الطرز الوراثية الحديثة والتغيرات المناخية فرضت نفسها على جموع المزارعين، كواحدة من أبرز التحديات التي تواجه زراعة القطن المصري، حيث تحول دول العديد من الآفات الزراعية، ما دفع الباحثين إلى تطوير الطرز الوراثية الحديثة كحل مبتكر وفعال لمكافحة هذه التهديدات، تهدف هذه الطرز الوراثية إلى تحسين صفات النباتات الوراثية والمورفولوجية من خلال تقنيات هندسية متقدمة، ما يجعل القطن أكثر مقاومة للآفات ويضمن استدامة إنتاجه، وهو الملف الذي تطرقت إليه الدكتورة سماح عسقلاني- رئيس البحوث بمعهد وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – وذلك خلال حلولها ضيفةً على الإعلامية مها سميح، مقدمة برنامج «نهار جديد»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مفهوم الطرز الوراثية الحديثة في مكافحة آفات القطن
في البداية عرفت الدكتورة سماح عسقلاني مفهوم الطرز الوراثية الحديثة موضحة أنها تُعنى بتطوير أصناف جديدة من القطن بقدرات مقاومة عالية للآفات الزراعية مثل “دودة ورق القطن” و”المن” و”الذباب الأبيض” باستخدام أساليب الهندسة الوراثية والتهجين المدروس، لتحسين الجينات ومساعدة نباتات القطن على التصدي للهجمات الحشرية دون الحاجة إلى استخدام كميات كبيرة من المبيدات الحشرية، مما يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي ويعزز الإنتاجية.
أصناف جديدة في الطرز الوراثية الحديثة
وكشف “عسقلاني” عن أحد الابتكارات الرئيسية في هذا السياق، وهو التركيز على أصناف جديدة مثل صنف *”الأوكراليف”*، الذي يتميز بأوراق صغيرة تشبه أوراق الباميا، ما يحد من أماكن وضع بيض الآفات ويساعد على تعريض الورقة لأشعة الشمس والأعداء الحيوية بشكل أكبر، مما يزيد من فعالية المكافحة الطبيعية للآفات.
كذلك، صنف “النكترليس” يساهم في الحد من الآفات بفضل غياب الغدد الرحيقية، التي تعتبر مصدراً غذائياً للفراشات. هذا الابتكار يقطع دورة حياة الحشرات الضارة، مما يمنع تكاثرها ويقلل من الأضرار التي تلحق بالمحصول. بالإضافة إلى صنف *”مختزل القنبات”* الذي يتميز بتقليل حجم الغلاف الواقي للوزة، مما يتيح لأشعة الشمس الوصول إليها ويسهل على الأعداء الحيوية القضاء على اليرقات.
تحسين المقاومة الطبيعية باستخدام الطرز الوراثية
بالإضافة إلى التعديلات المورفولوجية، يتم التركيز أيضًا على تعزيز قدرة النباتات على المقاومة من خلال زيادة نسبة المركبات الكيميائية الدفاعية مثل *الفينولات*. تلعب هذه المركبات دورًا حيويًا في تعطيل العمليات الحيوية للآفات وتقليص قدرتها على التكاثر، مما يسهم في الحد من تأثيرها السلبي على المحصول.
أهمية الطرز الوراثية في مواجهة التغيرات المناخية
وواصلت شرحها لمزايا وفوائد الاعتماد على “الطرز الوراثية الحديثة”، موضحةً أنه يساعد نباتات القطن على تحمل “الإجهاد الحراري”، وارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغيرات المناخية، طبقًا للتوصيات التي أقرتها “وزارة الزراعة” بهذا الشأن، والتي ناشدت فيها بالاعتماد على أصناف مثل “سوبر إكسترا 94″ و”سوبر إكسترا 97” لتميزها بقدرتها على مقاومة الآفات ومواجهة الظروف المناخية القاسية، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد المفرط على المبيدات ويضمن استمرارية زراعة القطن في المناطق المتأثرة.
تقليل الاعتماد على المبيدات
وأشارت “عسقلاني” إلى واحد من أهم مزايا الاعتماد على الطرز الوراثية الحديثة مؤكدةً أنه يساعد على تقليل استخدام المبيدات، كأحد أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها تقنيات الطرز الوراثية الحديثة، فبدلاً من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، يُشجع المزارعون على مراقبة الآفات بدقة والتدخل عند الحاجة فقط، للحفاظ على صحة التربة والمحصول، وتقليل الآثار البيئية الضارة. من خلال تعزيز المكافحة البيولوجية باستخدام الأعداء الطبيعية مثل **أسد المن* و*أبو العيد* و*توفيل التريكوجراما*، يمكن تحقيق توازن بيئي أفضل وضمان إنتاجية أعلى للقطن.
واختتمت الدكتورة سماح عسقلاني حديثها بالتأكيد على أن الطرز الوراثية الحديثة لمكافحة آفات القطن تمثل نقلة نوعية في زراعة القطن المصري، حيث تقدم حلولًا مبتكرة وفعالة لمواجهة التحديات الزراعية والمناخية، موضحةً أنه ومن خلال تبني هذه الطرز، يتم تعزيز الإنتاجية وتقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية، مما يساهم في تحقيق “استدامة زراعية” وحماية البيئة، ويعزز مكانة القطن المصري في الأسواق العالمية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
الطرق الوراثية الحديثة لمكافحة آفات القطن المصري
موضوعات ذات صلة..
محصول القطن ..أهم التوصيات الفنية خلال شهر يوليو
زراعات القطن المتأخرة.. مخاطر “التعطيش” وتوقيت “الخف” واشتراطات علاج التحورات بـ”اليوريا”
إقرأ أيضًا..
ثاقبات ساق الأرز.. الأراضي المعرضة للإصابة وسبل المكافحة المثلى
أعفان الجذور ونيماتودا الموالح.. اشتراطات نجاح برامج المكافحة عبر التربة
محصول المانجو.. ٤ فوائد لاستخدام «الجير المطفي» ومخاطر مكافحة لسعة الشمس بـ«الكاولينا»