الصوامع المعدنية أحد المشروعات القومية التي أثبتت بُعد نظر القيادة السياسية، التي تبنت هذا المشروع الضخم، وأصرت على تنفيذه رغم كل التحديات المُحيطة بسُبل تنفيذ هذا الملف، في سبيل الخطة العامة التي انتهجتها، لتأمين سلة الغذاء والحبوب الاستراتيجية للمواطن المصري.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عادل عبد اللطيف – أستاذ قسم بحوث آفات الحبوب المخزونة، ومدير معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق – عن ملف الصوامع المعدنية باستفاضة، لبيان حجم المكاسب المُتحققة منها، وإجمالي السعة التخزينية لها، وحجم الطفرة التي حققتها الدولة في ملف تخزين الحبوب الاستراتيجية، بالنظر إلى أزمة الغذاء العالمية.
الصوامع المعدنية.. عددها والجهات التابعة لها
في البداية كشف الدكتور عادل عبد اللطيف عن عدد الأماكن الحديثة المُؤهلة لاستيعات وإتمام عملية تخزين الحبوب في عموم المُحافظات المصرية بإجمالي 77 صومعة معدنية – 44 منها تابعة للشركة القابضة للصمع والتخزين، و33 تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية – بسعة تخزينية تصل إلى 3.6 مليون طن، مُثمنًا الفكر الاستباقي للقيادة السياسية المصرية، والتي تبنت هذا الملف منذ فترة طويلة، إيمانًا منها بأهمية تأمين مخزون المحاصيل الاستراتيجية وأبرزها القمح، علاوة على حماية الصحة العامة للمواطن المصري.
أهداف مشروع الصوامع المعدنية
ولفت إلى أن المشروع القومي لإنشاء الصوامع المعدنية بالقرب من مناطق إنتاج وزراعة محاصيل الحبوب، حقق عدة أهداف استراتيجية في مُقدمتها تقليل مُعدلات الفقد والهالك، والتي كانت تتجاوز في بعض الأحيان 20% من إجمالي حجم الإنتاج، علاوة على تجاوز مساوىء الشون الترابية الصحية والاقتصادية، وآثارها السلبية المُباشرة على سلة الغذاء المصرية.
وأوضح أن المشروع القومي لإنشاء الصوامع المعدنية، الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حقق الأهداف المرجوة منه، بالتماشي مع التوجه والخطة العامة للدولة، بالتوسع الرأسي في ملف تخزين الحبوب.
وثمن مدير معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق مزايا الصوامع المعدنية، والتي نجحت في تقليص وحدة المساحة المُستخدمة لـ”تخزين الحبوب”، وفي الوقت عينه ضاعفت السعة الاستيعابية المُمكنة إلى حدها الأقصى، نظرًا لإنشائها وفق أحدث الطُرز والتقنيات العالمية.
موضوعات ذات صلة:
ضريبة الأطيان.. “زراعة النواب” تكشف كواليس قرار مد إيقاف العمل بها
أبرز الفوارق ما بين الصوامع المعدنية والشون الترابية
وكشف “عبد اللطيف” حجم الفوارق الاستيعابية ما بين الشون الترابية والصوامع المعدنية، لتوضيح حجم المكاسب التي تم تحقيقها، موضحًا أن الطُرق القديمة كانت تستلزم إخلاء 5 فدادين على الأقل، لتخزين 50 ألف طن حبوب داخل الشون، في المُقابل لا يستدعي إنشاء الصومعة أكثر من 3 قراريط، تصل سعتها الاستيعابية إلى 60 ألف طن على الأقل، علاوة على تأمين الحبوب من العوامل الجوية والحشرات والأمراض والآفات وكافة أشكال التلوث، التي كانت تُمثل تهديدًا كبيرًا على المخزون، وتؤدي لارتفاع نسب الهدر والفاقد والخسائر الاقتصادية.
إقرأ أيضًا:
التوتا أبسلوتا.. طُرق التغلب عليها وأسباب تأخر التصبغ اللوني
إجمالي السعة الاستيعابية
وأكد الدكتور عادل عبد اللطيف أن الطاقة الاستيعابية لـ”تخزين الحبوب” في مصر لا تقتصر على الـ3.6 مليون طن، الخاصة بـ”الصوامع المعدنية” المُشار إليها آنفًا، مُشيرًا لوجود عدة خيارات وأماكن أخرى مُتاحة لتحقيق نفس الغرض، مثل الهناجر والهناكر وشون التجميع وصوامع القطاع الخاص، والتي تتحمل 5 ملايين طن إضافية، ما يرفع من قدراتنا الاستيعابية إلى 8.6 مليون طن.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: