الصوب الزراعية واحدة من الخيارات العملية، التي تقدم حلًا لجموع المزارعين، للتغلب على تداعيات التغيرات المناخية، والتي أثرت على البيئة المحيطة بالنبات، وفرضت واقعًا جديدًا يعرقل إتمامه لعمليات نموه على النحو المطلوب، ووصوله لمعدلات الإنتاجية المرجوة من قِبل المزارعين، وهي المسألة التي تناولها الدكتور محمد غريب العشري – الباحث بقسم الزراعات المحمية بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًَا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تأثير التغيرات المناخية على الزراعة في الصوب
في البداية تحدث الدكتور محمد غريب العشري، عن أهمية زراعة محاصيل العروة الشتوية داخل الصوب الزراعية، في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل كبير على درجات الحرارة صيفًا وشتاءًا، مؤكدًا أن العروة الشتوية هي الأفضل للزراعة داخل الصوب، لأن التكاليف فيها تكون أقل بكثير مقارنة بالصيف.
وأوضح أن الزراعة في فصل الشتاء، يمكن التحكم في ظروف النمو عن طريق إغلاق الصوب وتوفير بيئة مناسبة للنباتات دون الحاجة إلى استخدام الكثير من التهوية أو التبريد، ما يوفر في التكاليف بشكل كبير مقارنة بالزراعة في الصيف التي تتطلب تشغيل مراوح وشفطات تبريد، مما يرفع من تكلفة الإنتاج.
استخدام الهجن داخل الصوب الزراعية
ولفت “العشري” أن الهجن الموجودة داخل الصوب الزراعية تتميز بصفات إنتاجية عالية وجودة ممتازة، مما يجعلها مؤهلة للتصدير، مع ضرورة اختيار الهجين المناسب، مع وجود أربع عروات رئيسية داخل الصوب، وهي “الشتوية، الخريفية، الربيعية، والصيفية”، واختيار البذور بناءً على مدى توافقها مع درجات الحرارة المتوقعة لكل عروة، ومعرفة المواصفات الحرارية لكل بذرة لتحقيق أفضل إنتاجية في الوقت المناسب.
دور قسم الزراعات المحمية في توعية وتدريب المزارعين
ناقش “العشري” دور قسم البحث في الزراعة المحمية في تدريب المزارعين على استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الصوب، مشيرًا إلى الندوات التدريبية التي تُعقد في المحافظات بالتعاون مع المهندسين الزراعيين، لتثقيف المزارعين حول أحدث التقنيات المتاحة للاستخدام داخل الصوب، بالإضافة لتنظيم دورات تدريبية لطلاب كليات الزراعة وشباب الخريجين، لتعلم تقنيات الإنتاج المختلفة لشتلات الخضروات، إنتاج الماشروم، والزراعات المائية، وتنظيم أيام حقلية للمزارعين داخل رقعتهم الزراعية، حيث يتم إجراء العمليات الإنتاجية أمامهم، مما يمكنهم من طرح الأسئلة وتعلم المزيد من تقنيات الزراعة المحمية.
تغيير ثقافة المزارعين تجاه الزراعة داخل الصوب
تطرق الباحث بقسم الزراعات المحمية إلى مسألة الثقافة الزراعية، والمعلومات والخبرات السابقة التي يتناقلها المزارعين، مشيرًا إلى أن العديد منهم لا يزال يعتمد نظم وتقنيات الزراعة التقليدية في الحقول المكشوفة، برغم تفاعلهم الملحوظ وارتفاع درجة الوعي والإقبال على استخدام الصوب الزراعية.
وأكد أن المزارعون الذين حققوا نجاحًا في هذا المجال يتمتعون الآن بوعي أكبر حول كيفية التعامل مع المحاصيل، والتحكم في المناخ الداخلي للصوب (المايكروكليميت)، مثل ضبط الرطوبة وفتح الستائر للتحكم في أشعة الشمس. أصبحت الصوب الزراعية تمثل فرصة لزيادة الإنتاجية وتحقيق أرباح أكبر مقارنة بالزراعة التقليدية في الحقول المفتوحة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
زراعة بورسعيد تنظم 3 فرق إرشادية لمحصولي القطن والأرز والصوب الزراعية