الصقيع والتغيرات المناخية واحدة من أسوأ الظواهر الطبيعية وأشدها قسوة على كافة الكائنات الحية، وفي صدارتها النباتات والمحاصيل الزراعية، لتواجدها في بيئة مفتوحة يصعب التحكم فيها، ما يفرض اللجوء لعدد من الإجراءات والعمليات، التي تهدف لتخفيف حدة الأضرار، وتقليل معدل الإصابات المرضية الناجمة عنها، والخسائر الاقتصادية المُتوقعة والمترتبة عليها.
وخلال حلوله ضيفًا على آيه طارق مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب، أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات، عن أثر الصقيع والتغيرات المناخية على محاصيل الموالح، وأهم الإجراءات الواجب اتباعها، وسُبل علاج والحد من الأضرار الناتج عنها.
مفهوم الصقيع والتغيرات المناخية وآثاره على محاصيل الموالح
في البداية عرف الدكتور أبو غنيمة مصطلح الصقيع موضحًا أنه عبارة عن طبقات مُنخفضة الحرارة، تنزل خلال فترات الهدوء النسبي للرياح وعدم وجود ضغط جوي، موضحًا أن هذه الهبات تؤثر سلبًا على المجموع الخضري لكافة النباتات، وتؤدي لخسائر فادحة في أغلب المحاصيل ومن ضمنها الموالح.
وأوضح أن الصقيع والتغيرات المناخية تؤدي لتجمد السليلوز الموجود داخل الأوراق، ما يؤدي لانفجار خلايا النباتات، مُشبهًا هذه الأضرار بما يحدث حال وضع زجاجة مليئة بالماء داخل الفريزر، ومؤكدًا أن الأمر عينه يحدث مع كافة المحاصيل الزراعية، ما ينتج عنه دمار مساحات واسعة من الأراضي الخضراء، إذا لم تُتخذ الإجراءات المناسبة للحد من هذه الخسائر.
أهم الإجراءات الواجب اتباعها للحد من آثار الصقيع والتغيرات المناخية
شدد الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب، على ضرورة المتابعة اليومية لنشرة أحوال الطقس، حتى يتسنى لهم اتخاذ الإجراءات الاحترازية المُناسبة، قبل بداية هبوب موجات الصقيع والتغيرات المناخية بالفعل، للحد من الأضرار والآثار السلبية الناجمة عنها على محاصيل الموالح، بشكل صحيح يحول دون زيادة حجم الخسائر الاقتصادية المتوقعة.
موضوعات قد تهمك:
مكافحة دودة الحشد.. أفضل تقنيات الرش والمبيدات المُوصى باستخدامها
المعاملات البستانية.. أولى خطوات مواجهة الصقيع والتغيرات المناخية
أوصى أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات، باتباع العمليات البستانية المُناسبة، في الأوقات التي تشهد هبوب موجات الصقيع والتغيرات المناخية، الخاصة بهبوط درجات الحرارة لمعدلاتها الدنيا، موضحًا أن على رأس هذه الإجراءات تلك الخاصة بتقديم التغذية السليمة لمحاصيل الموالح، والعناصر التي تُسهم في رفع معدلات مقاومة النباتات.
العناصر الغذائية الواجب توافرها خلال هبوط موجات الصقيع
قدم الدكتور أبو غنيمة سعد عددًا من النصائح الخاصة بكيفية التعامل مع موجات الصقيع والتغيرات المناخية، مؤكدًا أن على المُزارعين الاهتمام بإجراء المعاملات الخاصة بالتسميد بشكل متوازن، يُتيح توافر عناصر الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم خلال هذه الفترات.
وأوضح أن هذه العناصر تُعزز من قدرة النباتات على مقاومة موجات الصقيع والتغيرات المناخية، التي تؤدي لانخفاض درجات الحرارة عن حدودها المُثلى والطبيعية، مثلها مثل سائر الكائنات الحية، التي ينشط جهازها المناعي في مقاومة الأمراض، حال توفير التغذية السليمة لها.
الضباب الصناعي أفضل الحلول لمكافحة الصقيع والتغيرات المناخية
لفت أبو غنيمة إلى عدد من الطرق والوسائل التي يمكن الاستعانة بها للحد من الآثار السلبية الناجمة عن الصقيع والتغيرات المناخية، وأبرزها الضباب الصناعي والذي قد توفره بعض الألات المتطورة والحديثة، لتشتيت طبقات الصقيع الهابطة على سطح الأرض، أو القيام بنفس الشيء باستخدام الوسائل البدائية التي توفر خيطًا من الدخان، لإحداث الأمر عينه، وتوفير وسطًا دافئا يحول دون الإضرار بالنباتات.
السياج الأخضر.. أفضل الحلول لمكافحة الصقيع والتغيرات المناخية
تابع أبو غنيمة تقديمه للحلول التي يمكن استخدامها للحد من هجمات الصقيع والتغيرات المناخية على محاصيل الموالح، مؤكدًا أن المزارع التي تستخدم النخيل والأشجار العالية كمصدات وسياج أخضر طبيعي هي الأقل عُرضة للتعرض للإصابات الناجمة عن تلك الظواهر والتقلبات.
لا يفوتك.. دور التفريخ في صناعة الدواجن
معاملات التقليم
انتقل أبو غنيمة إلى أحد الحلول التي تُتيح لمحصول الموالح مقاومة الظروف المناخية القاسية، والتي تنشط فيها طبقات الصقيع، موكدًا أن القيام بمعاملات التقليم والتخلص من الأفرع المائلة، تُسهم في مرور هذه الظواهر دون الإضرار بالنباتات إلى حد بعيد.
محاذير وإجراءات يجب الابتعاد عنها
شدد الدكتور أبو غنيمة سعد على ضرورة تخفيف وتقليل معدلات استخدام الأسمدة الأزوتية، مع كافة محاصيل الموالح، خلال فترات هبوط طبقات الصقيع والتغيرات المناخية، نظرًا لتأثيراتها السلبية على الناتج النهائي وحجم المحصول المُتوقع.
وفسر أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات هذا الأمر، موضحًا أن استخدام الأسمدة الأزوتية، يؤدي لزيادة مُعدلات الإنبات والنموات الجديدة، وهي الأجزاء الأضعف في والأكثر عُرضة للتأثر بنوبات الصقيع والتغيرات المناخية، بسبب ضعفها وهشاشة تكوينها.
وأوضح أن التسميد الآزوتي الزائد يؤدي لزيادة هذه النموات الجديدة، وبالتالي زيادة نسبة وفرص الإصابة المُتوقعة، ما يُتيح المجال لهجوم كافة المُسببات المرضية على محصول الموالح الموجود في هذه الظروف الجوية الصعبة، وهو الأمر الذي يُنذر بوجود خسائر اقتصادية كبيرة في إجمالي الناتج النهائي.
إقرأ أيضًا:
أمراض الصوب الزراعية.. أبرز أمراض الجذور والبادرات وكيفية مكافحتها