الصوب الزراعية واحدة من الحلول الاستراتيجية، التي زاد التطلع إليها، للتغلب على الإشكاليات التي خلفتها التغيرات المناخية، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين بشأن فوائدها للقطاع الزراعي والمزارعين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد غريب العشري – الباحث بقسم بحوث الزراعات المحمية، بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف تجهيز الصوب للزراعات الشتوية بالشرح والتحليل.
الصوب الزراعية
فوائدها وجدواها الاقتصادية
في البداية تحدث الدكتور محمد غريب العشري عن الصوب الزراعية بوصفها أحد الحلول التي تسهم في التغلب على تداعيات التغيرات المناخية، والتي تهدد منظومة الأمن الغذائي بخلل جسيم، حال الاعتماد على التقنيات التقليدية دون غيرها، وهي المسألة التي بات معها اللجوء إلى “الزراعات المحمية” أمرًا حتميًا.
وأوضح أن الاعتماد على الصوب الزراعية يتجلى بشكل أكبر خلال الموسم الشتوي، نظرًا لأن الاهتمام الأكبر لمثل هذه التقنية يكون منصبًا على العروات الشتوية لأغلب المحاصيل الزراعية، والتي تبدأ عادة من منتصف شهر سبتمبر حتى نهاية شهر مايو من كل عام.
استرداد رأس المال
تصحيح المفاهيم المغلوطة
تطرق “العشري” إلى واحدة من الشائعات المغلوطة حول الصوب الزراعية، والتي تدور حول ارتفاع تكلفتها، وهي المسألة التي تقف كحجر عثرة أمام إقبال بعض المزارعين عليها، موضحًا أن العبرة تكون بالنظر إلى الفارق الكبير في حجم الإنتاجية المتوقعة مقارنة بالأنماط التقليدية في الحقل المكشوف، فيما يعرف بـ”استرداد رأس المال” بعد فترة زمنية معينة.
وفسر الباحث بقسم الزراعات المحمية مبدأ “استرداد رأس المال”، موضحًا أن العمر الافتراضي للصوب يقدر بـ20 عامًا، لافتًا إلى أن ربحية السنوات الثلاث أو الأربع الأولى، تمثل تعويضًا لتكاليف الإنشاء التي تشمل “الهيكل المعدني والغطاء البلاستيكي وشبكات الري”، ما يعني أن الـ16 عامًا التالية تمثل ربحًا صافيًا للمزارعين، بعد استبعاد قيمة مدخلات الإنتاج الأساسية.
وكشف “العشري” أن الفئات الأكثر إقبالًا على استخدام الصوب هي مزارعي محاصيل الخضر كـ”الخيار والطماطم”، أو المستثمرين الذين يوجه إنتاجهم لمنافذ التصدير الخارجية، نظرًا لملائمة هذا النمط لتطلعاتهم ومعدلات الربحية التي يسعون لتحقيقها.
قواعد واشتراطات تغطية الصوب
ربط الباحث بقسم الزراعات المحمية بين نجاح الصوب الزراعية في تلبية الطموحات الاقتصادية للمزارع أو المستثمر، وإلمامه بأهم مفاهيمها ومعايير وقواعد إدارتها على النحو الصحيح، والتي يتوجب توافرها عن طريق الخبرة الملائمة المسبقة أو اكتسابها بالتعلم.
وشدد على ضرورة الالتزام بمعايير تركيب وتغطية الصوب الزراعية، وفي مقدمتها توفير الديناميكية الصحيحة لتحريك الفتحات العلوية، التي تضمن عدم حدوث ظاهرة “التراكم الحراري”، موضحًا أنه يتوجب التغطية مع مراعاة أن يكون عرض الفرخ البلاستيكي – 5.5 م – بعرض الصوبة، مقدرًا إجمالي الأفرخ التي تحتاجها الصوبة بـ12 فرخًا.
ولفت إلى ضرورة مراعاة الجوانب الفنية الواردة بشأن تغطية الصوب الزراعية، وأبرزها تغطية فتحات التهوية بشبكات سلك، للسماح بخروج الهواء الساخن ومعادلة المناخ الداخلي للصوبة، والحيلولة دون نفاذ الحشرات إليها.
شاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الصوب الزراعية.. أنماطها وأماكن تركزها وأبرز الفوارق بينها
محصول الفلفل.. 3 اشتراطات يتوجب مراعاتها في التقاوي قبل الزراعة داخل الصوب