الطحالب الخضراء وتحويل "مخلفات عصر الزيتون" إلى "سماد عالي الجودة"

الطحالب الخضراء وتحويل “مخلفات عصر الزيتون” إلى “سماد عالي الجودة”

الطحالب الخضراء المزرقة واحدة من الاستراتيجيات التي أثبت العلم مدى جدواها الاقتصادية، في تحويل مخلفات عصر الزيتون إلى مواد صديقة للبيئة، ومضاعفة إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية، علاوة على تخفيض نسبة الاستعانة بالأسمدة الكيميائية، وغيرها من المكاسب التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها والتعريف بأهميتها، عبر الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.

وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد العزيز أحمد الطويل – وكيل معهد بحوث البساتين السابق – ملف طرق الاستفادة من مخلفات معاصر الزيتون، والدور البارز الذي تلعبه الطحالب الخضراء المزرقة في هذا الصدد بالشرح والتحليل.

القيمة الاقتصادية والغذائية للزيتون

في البداية تحدث الدكتور عبد العزيز أحمد عن الأهمية الغذائية لمحصول الزيتون مسترشدًا بالآيات “24 – 30” من سورة عبس “فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إلى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ”، والآية 11 من سورة النحل “يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، مؤكدًا أن الربط الإلهي ما بين الزيتون والنخل يحمل بلاغه ومعنى مقصود.

وأوضح أنه حاول إيجاد ماهية العلاقة التي تجمع بين الزيتون والنخل علميًا، والتي تجلت في ارتفاع قيمتهما الغذائية، ومردودهما الصحي على تكوين جسم الإنسان والعظام، بالإضافة للعديد من الأمور الأخرى التي لا يتسع المجال لسردها.

ولفت إلى أن القيمة الاقتصادية لمحصول الزيتون، ينبثق عنها فوائد صحية وبيئية وغذائية، مشيرًا إلى موقع هذا المحصول الاستراتيجي الذي يحتل مكانة مرموقة في قائمة الصادرات المصرية إلى الخارج.

إجمالي المساحة المنزرعة

كشف “الطويل” عن إجمالي المساحات المنزرعة بأشجار الزيتون، موضحًا أن المسح الذي قام به أساتذة القسم، رصد 275 ألف فدان على مستوى محافظات الجهورية، المثمر منها يصل إلى 245 ألف فدان، لافتًا إلى دخول مساحات جديدة لازالت قيد الإنشاء تصل إلى 25 ألف فدان.

وصنف “الطويل” إنتاجية المساحات المنزرعة على مستوى الجمهورية، تبعًا لطبيعة استخداماتها، موضحًا أن المساحات المنتجة لزيتون التخليل تصل إلى 109 ألف فدان، بينما تصل مساحة الأصناف مزدوجة الاستخدام إلى 100 ألف فدان، والأشجار المخصصة لإنتاج الزيت 25 ألف فدان.

مخلفات عصر الزيتون

مشاكل بيئية وصحية

تطرق وكيل معهد بحوث البساتين السابق إلى المشاكل البيئية المترتبة على مخلفات عصر الزيتون، مؤكدًا أنها تشكل بيئة جاذبة للعديد من الحشرات، علاوة على الرائحة الكريهة التي تنبعث منها، ما يستدعي اهتمامًا أكبر بحصر كافة المعاصر التي تعمل في هذا المجال، لوضع استراتيجية علمية للتحكم فيها، وتقليل الضرر البيئي الناجم عنها.

وأكد “الطويل” عدم وجود أي قواعد بيانات لحصر إجمالي نسبة المخلفات، أو عدد المصانع والمعاصر الموجودة على مستوى الجمهورية، لافتًا إلى أن السواد الأعظم منها غير مسجل، ويعمل بطرق غير شرعية.

وشدد وكيل معهد بحوث البساتين السابق على ضرورة إيجاد آليات تشريعية قادرة على إيجاد طرق ووسائل قانونية، تسهل إمكانية الاستفادة من مخلفات عصر الزيتون، وتقليل الأضرار البيئة الناجمة عنها.

الطحالب الخضراء المزرقة

المفتاح السحري و7 مكاسب اقتصادية

سلط “الطويل” الضوء على الأبحاث التي تم إجراؤها على كيفية الاستفادة من مخلفات عصر الزيتون وإعادة تدويره لتحويله إلى مواد يمكن الاستفادة منها، موضحًا أنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين، الأول هو التفلة “الجزء الصلب”، والثاني يسمى “المياه المخضرة”، مشيرًا إلى أنه تعاون مع أساتذة معهد بحوث الأراضي، لإجراء تجارب للاستفادة من الجزء السائل باستخدام “الطحالب الخضراء المزرقة”.

وكشف أنهم توصلو لتخليق مواد سمادية عالية الجودة من مخلفات عصر الزيتون السائلة، بواسطة “الطحالب الخضراء المزرقة”، مؤكدًا أنها قللت المقنن السمادي الذي يتم الاعتماد علي في الزراعة إلى حدود الـ50%، علاوة على ارتفاع حجم الإنتاجية والحصاد المحصولي الناجم عنها.

وعدد “الطويل” مزايا استخدام الطحالب الخضراء المزرقة في إعادة تدوير مخلفات عصر الزيتون السائلة، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية: