة استعماله على ستة أسابيع وعلى المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم ومرضى السكر ومرضى القلب والذين يعانون من أمراض السمنة والحوامل عدم استعمال عرقسوس ويمكنهم استبداله بأحد الأعشاب الأخرى، وينصح بعدم الاكثار من تناوله لمرضى ارتفاع ضغط. الدم.
خصائص العرقسوس الطبية
منفث للبلغم
يقوي جهاز المناعة
مضاد للفيروسات
مضاد حيوي يعالج العدوى بالجهاز التنفسي
مضاد للحساسية
يعالج الكحة والتهاب الحلق ويلطفه
يزيد المادة المخاطية التي تحمي جدار المعدة وتقلل إفراز الحامض بها
يساعد علي التئام القرحة.
يعالج الإكزيما (كدهان)
يهضم الطعام
يساعد علي شفاء الالتهاب الكبدي
يفيد في سن اليأس وتنظيم الدورة الشهرية.
محاذير استخدام العرقسوس
هناك محاذير عليه لأن به مادة “Glycyrrhetinic acid” ترفع ضغط الدم وتسبب احتباس الماء بالجسم والإقلال من عنصر البوتاسيوم وزيادة الصوديوم، فيما لا يمثل السكر الذي يحتويه أي آثار جانبية بالنسبة لمرضى السكري.
إعداد الدكتور/ محمد سامح ابو زيد
باحث بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية- معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية