آفات القطن والتوصيات العامة الواجب اتباعها لنجاح برامج المكافحة واستراتيجيات الحد من أضرارها، للوصول لأفضل معدلات الجودة والإنتاجية، كانت من أبرز المحاور التي تطرق لها الدكتور أيمن حمودة – مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
خطة المكافحة المتكاملة لـ”آفات القطن”
في البداية تحدث الدكتور أيمن حمودة عن استراتيجيات مكافحة آفات القطن بشكل عام، موضحًا أنها تشمل 7 طرق يكمل كل منها الآخر، بهدف الحد من الأضرار الاقتصادية المتوقعة، والوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة بحلول نهاية الموسم.
الطرق الزراعية
أوضح أن تجهيز التربة وإعداد المهد الجيد للبذور، يشكل القوام الأساسي للمعاملات الزراعية أو ما يطلق عليه المتخصصون “الطرق الزراعية لمكافحة آفات القطن أو المحاصيل بشكل عام، وتبدأ بحرث الأرض مرتين متعامدتين “أفقيًا ورأسيًا”، على أن تعقبها عملية التخطيط مع إتاحة الفترة الزمنية اللازمة للتهوية والتشميس، بما يسهم في القضاء على السواد الأعظم من المسببات المرضية والفطريات والأطوار المتعذرة الكامنة داخل التربة.
وأشار “حمودة” ضرورة قيام المزارعين بتنفيذ عملية “الخربشة” بعد إنبات المحصول، محذرًا من مخاطر إهمالها أو عدم تطبيقها، نظرًا لدورها الهام والفاعل، كأحد إجراءات خطة مكافحة حشرة التربس، والأطوار الكامنة داخل التربة.
وأكد مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة على أهمية القيام بعملية “الخربشة”، مؤكدًا أنها تعزز فرص الترديم على حشرة التربس، التي تختبئ خلال فترات الظهيرة وذروة ارتفاع درجات الحرارة داخل شقوق التربة، بما يضمن تقليل تعدادها، ونجاح باقي إجراءات المكافحة الواردة بشأنها.
وأوصى “حمودة” بتنفيذ عمليات الخف، مع التخلص من نواتج هذه المعاملة خارج الحقل، مؤكدًا أن إهمال هذه التوصية يعزز فرص انتقال آفات القطن إلى التربة ومنها إلى النباتات السليمة، ما يضاعف من نسب الإصابة والخسارة الاقتصادية المتوقعة.
ولفت إلى أن مظلة الطرق الزراعية في مكافحة آفات القطن، تتسع لتنضوي تحتها العديد من المعاملات الزراعية الأساسية، كـ”الري والتسميد والخريطة الصنفية ونوع التربة التي ستتم فيها الزراعة واستراتيجيات التعامل معها على النحو الصحيح وفقًا لما هو وارد بالتوصيات.
الطرق الميكانيكية
تطرق مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة بعدها إلى المحور الثاني، والذي يضم الطرق الميكانيكية، موضحًا أنها كانت تقوم قديمًا على نشر فرق النقاوة اليدوية، التي تقوم بتجميع وحرق “اللطع” خارج الحقل، وهي المسألة التي لم تعد متاحة في الوقت الحالي، ما دفع للاتجاه صوب الاعتماد على المركب الحيوي، والذي يؤتي بنتائج باهرة في التخلص من “دودة القطن” على سبيل المثال لا الحصر.
العوامل الطبيعية
أكد “حمودة” على الدور الفاعل الذي تقوم به العوامل الطبيعية في كبح جماح انتشار مثل هذه الآفات الضارة، موضحًا أنه لا دخل للإنسان فيها، وتشمل “درجات الحرارة والرطوبة الليلية والأمطار والضباب وضوء القمر”.
وكشف مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة أن العوامل الطبيعية تلعب دورًا ملموسًا في تقليل تعداد العديد من الحشرات الضارة، ضاربًا المثل بموجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، بما يتجاوز الحدود القصوى المسموحة، التي تستطيع تلك الكائنات تحملها، ما يساهم في القضاء على السواد الأعظم منها.
وأشار “حمودة” إلى الدور الذي تلعبه الأمطار كأحد الوسائل الطبيعية التي تساهم في كبح جماح وتقليل تعداد بعض الآفات كـ”التربس والمن والذبابة البيضاء”، موضحًا أنها تقوم بإزحة وإسقاط تلك الحشرات الضعيفة عن الأوراق، وهي المسألة التي تعجل بوفاتها، نظرًا لارتباط حياتها بشكل مباشر بالتواجد على الأوراق.
الطرق الحيوية
استطرد “حمودة” شرحه للطرائق الـ7 الواردة بشأن مكافحة آفات القطن، موضحًا أن المرحلة السابقة، تضع المزارعين أمام خيار استخدام كافة الوسائل الحيوية المتاحة لتقليل تعداد الحشرات التي تهدد المحصول في وحدة المساحة.
ولفت مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة لوجود العديد من المركبات الحيوية التي تم إنتاجها داخل الوزارة، والتي أثبتت كفاءة عالية في تقليص تعداد مثل هذه الحشرات، ومنها ما يستخدم عن طريق الرش، أو عن طريق استخدام طفيل “الترايكوجراما”، أو “أسد المن” أو “أبو العيد”، وغيرها من المخلوقات والأعداء الطبيعية التي خلقها الله للحفاظ على التوازن البيئي.
المكافحة التشريعية
أكد “حمودة” أن المرحلة التالية تشمل ما يعرف بطرق المكافحة التشريعية، والتي تلزم المزارعين باتباع وتطبيق إجراءات محددة وفي توقيتات معينة، ضاربًا المثل بتشريع “عدم ري البرسيم بعد 10 مايو”، والذي يعاقب من يخالفه قانونًا، بسبب تأثيرته المباشرة على إصابة بعض المحاصيل الأخرى ببعض الآفات.
الطرق الكيميائية
اختتم “حمودة” حديثه عن الطرائق الـ7 لمكافحة آفات القطن، موضحًا أن الخطوات السابقة تقودنا إلى نهاية هذه الحلقة المتكاملة، والتي تدفع إلى إمكانية استخدام سلاح المكافحة بالطرق الكيميائية حال عدم التخلص من الإصابات الموجودة بالحقل.
وأوضح أن طرق المكافحة الكيميائية تشمل العديد من الإجراءات، ومنها استخدام “مانعات التغذية”، بالإضافة لـ”المواد الطاردة”، و”المواد الجاذبة”، و”الفيرمونات الجنسية” و”المكافحة الذاتية”.
وشدد مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة على عدم جواز اللجوء إلى استخدام المبيدات الكيميائية إلا بعد استنفاذ كافة الخطوات والطرق والمراحل السابقة، لتكون بمثابة أخر الخيارات المتاحة للقضاء على الآفات وتقليص تعدادها، مع تقنين اللجوء إليها في حدود الحاجة الملحة القصوى، التي تستدعي العلاج فقط.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول القطن ..أهم التوصيات الفنية خلال شهر يوليو
زراعات القطن المتأخرة.. مخاطر “التعطيش” وتوقيت “الخف” واشتراطات علاج التحورات بـ”اليوريا”
إقرأ أيضًا..
ثاقبات ساق الأرز.. الأراضي المعرضة للإصابة وسبل المكافحة المثلى
أعفان الجذور ونيماتودا الموالح.. اشتراطات نجاح برامج المكافحة عبر التربة
محصول المانجو.. ٤ فوائد لاستخدام «الجير المطفي» ومخاطر مكافحة لسعة الشمس بـ«الكاولينا»