الصقيع واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المُزارعين مع حلول فصل الشتاء، والذي غالبًا ما يشهد انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة، عن الحدود المُثلى المسموحة لأغلب المحاصيل، ما يستدعي اللجوء لبعض الحلول غير التقليدية، والتي ينصح بها الخبراء والمُتخصصين في هذا الشأن.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور ياسر عبد الحكيم – الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء، المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر – ملف استراتيجيات وطُرق التعامل مع ظاهرة الصقيع بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز الحلول الواجب اتباعها، وسبل تفادي وتقليل مُعدل الخسائر المُترتبة عليه.
أفضل 3 نصائح للتغلب على “الصقيع”
في البداية أكد الدكتور ياسر عبد الحكيم على خطورة نوبات الصقيع وموجات الانخفاض الشديد في درجات الحرارة على أغلب المحاصيل الزراعية، ما يستوجب اللجوء لبعض الاستراتيجيات العلمية، للحيلولة دون وقوع خسائر اقتصادية كبيرة لا يتحملها المُزارعين.
الصوب البلاستيكية
قدم الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء عددًا من النصائح للتغلب على الصقيع، وبخاصىة بالنسبة للمحاصيل التي تشتهر بعدم قدرتها على تحمل الانخفاض الشديد في درجات الحرارة ومنها الموز، موضحًا أن أفضل الحلول في مثل هذه الحالة، هو تغطية النبات بالصوب البلاستيكية.
رشاشات “الميست”
لفت “عبد الحكيم” إلى وجود عدة بدائل، حال عدم قدرة المُزارعين على تحمل تكاليف إنشاء “الصوب البلاستيكية”، وأبرزها اللجوء إلى تشغيل شبكة رشاشات “الميست” فوق محصول الموز، للتغلب على نوبات الصقيع والحد من حجم الخسائر المُتوقعة منها.
ري التربة وماتور الـ1000 لتر
نصح المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر بأبسط الحلول المُتاحة وأقلها كُلفة بالنسبة للمُزارعين، لتجاوز أضرار الصقيع على محصول الموز، موضحًا أنه يُمكن الاكتفاء بـ”ري التربة”، أو استخدام ماتور الـ600 أو سعة الـ1000 لتر، لرش المياه فوق المحصول خلال فترة الصباح الباكر “الفجر”، بهدف رفع درجة حرارة التربة “درجة واحدة” فوق الصفر المئوي، للهبوط بمعدل الخسائر المُتوقعة بنسبة تتراوح ما بين 60 إلى 70%.
موضوعات قد تهمك
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
محصول الفاصوليا.. مخاطر “التصويم والغمر” وتوقيتات الري المُثلى للأراضي “الطينية والرملية”
برامج التسميد ودورها في الحد من أضرار الصقيع
سلط الدكتور ياسر عبد الحكيم الضوء على أهمية برامج التسميد، ودورها في التغلب على الأضرار المُتوقعة من نوبات الصقيع، والمُتمثلة في تنفيذ برامج تسميد قوية، بوصفها أفضل الحلول العلمية المُتاحة، لتعزيز درجة مُقاومة النبات لهذه الظروف المُعاكسة، والحصول على محصول عالي الجودة والإنتاجية.
أبرز الأخطاء الشائعة في تنفيذ برامج التسميد
كشف الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء أبرز الأخطاء التي يقع فيها مُزارعي الفاكهة، موضحًا أن التوقف عن تنفيذ وإجراء مُعاملات التسميد بعد الحصاد، واحد من أكثر الأخطاء شيوعًا، التي يرتكبها قطاع عريض من مُزارعينا، وتؤثر بالسلب على درجة مُقاومة النبات لنوبات الصقيع والانخفاض الشديد في درجات الحرارة.
