الشح المائي والاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مصر تعاني من شح مائي نظرًا لثبات حصتها من مياه نهر النيل عند 55.5 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 500 متر مكعب سنويًا، أي ما يعادل نصف الحد الأدنى المطلوب عالميًا، موضحًا أن الدولة المصرية، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبنت سياسات جديدة لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة، مشددًا على أن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي باتت ضرورة ملحّة لتعويض العجز المائي.
إعادة استخدام المياه كحل لأزمة الشح المائي
أوضح شراقي أن إعادة استخدام المياه، سواء للمرة الثانية أو الثالثة، أصبح من الحلول الفعالة لمواجهة النقص المائي، مشيرًا إلى أن مياه الصرف الزراعي تُعد مصدرًا رئيسيًا يمكن استغلاله بعد المعالجة، لافتًا إلى أن معالجة مياه الصرف الصحي تفيد في زراعة الأشجار غير المثمرة مثل الغابات الشجرية، مدللًا على ذلك بشجرة “جاتروفا”، التي تُستخدم بذورها لاستخراج زيوت تدخل في صناعات مثل الصابون وإنتاج الوقود الحيوي، مضيفًا أن هذه الأشجار تُروى بمياه الصرف الصحي المعالجة، ما يوفر مصدرًا اقتصاديًا مهمًا دون التأثير على الأمن الغذائي.
مخاطر تصريف مياه الصرف الصحي في المجاري المائية
سلط شراقي الضوء على خطورة وصول مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى نهر النيل أو المصارف الزراعية، موضحًا أن بعض المصارف الزراعية تحتوي على نسب من الصرف الصحي، مشددًا على ضرورة معالجة هذه المياه للاستفادة منها بدلًا من تلويث الموارد المائية، مفسرًا ذلك بأن تلوث المياه يؤثر سلبًا على الثروة السمكية ويزيد من المخاطر الصحية للمواطنين، مؤكدًا أن الدولة تعمل على منع هذا التلوث عبر إنشاء محطات معالجة متطورة.
أهمية تدوير المخلفات الصلبة والاستفادة منها
تابع شراقي حديثه عن أهمية تدوير المخلفات الصلبة، مشيرًا إلى أن الكثافة السكانية المرتفعة تزيد من حجم المخلفات، مما يجعل إدارتها تحديًا كبيرًا، موضحًا أن الدولة بدأت في إنشاء محطات لفرز وتصنيف المخلفات، لافتًا إلى أن الدول المتقدمة تعتمد على تصنيف النفايات من المصدر، حيث يتم فصل الورق عن الزجاج والبلاستيك منذ البداية، مما يسهل إعادة التدوير، مضيفًا أن بعض المبادرات شجعت المواطنين على تجميع المخلفات مثل الزيوت المستخدمة، لاستخدامها في صناعات مختلفة مثل الصابون، مما يحقق استفادة اقتصادية وبيئية في آن واحد.
دور مشروع “حياة كريمة” في تحسين البنية التحتية للصرف الصحي
أعرب شراقي عن تقديره لمشروع “حياة كريمة”، مشيرًا إلى أن أحد أهم إنجازاته هو تحسين شبكات الصرف الصحي في القرى، موضحًا أن نصف القرى المصرية كانت تعاني من غياب شبكات الصرف الصحي، مما كان يؤدي إلى التخلص العشوائي من المخلفات السائلة في المجاري المائية، مفسرًا أن هذا الأمر تسبب في تلوث البحيرات الشمالية مثل بحيرة المنزلة، مؤكدًا أن المشروع ساهم في الحد من هذه المشكلة عبر إنشاء محطات حديثة للصرف الصحي، مما ينعكس إيجابيًا على جودة المياه وصحة المواطنين.
نجاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر كنموذج دولي
كشف شراقي عن أن مصرف بحر البقر كان يصب نحو 9 ملايين متر مكعب من المياه الملوثة يوميًا في بحيرة المنزلة، مما أدى إلى تدهور حالتها البيئية، مشيرًا إلى أن الدولة نفذت مشروعًا ضخمًا لإنشاء محطة معالجة قادرة على تنقية 6 ملايين متر مكعب يوميًا، موضحًا أن هذه المحطة تُعد الأكبر من نوعها عالميًا، حيث تجاوزت تكلفتها 50 مليار جنيه، مضيفًا أن المياه المعالجة تُستخدم في زراعة حوالي 450 ألف فدان في سيناء، مما يعزز التنمية الزراعية ويوفر فرص عمل جديدة، مشددًا على أن هذا المشروع يمثل نموذجًا دوليًا ناجحًا في إعادة تدوير المياه واستغلالها لتحقيق التنمية المستدامة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
مداخلة هاتفية مع الدكتور عباس شراقي
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
شاهد أيضًا..
موضوعات ذات صلة..
البحوث الزراعية ينظم ورشة عمل حول البصمة الكربونية وتأثيرها على التغيرات المناخية
محصول المانجو وتداعيات التغيرات المناخية على معدلات التحجيم
أخطر أطوار دودة الحشد الخريفية واشتراطات نجاح إجراءات المكافحة والتوقيت الأمثل لتطبيقها