الصوامع الطينية وتقنية الجو المُحكم والأساليب الوقائية الشعبية، هي عدة أشكال شائعة لتخزين محاصيل الحبوب، لتأمينها وحمايتها من العوامل البيئية والأعداء الطبيعية كالحشرات والآفات، وتقليل مُعدلات الهدر والفاقد منها، لتحقيق أقصى استفادة مُمكنة منها، وتعزيز حجم المكاسب الاقتصادية المُباشرة لها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عادل عبد اللطيف – أستاذ قسم بحوث آفات الحبوب المخزونة، ومدير معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق – عن الصوامع الطينية و”الفوسفين” وتقنيات الجو المُحكم والأساليب الوقائية الشائعة باستفاضة، وأفضل الطُرق والتوصيات التي يتوجب اتباعها، وأبرز الأخطاء الشائعة، التي يقع فيها بعض المُزارعين، بعد انتهاء موسم الجمع والحصاد.
الصوامع الطينية.. آلياتها واستراتيجية عملها
قدم الدكتور عادل عبد اللطيف شرحًا لآلية عمل الصوامع الطينية، المُتبعة لدى شريحة بسيطة من مُزارعي محاصيل الحبوب وفي مُقدمتها القمح، موضحًا أنها ترتكز على تقنية استخدام ثاني أكسيد الكربون في مُقاومة الآفات والإصابات الحشرية، كواحدة من الطُرق الفاعلة للحد من آثارها الضارة، والخسائر الاقتصادية الفادحة الناجمة عنها.
وأوضح أن استراتيجية الصوامع الطينية تستند إلى القوانين الفسيولوجية الخاصة بالحبوب والكائنات الحية، مُشددًا على أن معيار نجاحها الأول يكمن في سد أي ثغرات تسمح بنفاذ الهواء إليها، انتظارًا لاستهلاك ذرات الأكسجين الضئيلة الموجودة داخلها، نتيجة تنفس جنين الحبوب، ما يرفع من مُعدلات تواجد غار ثاني أكسيد الكربون داخلها، ويؤدي لاختناق أي حشرة أو آفة بمرور الوقت.
ولفت إلى أن صلاحية تخزين الحبوب داخل الصوامع الطينية قد تصل إلى عامين على الأقل، يحتفظ خلالها المحصول بكامل جودته ونقائه وصفاته الأساسية.
وسائل التخزين المُتاحة للمُزارعين
حصر الدكتور عادل عبد اللطيف سُبل التخزين المُتاحة للمُزارعين، خلاف الصوامع الطينية المُعتاد استخدامها لدى بعض الفئات منهم، حال رغبتهم في تجنيب جزء من المحصول، لأغراض الاستخدام الشخصي في أربعة وسائل، شريطة اتباع التوصيات الفنية الواردة بشأن مُعاملات الأمان والنظافة والتعقيم كالتالي:
1. براميل صلب معدنية
2. براميل بلاستيكية
3. براميل كرتونية
4. أجولة خيش خشنة ونظيفة
موضوعات قد تهمك:
زراعة النخيل بالبذور.. أسباب الفشل وسبل تعويض ارتفاع أسعار “الفسائل”
4 خطوات لتخزين الحبوب بتقنيات “الجو المُحكم”
أوصى “عبد اللطيف” باتباع عدة خطوات لضمان سلامة المحصول من آفات الحبوب، ولخصها في النقاط التالية:
1. تهوية المحصول بعد الحصاد ما بين 24 إلى 48 ساعة لضمان التخلص من نسب الرطوبة الزائدة
2. ملأ البراميل المُستخدمة بالحبوب حتى فتحتها العلوية
3. ضغط الحبوب داخل البراميل لأقصى درجة، لضمان تفريغها بالكامل من الهواء
4. إحكام غلق البراميل المُستخدمة مع وضع شريط لاصق حولها فتحتها العلوية
ونوه إلى أن الظروف المُناخية ودرجات الحرارة والسطوع الشمسي المُتاحة خلال هذه الفترة من شهر مايو، تُعد هي الأجواء المثالية للنزول إلى الحد الأدنى المطلوب من المحتوى الرطوبي الآمن، الذي يضمن عدم وجود أي إصابات حشرية.
إقرأ أيضًا:
الري بالغمر.. أجندة مُعاملات العنب للأراضي المُحملة بمحاصيل أخرى
الكتان.. علامات نضج المحصول ومعاملات ما بعد الحصاد وأبرز الأخطاء
التخزين وفق “الطُرق الوقائية” الشائعة
انتقل الدكتور عادل عبد العال إلى طُرق التخزين الوقائية الشائعة، موضحًا أن بعض المُزارعين يعمد إلى خلط “رماد الأفران” أو ذرات الملح الخشن أو الرمال مع المحصول، كوسائل تقليدية مُتوارثة لمُكافحة آفات الحبوب.
وأوضح أن هذه الطُرق آمنة على المحصول، لأنها المواد المُستخدمة فيها سواء “رماد الأفران، الرمال، الملح”، تتكون جميعها من ذرات بلورية، تؤدي لجرح وخدش الجسد الشمعي الخارجي للحشرات، ما يؤدي لوفاتها وتقليل حدة أضرارها، مُشيرًا إلى درجة الحماية المُتاحة هنا لا تتجاوز الـ90% بأي حال من الأحوال، ما يعني وجود هامش لا يمكن الاستهانةبه لمعدلات الهدر والفقد.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
حبة الغلة أسباب تفوقها وأبرز المحاذير الخاصة بالتعامل مع المبيدات
حذر “عبد اللطيف” جموع المُزارعين من استخدام المُبيدات أثناء تخزين محصول القمح، موضحًا أنه لا يمكن فصل هذه المواد الكيميائية “شديدة السُمية”، بعد خلطها بالحبوب، ولافتًا إلى خطأ شائع يلجأ إليه البعض، عن طريق غسل الحبوب بالماء، لإزالة المواد الكيميائية العالقة بها، موضحًا أن هذا الأمر يؤدي لنتائج كارثية نتيجة لتسرب وتشرب هذه الحبوب بكافة المُركبات المُستخدمة، والتي تنتقل للإنسان بالتبعية، حال تناوله الدقيق الناتج عن طحن القمح، وتصيبه بالعديد من الأمراض.
ورشح أستاذ قسم بحوث آفات الحبوب المخزونة “حبة الغلة” أو “غاز الفوسفين” لتكون هي البديل الأمثل للمُبيدات والمرُكبات الكيميائية، على أن يتم اتباع الخطوات التالية حال استخدامها:
- تخزين الحبوب داخل الأجولة أو البراميل حتى فوهتها العلوية
- ضغط الحبوب والتأكد من إفراغ الهواء بالكامل
- وضع “حبة الغلة” أو “غاز الفوسفين” بقطعة قماش داخل مُنتصف البرميل أو الجوال المُستخدم
وأكد أن مزايا “حبة الغلة” أو “غاز الفوسفين” تكمن في عدم تركه لأي آثار أو مُتبقيات على الحبوب، موضحًا أنه يتبخر في غضون ثلاث ساعات من تشميس وتعريض المحصول المخزون للهواء والشمس.