الصوب الزراعية أحد الأهداف الجادة، التي تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، للوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، لحماية منظومة الأمن الغذائي القومي، وتوفير العملة الصعبة، وتوجيهها إلى المشروعات التنموية الأخرى، في سبيل حياة كريمة للمواطنين والأجيال القادمة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء طنطاوي – أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث – فوائد الصوب الزراعية بالشرح والتحليل، موضحًا حجم المكاسب الاقتصادية الناجمة عنها، مُقارنة بالطرق التقليدية للزراعة في الحقول المفتوحة، ودورها في سد الفجوة الغذائية، والوصول لمُعدلات الكفاية الإنتاجية الآمنة للمحاصيل الاستراتيجية.
معنى مصطلح “الصوب الزراعية”
في البداية عرف الدكتور علاء طنطاوي مفهوم الصوب الزراعية، بأنها أحد التقنيات التي يتم فيها التحكم بكافة الظروف الخارجية المؤثرة على نمو النبات وحجم إنتاجيته، والتي لا يُمكن ضبطها أو إدارتها في الزراعات التقليدية بالحقول المفتوحة، كالتهوية ودرجات الحرارة ونسب المُقننات المائية والرطوبة.
أهداف تقنية الصوب الزراعية والبيوت المحمية
أكد الدكتور علاء طنطاوي أن مفهوم الزراعة داخل الصوب الزراعية، تطور وواكب التغيرات والطفرات العلمية التي طرأت على كافة المجالات الأخرى، موضحًا أن أهداف هذه التقنية تطورت وانتقلت من حيز زراعة المحاصيل الصيفية في فصل الشتاء، ليتسع مداها ويتحول لُب استراتيجيتها، إلى زراعة الحاصلات في غير موعدها، لافتًا إلى أن الفارق كبير بين كلا الهدفين.
وأشار إلى أن الصوب الزراعية لا تهدف إلى حصاد بعض الحاصلات في غير موعدها فقط، موضحًا أن الأمر عينه تم بالنسبة لبعض الأصناف التي يتم زراعتها في توقيت عرواتها الرسمي، للاستفادة من الفارق الرهيب في الإنتاجية، ما بين الحقول المكشوفة والبيوت المحمية، والتي تُرجح كفة الأخير.
ولفت “طنطاوي” إلى أن فارق الإنتاجية ما بين الزراعة في الحقول المكشوفة والصوب الزراعية، يتراوح ما بين 2 إلى 8 أضعاف، ما يكشف حجم المكاسب الاقتصادية التي يُمكن جنيها من تطبيق هذه التقنية، وتوسيع نطاق استخدامها بين المُزارعين.
الصوب الزراعية والشُح المائي
شدد الدكتور علاء طنطاوي على أهمية التحول تجاه استخدام الصوب، نظرًا للوفر الهائل الذي يُمكن تحقيقه من خلالها في نسبة المُقننات المائية المُستخدمة في مُعاملات الري، كأحد أهم مزايا هذه التقنية، في ظل نقص الموارد المائية التي تمر بها غالبية دول العالم، والتي تستدعي الحفاظ على كل قطرة ماء، وتحقيق أقصى استفادة مُمكنة منها.
موضوعات قد تهمك:
تمكين المرأة الريفية.. “فهيم”: تسويق الإنجازات ورفع وعي المواطنين “واجب وطني”
أنواع الصوب الزراعية
قسم أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث أنواع الصوب إلى 3 أنماط كالتالي:
1. الصوب العادية: وفيها لا يتم التحكم في التهوية أو مُعدلات التدفئة التي تصل للنبات على مدار الموسم الزراعي.
2. الصوب نصف هيدروليكية: ويتم فيها التحكم بمعدلات التهوية، فيما لا يحدث هذا الأمر فيما يخص وحدات التدفئة المطلوبة.
3. الصوب كاملة التحكم: ويتم التحكم في معدلات التهوية والتدفئة فيها بشكل كامل.
إقرأ أيضًا:
تسجيل التقاوي.. “عابدين” يطرح رؤية جديدة لتقليل مُعدلات الاستيراد
ترتيب الدول التي تستخدم نظام الصوب الزراعية
كشف الدكتور علاء طنطاوي عن ترتيب الدول التي تستخدم تقنية البيوت المحمية، والتي تأتي كما يلي:
1. منطقة الماريا في جنوب إسبانيا بـ35 ألف هيكتار
2. منطقة أغادير في المغرب 15 ألف هكتار
3. أنطاليا جنوب تركيا بـ10 آلاف هيكتار
4. منطقة صقلية الإيطالية بـ5 آلاف هيكتار
وتوقع أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث أن تقفز مصر بترتيبها لتصل إلى المركز الأول أو الثاني بنهاية عام 2022، بعد إتمام المشروع القومي العملاق الخاص بـ”100 ألف صوبة زراعية”، كنتيجة طبيعية للخطط الطموحة التي تتبناها الدولة في هذا المجال، ضمن استراتيجية التنمية الزراعية المُستدامة 2030.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
مركز التدريب والتعلم والاستشارات.. صرح علمي هام