الصوب الزراعية ونجاحها في تحقيق الهدف المنوط منها، يحتاج لتوافر بعض الشروط والمعايير، لتعويض ارتفاع تكاليف إنشائها، ما يستدعي الإلمام بتفاصيلها وأبرز المُعوقات الواجب تلافيها، وطُرق العلاج التي يُمكن الاعتماد عليها، وهو الأمر الذي يحتاج للاستماع لرأي المُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء طنطاوي – أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث – فوائد الصوب الزراعية بالشرح والتحليل، موضحًا حجم المكاسب الاقتصادية الناجمة عنها، مُقارنة بالطرق التقليدية للزراعة في الحقول المفتوحة، ودورها في سد الفجوة الغذائية، والوصول لمُعدلات الكفاية الإنتاجية الآمنة للمحاصيل الاستراتيجية.
مراحل تطور الصوب الزراعية
أكد الدكتور علاء طنطاوي على تطور الاستراتيجيات المُستخدمة التي تم تطبيقها في الصوب الزراعية، وهو الأمر الذي أدى لطفرة مماثلة على صعيد أنواع المحاصيل الموجودة داخل البيوت المحمية، موضحًا أن البداية كانت تقتصر على بعض أنواع الخضر، التي تقبل الزراعة رأسيًا، وفي مُقدمتها “الخيار، الفاصوليا، الفلفل، الكانتالوب، الطماطم”.
شاهد| الصوب الزراعية ومستقبل الزراعة فى مصر
ولفت إلى أن التطور الذي لاحق تقنية الصوب الزراعية، فتح الباب أمام استحداث بعض أصناف الفاكهة مثل “التين البرشومي، المانجو، العنب، الموز”.
مزايا زراعة الفاكهة داخل الصوب الزراعية
أوضح الدكتور علاء طنطاوي أن أبرز مزايا التوسع في إنتاج محاصيل الفاكهة من الصوب الزراعية، هو التبكير في زراعة الصنف، ما يفتح المجال أمام عرض المُنتج مُبكرًا، للاستفادة بفارق الأسعار، علاوة على ارتفاع الجودة، نظرًا للتحكم في كافة الظروف والمُعاملات والبيئة المُحيطة.
الصوب الزراعية.. من يكسب الرهان “الأراضي القديمة” أم “الحديثة”؟
قدم الدكتور علاء طنطاوي إجابة نموذجية عن السؤال الشائع، حول أفضل أنواع الأراضي، التي يُمكن الاعتماد عليها في الصوب الزراعية، وهل الأفضل تأسيسها في الأراضي القديمة أم الحديثة، موضحًا أن البيوت المحمية يمكن إنشاؤها في كافة كافة الأنواع بشروط مُحددة كالتالي:
1. ألا تكون تلك ملحية أو ترتفع مُعدلاتها بشكل قياسي عن النسب المسموحة
2. ألا تكون التُربة من النوع الجيري
3. ألا تحتوي التربة على طبقات صَمّاء
موضوعات قد تهمك:
شتلات الفراولة.. أبرز الشروط الواجب توافرها قبل زراعتها بـ”الأرض المستديمة”
مُعوقات نجاح الصوب الزراعية في الأراضي القديمة
لفت إلى أنه ورغم إمكانية تأسيس الصوب الزراعية في الأراضي القديمة، إلا أن الأخيرة تحوي بعض المُعوقات، التي يُمكن حصرها في النقاط التالية:
1. زيادة نسبة الحشائش عن الحدود المسموحة
2. تكرار زراعتها يؤدي لظهور العديد من أمراض التربة كالأعفان والنيماتودا
وأوضح أنه كلما كانت الأرض “بكرًا” كانت النتائج المُتوقعه منها أفضل، بالإضافة للتحكم في باقي العوامل والعناصر الحاكمة للزراعة داخل الصوب أو البيوت المحمية، مثل معاملات التسميد، الري، المكافحة، والتهوية.
