الصوب الزراعية واحدة من الحلول المُستحدثة لمُضاعفة حجم إنتاجية وحدة المساحة، ووسيلة فعالة لجأت إليها الدولة لسد الفجوة الغذائية، الناجمة عن تسارع وتيرة الزيادة السكانية، وتقلص ونقص الموارد الطبيعية من جهة أخرى، ما دعا لإطلاق حزمة من المشروعات القومية وفي مُقدمتها الـ100 ألف صوبة زراعية، ولكن هل يقتصر استغلال هذه التقنية للإنتاج في المساحات غير المُستغلة، وإضافة بُعد بيئي واقتصادي بعيدًا عن التربة التقليدية.
الإجابة عن هذا السؤال تستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، للوقوف على الرأي العلمي السليم، وتسليط الضوء على مزايا الصوب الزراعية والبيوت المحمية المُتعددة، وسُبل الاستفادة منها لتحقيق قيمة مُضافة لأي مساحة غير مُستغلة في البيئة المُحيطة بنا.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول المهندس رمزي محمد علي – قسم متابعة الزراعات المحمية – ملف الصوب الزراعية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز مُميزاتها التي تتفوق بها عن طرق الزراعة التقليدية المُتعارف عليها.
مزايا الصوب الزراعية
في البداية تحدث المهندس رمزي محمد علي عن مزايا الصوب الزراعية، وأهميتها الاقتصادية كأحد الحلول الفاعلة في خلقف قيمة مُضافة، ومُضاعفة حجم الإنتاجية من وحدة المساحة المُتاحة بشكل علمي، ووفق آليات وخطوات بسيطة وبتكلفة يمكن تعويضها من الأرباح خلال وقت قصير للغاية.
تكلفة إنشاء الصوب الزراعية الكلاسيكية
أوضح أن التكلفة الفعلية لإنشاء الصوب الزراعية تتمثل في الأعمدة والدعامات الأساسية المصنوعة من الحديد “المُجلفن” غير القابل للصدأ، وهو العنصر الأعلى من حيث القيمة السعرية، لافتًا إلى أن القيمة الإجمالية قد تصل إلى 60 ألف جنيه، في المقابل فإنها تدوم لفترات طويلة تتخطى حاجز العشرين عامًا.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. أهم السلالات الجديدة ومخاطر عدم الالتزام بـ”السياسة الصنفية”
الصوب الزراعية.. “3” حلول سحرية لـ”الأراضي مُنخفضة الخصوبة”
مساحة الصوب وحجم الإنتاجية المتوقعة
أشار إلى أن الصوبة الزراعية الكلاسيكية تصل مساحتها إلى 320 مترًا “8 متر طول و40 متر عرض”، فيما يمكن تشكيل قطاعات أصغر للمساحات الأقل، موضحًا أن هذا النمط يوفر بيئة مُناسبة ومثالية لزراعة أي محصول، وتحقيق إنتاجية قد تتراوح ما بين 6 إلى 7 أضعاف الحقول المفتوحة.
الصوب وزراعة أسطح المنازل
انتقل “علي” إلى نقطة بالغة الأهمية وهي المُتمثلة في استغلال البيوت المحمية لزراعة أسطح المنازل وكافة المساحات المتاحة، والتي تُحقق عدة أهداف اقتصادية وبيئة وإنتاجية في ذات الوقت، بإنتاج غذاء صحي وآمن، علاوة على حماية البيئة من الملوثات عبر زيادة الرقع الخضراء.
وأكد أن إنشاء الصوب الزراعية في تلك الحالة لن يحتاج للالتزام بالمواصفات القياسية التقليدية لتأسيس البيوت المحمية، حيث يُمكن الاستعاضة عن الحديد الصلب بالخشب أو الأسلاك وبعض الأغطية البلاستيكية المناسبة، بالإضافة لخراطيم مياه وماكينة التوزيع.
إقرأ أيضًا
البرسيم الفحل.. “8” فوائد و22 ألف جنيه أرباح للفدان
حشائش الهالوك.. أفضل المبيدات والتقاوي المقاومة وتوقيت المُكافحة وطرق الرش
استعدادات الزراعة وموعد حصاد المحصول
كشف أن الصوب الزراعية التي يتم إنشائها فوق أسطح المنازل لا تحتاج لتربة ثقيلة تمثل ضغطًا على أساسات العقار، وإنما تعتمد على “البيتموس” وهي تربة خفيفة مُخلقة، يمكن وضعها داخل “الأصص” المُتاحة وزراعة الشتلات فيها بنجاح تام، مع توفير أسمدة بسيطة مُنخفضة التكلفة، فيما يُمكن اللجوء للزراعة داخل المواسير البلاستيكية كحل وخيار آخر
ولفت إلى أن الحصول على إنتاجية أي محصول تتراوح ما بين شهرين ونصف وثلاثة أشهر، ما يعني أنها طريقة صالحة وأكيدة لتوفير غذاء طبيعي آمن خالي من أي مُلوثات، وبتكلفة بسيطة لا تتعدى قيمة الخامات والتقاوي والأسمدة البسيطة التي تحتاجها تقنية الصوب الزراعية لتأهيل الأسطح وتحويلها لوحدات مُنتجة.
لا تفوتك
مراحل الخدمة وخطوات تجهيز التربة لزراعة محصول القمح