الضوء والرياح عاملان رئيسيان من حزمة مكونات الظواهر المناخية الطبيعية، التي تتعرض لها الكائنات الحية يوميًا، وتتفاوت درجة الاستجابة والتأثر بفعلهما، بحسب التركيبة البنائية الداخلية، وقدرة الكائن “حيوان أو نبات” على التأقلم مع أي انحرافات حادة تطرأ وتنتج عنهما.
تقريب الصورة والتعرف على تأثير الضوء والرياح بشكل أكثر وضوحًا، يُحتم الاستماع والإنصات لرأي الخبراء والمُختصين، للكشف عن تفاصيل جديدة تُهم قطاع عريض من المُزارعين.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح“، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، ألقت الدكتورة هيام عبد الفتاح – أستاذ فسيولوجيا النبات المُساعد بقسم النبات، التابع للمركز القومي للبحوث – الضوء على الآثار الاقتصادية الناجمة عن تطرف وتغير مُعدلات الضوء والرياح، وتجاوزها للحدود الطبيعية المسموحة، وعلاقتها بظهور بعض أعراض الإصابة بـ”الأمراض الفسيولوجية”.
الضوء والرياح أبرز أمثلة التغيرات المناخية
في البداية تحدثت الدكتورة هيام عبد الفتاح عن العلاقة الوثيقة التي تربط بين التغيرات المناخية التي تطرأ على بعض مظاهر البيئة المُحيطة بالنبات كـ”الضوء والرياح”، وحدوث بعض الأعراض المرضية، التي تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة بنهاية الموسم الزراعي، وانعكاساتها الاقتصادية على المُزارعين.
المقصود بـ”طول موجة الضوء والكتلة الضوئية”
ضربت “عبد الفتاح” المثل بما يحدث للنبات نتيجة التغييرات التي تطرأ على شدة الضوء وطول الموجة والفترة الضوئية، لما لها من تأثير بالغ على النبات، نظرًا لكونه أحد العناصر الرئيسية اللازمة لإتمام المعاملات الحيوية وتصنيع الغذاء الخاص بالنبات من خلال عملية البناء الضوئي.
أبرز النتائج المترتبة على انحرافات الضوء
أوضحت أن أي خلل يطرأ على عنصر الضوء يترتب عليه ظهور العديد من الإشكاليات، نتيجة ردات الفعل العكسية التي يقوم بها النبات، في محاولة للتكيف مع هذه التغيرات، ولخصتها في النقاط التالية:
أ. زيادة نسبة الضوء عن حدودها الطبيعية: يترتب على هذا العرض تسارع وتيرة عملية البناء الضوئي التي يقوم بها النبات، قبل أن تتوقف بالكلية، ثم ما تلبث
أن تتراجع مُعدلات ونسب الكربوهيدرات بالسرعة ذاتها، ما يؤدي لانحلال الكلوروفيل وبالتبعية تدهور كامل المحصول.
ب. انخفاض الكتلة الضوئية عن حدودها الطبيعية: يترافق معها حدوث بعض التغيرات على النبات كالتالي:
1. زيادة طول الساق
2. زيادة طول الأعناق
3. ضعف عام في منطقة حوامل الأزهار
4. توقف عملية العقد
5. حدوث ظاهرة “الرقاد”
6. سقوط الأزهار وتظهر بشده في محاصيل الفلفل والطماطم والزراعة داخل الصوب
موضوعات قد تهمك:
الحمى القلاعية.. 10 أسباب لانتقال عدوى الإصابة بعد إتمام التحصين
تسميد القطن.. مشاكل زيادة الجرعات وعدم الالتزام بموعد التنفيد الموصى به
البرد العجوز وأيام الحسوم
انتقلت الدكتورة هيام عبد الفتاح إلى الرياح كأحد العناصر المناخية التي تؤثر بشده في النباتات والمحاصيل الزراعية، مستشهدة بما يحدث مطلع شهر مارس من كل عام، وهي الفترة المعروفة بهبوب ما يُعرف بـ”البرد العجوز” أو “أيام الحسوم”، والتي تستمر في الأعم الأغلب لمدة 8 أيام مُتتالية، ويترتب عليها النتائج التالية:
1. ضعف النموات
2. موت البادرات
3. تساقط الأزهار
إقرأ أيضًا:
الطين المعدني والخميرة.. مزايا إضافتهما إلى بدائل العلف وحدود النسب المسموحة
الغاب والحلفا.. صلاحيتها كـ”علف” وأهم الخطوات الواجب اتباعها قبل الاستخدام
رياح الخماسين
لفتت أستاذ فسيولوجيا النبات المُساعد إلى أن الأمر عينه يحدث بسبب “رياح الخماسين”، والتي غالبًا ما يُصاحبها ارتفاع شديد في درجات الحرارة، ما يؤدي إلى:
1. زيادة مُعدل النتح
2. نقص منسوب المياه داخل النبات
3. الإضرار بالمحصول وظهور بعض الأمراض الفسيولوجية
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو:
سُبل تحسين محصول الزيتون والارتقاء بإنتاجيته