الصقيع أو انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، هو أحد أبرز المشاكل التي تعوق وصول المحاصيل الزراعية لكامل نموها، بسبب الآثار السلبية المترتبة عليه.
احتراق أطراف الزهرة الخارجية
ويمكن حصر الآثار السلبية التي يُسببها الصقيع في عدة نقاط، وهو الأمر الذي تناوله أحمد الصغير، الباحث بالمركز القومي للبحوث بالشرح والتحليل، أثناء حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، ضمن ملف النتائج المُترتبة على التغيرات المُناخية.
وأوضح أن الصقيع يتسبب في تجميد النبات، ما يؤدي لظهور أول الأضرار، المُتمثلة في احتراق أطراف الزهرة الخارجية للنبات، وهي المسألة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
موت القمم النامية
فيما تتمثل ثاني هذه الأضرار التي يؤدي إليها الصقيع، في موت القمم النامية، والمسؤولة عن تطور ونمو النبات، ما يترتب عليه تباطؤ وتيرة عملية الأيض، بنسبة كبيرة ما يعوق إتمام العمليات الحيوية، التي يقوم بها في الظروف العادية لإتمام النمو.
توقف عمليات الأيض
فيما تقوم مياه الري الموجودة بالتربة بنقل درجات الحرارة المُنخفضة إلى جذور النبات، ما يؤدي إلى تجمدها وتوقف عمليات الأيض، بسبب عدم قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة لاستكمال عملياتها الحيوية بالشكل المعتاد والطبيعي، ويؤدي لزيادة نسبة الفاقد في المحصول النهائي.
جهود وزارة الزراعة للتغلب على مشكلة الصقيع
ولفت إلى أن وزارة الزراعة شرعت منذ فترة، عبر مراكزها البحثية لاستنباط سلالات جديدة، تحمل نفس الصفات الفسيولوجية والفورمولوجية، علاوة على تعزيز قدرتها في مُقاومة تغيرات الظروف الجوية.
أبرز الطرق التقليدية لمقاومة الصقيع
تبدأ أولى خطوات مقاومة انخفاض درجات الحرارة، باختيار أنواع المحاصيل التي يمكنها تحمل الظروف القاسية، ويفضل تلك الأنواع التي تُزهر في وقت مُتأخر، بالإضافة لتخير أفضل التوقيتات المناسبة للزراعة، وتحسين الغذاء المُستخدم، علاوة على استخدام تقنيات الري الحديثة، لعدم الإضرار بالتربة وجذور النبات.
يُعد استخدام النشارة والقش من الطرق الشائعة لمقاومة انخفاض درجات الحرارة، عبر رشها على سطح التربة، فيما تمثل إزالة الحشائش إحدى الخطوات الضرورية للوصول للنتائج المطلوبة.
ويعتبر استخدام الأشجار ذات الأوراق العريضة – مثل الصنوبر والسرو – كمصدات للرياح، إحدى الطرق الفعالة في مقاومة انتقال درجات الحرارة المنخفضة إلى المزروعات.
ويشيع استخدام البعض للخيش والأكياس البلاستيك بالنسبة للزراعات الشجرية، عن طريق لفها حول ساق وجسم الشجرة.
وتمثل رغوة الهايدوليزيد البومين واحدة من الطرق الشائعة لدى البعض، بيد أنها أكثر كُلفةً وتحتاج للكثير من الأيدي العاملة، ما يعوق اللجوء إليها بالنسبة لصغار المُزارعين.
شاهد: تطوير اساليب الزراعة لمواجهة التغيرات المناخية وحل مشكلة الغذاء فى العالم
المعاملات الزراعية الخاطئة.. ناقوس خطر
وفي سياق مُتصل، شدد الصغير على أن المعاملات الزراعية الخاطئة تُعد واحدة من الأسباب التي تُزيد من تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، الذي تُعاني منه أغلب دول العالم، مُشيرًا إلى أن حجم الانبعاثات الناتجة عنها، تساهم في الإضرار بالغلاف الجوي بشكل كبير، على عكس الاعتقاد الشائع بأن المُخلفات والعوادم الصناعية، هي المسؤولة وحدها عن هذا الضرر.
وهو الأمر الذي أيدته الإحصائية الصادرة عن منظمة “الفاو” عام 2018، والتي تؤكد أن المعاملات الزراعية الخاطئة وغير المنضبطة، تمثل نسبة 14.2% من أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي نسبة كبيرة وتشير لدلالات خطيرة ينبغي أن تؤخذ في الحسبان، لتقليل حجم هذه الكارثة البيئية، التي تعود بالسلب على جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان.
إقرأ أيضًا:
كيف تحمي أرضك من الإصابة بـ”عفن التربة”؟ تعرف على روشتة العلاج
كيف تتفادى خسارة محصولك؟ باحث يُجيب
عزيزي المُزارع.. احذر الإفراط في استخدام الأسمدة المعدنية لهذه الأسباب
المعمل المركزي للمبيدات: محاصيلنا آمنه.. و70 ألف عينة خضعت للفحص