خطورة الطبقات الصَمّاء
أكد الدكتور علاء طنطاوي أن خطورة الطبقات الصَمّاء يمكن إيجازها في النقاط التالية:
1. عدم السماح بتشعب وانتشار الجذور داخل التربة
2. إعاقة نجاح عملية الصرف
3. ارتفاع مستوى الماء الأرضي في التربة
4. الرجوع بالخاصية الشعرية للأملاح بمنطقة الجذور
5. إحداث خلل كبير بالنسبة للنبات والعملية الإنتاجية
إقرأ أيضًا:
زراعة الأرز بالأراضي الخفيفة.. وأفضل الأصناف الموفرة للمياه
قرنية النعام.. ثورة علمية وباب أمل جديد لمرضى العيون
شروط إنشاء الصوب الزراعية
لخص أستاذ الخضر والزراعات المحمية شروط إنشاء الصوب الزراعية بشكل صحيح، يؤدي لتحقيق النتائج المأمولة منها في النقاط التالية:
1. أن يكون اتجاهها الصوبة من الشمال إلى الجنوب
2. مراعاة أن تكون الصوبة في اتجاه الريح لتسهيل التهوية والتخلص من الرطوبة الزائدة
3. اختبار وتحليل التربة لمعرفة مكوناتها ونسبة الأملاح ومُعامل الـPH
4. الوصول لمنطقة تعادل معامل الـPH نظرًا لخطورة الطبيعة القلوية التي تتميز بها الأراضي المصرية، باستخدام بعض المُركبات مثل الأسمدة الحامضية وأبرزها NBK، أو كبريتات الكالسيوم، أو الكبريت، كأحد الحلول التي تصل بنا للرقم 7، ولو خلال فترة المحصول الموجود فقط
خطورة التربة القلوية على المحصول
أكد الدكتور علاء طنطاوي أن الوسط القلوي له مخاطر كبيرة، أبرزها تثبيت بعض العناصر المعدنية في التربة، وأبرزها “الفسفور، الحديد، الزنك، المنجنيز”، دون تحقيق أي استفادة مُمكنة منها، مع إعاقة امتصاص النبات لباقي العناصر الهامة.
وأوضح أن أبرز مخاطر الوسط القلوي تتمثل في القضاء الكائنات الحية الدقيقة النافعة للتربة والنبات، علاوة على تحفيز بعض الفطريات المُمرضة، التي تنشط في هذه البيئة، ما يضر بالنبات ومعدلات النمو والإنتاجية المُتوقعة.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
شروط تربية السمان والعوائد الاقتصادية المتوقعة
درجات تحمل المحاصيل للملوحة
شدد “طنطاوي” على أهمية إجراء تحليل للتربة ومياه الري المُستخدمة، موضحًا خطورتها ارتفاع مستوى ونسبه تواجدها في كليهما، على المحاصيل الموجود داخل الصوب الزراعية.
ولفت إلى أن الأخطر هو ارتفاع نسبة الملوحة داخل مياه الري لصعوبة التحكم بها، موضحًا أن أغلب المحاصيل لا تتناسب مع ما يزيد عن الـ2000 PPM، مُشيرًا إلى وجود بعض الأنواع الحساسة مثل الخيار والفلفل وحدودها لا يجب أن تتخطى الـ1500 جزء في المليون، فيما لا تتحمل الفاصوليا أكثر من 500 إلى 600 PPM، والأمر عينه بالنسبة للموز.
وقدم حلولًا جزئية لمشكلة “الملوحة” المقبولة، التي يُمكن التعامل معها عن طريق إجراء بعض المُعاملات، التي تضبط مُعدلاتها، مثل استخدام بعض العناصر السمادية كـ”الفسفور، البوتاسيوم، الحديد، الهيوميك أسيد، أسمدة النانو”.
وأوضح أنه يُمكن استخدام المولاس المُستخرج من بنجر السكر بمعدل “250كجم/للفدان”، مع توزيعه مع مياه الري بالتنقيط، مُشيرًا إلى أنه أتى بنتائج مُبهرة، كأحد الحلول مُنخفضة التكلفة التي يُمكن الاعتماد عليها من قِبل المُزارعين.
تكاليف إنشاء الصوب الزراعية والعوائد الاقتصادية المُتوقعة
أيد الدكتور علاء طنطاوي ارتفاع تكلفة إنشاء الصوب الزراعية، موضحًا أن هذا الارتفاع يُقابله إنتاجية مُضاعفة، مُقارنةً بالحقول المفتوحة، حيث تتراوح الإنتاجية المُتوقع حصادها بنهاية الموسم ما بين 3 إلى 8 أضعاف.
ولفت إلى أن مساحات الصوب الزراعية المُفضلة هي 9*40م، مُشيرًا إلى أنه كلما زاد عدد الصوب المُستخدمة، ارتفع سقف الأرباح المُتوقعة منها، علاوة على توافر المُنتج طوال الموسم، ما يؤدي لتعويض التكلفة في مدى زمني قصير.