وشدد على حتمية تنفيذ برنامج تسميدي قوي بعد الحصاد مُباشرة، يُراعى فيه مُضاعفة عنصري البوتاسيوم والفوسفور، مع الهبوط بمُعدلات الآزوت لأقل الحدود المسموحة، بوصفها أفضل الاستراتيجيات التي يُمكن اتباعها، للتغلب على الأضرار الفادحة الناجمة عن الصقيع، وطوق النجاة الأمثل للحصول على أفضل مُعدلات الجودة والإنتاجية.
دواعي استمرار تنفيذ برامج التسميد بعد الحصاد
برر “عبد الحكيم” مدى أهمية تنفيذ برامج تسميد قوية، بعد تنفيذ عملية حصاد المحصول، موضحًا أن هذا الإجراء يضمن توفير أعلى مخزون استراتيجي من “الكربوهيدرات” – الناتج من عمليات البناء الضوئي – داخل الأشجار، ما يسمح بتجاوز الآثار السلبية الناجمة عن الصقيع، بالإضافة للحصول على زهر قوي بحلول فصل الربيع.
إقرأ أيضًا
حشائش العليق.. طرق المكافحة وأفضل المبيدات الموصى بها للتخلص منها
زراعة الثوم بالأراضي الرملية.. تجهيز التربة ومُعدلات التسميد والمسافات المُوصى بها
برامج التسميد ودورها في التغلب على ظاهرة “المعاومة”
واصل الدكتور ياسر عبد الحكيم شرح النتائج الإيجايية المُترتبة على استمرار المُزارعين في تنفيذ وإجراء عمليات التسميد بعد الحصاد، لافتًا إلى أنها لا تتوقف عند حدود التغلب على الصقيع فقط، وإنما تتجاوزها لأبعاد اقتصادية أكثر خطورة وأبرزها ظاهرة “المعاومة”.
وعرف “المعاومة” بأنها أحد الظواهر والإشكاليات المعروفة لدى المُزارعين، وتتمثل في تفاوت حجم الإنتاجية، وبمعنى أدق وأكثر وضوحًا، الوصول لأعلى حصاد مُمكن في موسم، والهبوط لأدنى مستويات الإنتاجية في العام التالي.
وأوضح أن ظاهرة “المعاومة” تُمثل أحد الصفات الوراثية في المقام الأول، وتتمثل أفضل الحلول المُتاحة لتقليلها، والحد من الخسائر المُتوقعة منها، في توفير برنامج تسميدي قوي، يُتيح للنبات تحقيق التوازن المطلوب نسبيًا، في توزيع حجم الإنتاجية دون وجود فجوات ضخمة من موسم لآخر.
محصول الموز.. أفضل برنامج تسميدي للحد من المعاومة والتغلب على الصقيع
قدم الدكتور ياسر عبد الحكيم عددًا من النصائح العلمية لتجاوز حدوث ظاهرة المعاومة، وتفاوت حجم الإنتاجية المُتوقعة من موسم لآخر، وفي مُقدمتها استمرار تنفيذ برامج التسميد بعد الحصاد حتى حلول أول انحفاض شديد في درجات الحرارة، والذي يستوجب إيقاف أي إجراء يتعلق بالتسميد بشكل كامل.
ونصح باستغلال أي فترة تظهر فيها ملامح اعتدال الطقس خلال فصل الشتاء، لتقديم جرعة سمادية جيدة للنبات، لتوفير أكبر كمية من نواتج البناء الضوئي – كربوهيدات – تُتيح للأزهار الاعتماد عليها عند حلول فصل الربيع، ما يُبشر بالحصول على مُعدل إنتاجية وحصاد مُرضي.
وأوصى “عبد الحكيم” بحقن التربة بـ3 لترات من سليكات البوتاسيوم للفدان، بمعدل مرة واحدة كل 10 أيام على أقل تقدير، بالإضافة لبرامج التسميد المُوصى بها، وتنفيذ مُعاملات الري عند هبوط الصقيع، لتعزيز قدرة النبات على تجاوز هذه الظروف المُناخية المُعاكسة بأقل الخسائر المُتوقعة.
لا يفوتك
برامج مكافحة حشائش السعد والعليق والنجيل وأفضل المبيدات الموصى بها