الشجيرات مجموعة من النباتات الخشبية المعمرة وهي من العناصر الدائمة في الحديقة، وتختلف عن الأشجار في حجمها وارتفاعها المحدود، حيث لا يتجاوز ارتفاعها الخمسة أمتار في الغالب، كما أنها تتميز بوجود عدة سيقان متفرعة بالقرب من سطح الأرض وقليلا ما تكون الساق مفردة وإذا وجدت فإنها لا تصل إلى أقطار كبيرة كما في الأشجار. وتأتي الشجيرات في المرتبة التالية بعد الأشجار في استخداماتها لأغراض التنسيق المختلفة. وتزرع الشجيرات في الحدائق للاستفادة من جمال أزهارها وأوراقها أو لطبيعة نموها المنتظمة.
وتستخدم الشجيرات في العديد من الأغراض أهمها:
1- تستخدم الشجيرات في الحدائق صغيرة المساحة والحدائق المنزلية كبديل عن الأشجار التي لا تتناسب أحجامها الكبيرة مع صغر مساحة الحديقة.
2- معظم الشجيرات ذات مواسم أزهار مختلفة وذات ألوان متعددة، ولذا فان زراعتها في الحدائق تعطى استمرارية للأزهار في الحديقة خصوصا في فترات غياب الحوليات والعشبيات المزهرة.
3- تتحمل الشجيرات كثيرا من الظروف المعاكسة مثل الجفاف وقلة الرعاية، ولذا فإنها تستخدم في الحدائق العامة والحدائق المنزلية بكثرة، كما يمكن زراعة بعضها في الأراضي الرملية والبعض الآخر في الأراضي الملحية.
4- يمكن استخدام الشجيرات لعزل أجزاء من الحديقة عن بعضها البعض خصوصا تلك التي يمكن قصها وتشكيلها كأسيجة.
5- تستخدم الشجيرات بنجاح للربط وإيجاد تدرج بين الأشجار في نهاية الحديقة وبين النباتات العشبية في دوائر الأزهار.
6- تتميز بعض الشجيرات بجمال أوراقها، سواء من حيث الشكل أو تعدد الألوان، مما يعطي فرصة كبيرة لإضفاء الجمال على الحدائق والجاذبية في التنسيق.
طبيعة نمو الشجيرات
تختلف طبيعة نمو الشجيرات بشكل كبير بما يتيح مجالا أكبر للاختيار عند تصميم وتنسيق الحدائق، ويبدو ذلك جليا من المجموعات التالية.
1- شجيرات شبه كروية الشكل:
وهذه شجيرات إما أن تكون قابلة للقص والتشكيل، وبالتالي عمل نماذج كروية منها بسهولة مثل الدورانتا والسوريا وغيرها ، وإما أن تكون شجيرات بطبيعتها منتظمة الشكل أو قريبة من ذلك إلى حد كبير مثل ال Barleria crestata أو الهبسكس أو التيكوما ، حيث تعطي تفريعات جانبية تتساوى تقريبا مع ارتفاعها فيكون الشكل شبه كروي.
2- شجيرات مخروطية :
وهي ذات نمو طبيعي مخروطي، حيث تكون التفريعات السفلية طويلة وتقصر التفريعات كلما اتجهنا إلى أعلى الشجيرة كما في التويا وهي مستديمة الخضرة.
3- شجيرات منخفضة مدادة :
وهي شجيرات ضعيفة النمو قصيرة، حيث تتهدل أفرعها جانبيا لتصل إلى قرب سطح الأرض، وتتميز هذه الأفرع بأنها غضة وتنمو من سطح التربة كما في شجيرات ال Russelia Juncea وتحمل أزهارا حمراء قرمزية صغيرة الحجم ويمكن إكثارها بالسرطانات.
4- شجيرات مرتفعة:
وهذه الشجيرات مرتفعة نسبيا، ولكنها تقل كثيرا عن ارتفاع الأشجار، وهذه الشجيرات إما أن تكون ذات ساق قائمة رئيسية كما في فرشة الزجاج .Callistenon sp وهي ذات نورات متعددة الألوان، وكما في ودن الفيل Wigandia caracasana وهي ذات حجم كبير وأوراق كبيرة أزهارا زرقاء.
وقد تكون الشجيرات مرتفعة متعددة السيقان، حيث تنمو عدة سيقان من تحت سطح التربة، أو تتفرع الساق الأصلية إلى عدة سيقان بالقرب من سطح التربة مثل الدفلة Nerium oleander وشجيرات بنت القنصل Euphorbia pulcherrima.
تكاثر الشجيرات:
تتكاثر معظم الشجيرات بالعقلة كما في الدورانتا واللانتانا والهبسكس والدفلة وبنت القنصل والادها تودا وغيرها، وتزرع العقل في فبراير ومارس، أو تتكاثر بالبذور مثل التويا والباركنسونيا والويجاندیا والجنستا والأكاسيا سالیجنا. وتتم زراعة البذور كما جاء في الأشجار اعتبارا من مارس وحتى شهر سبتمبر ويفضل التبكير في الزراعة. وتتكاثر بعض الشجيرات بسهولة بالسرطانات، وهي نموات تخرج من تحت سطح التربة ويتم فصلها بجزء من الجذور، بالإضافة إلى النموات الخضرية ومثال ذلك شجيرات الا Russelia Junced والأراليا .
إعداد التربة وزراعة الشجيرات
تتشابه الشجيرات كثيرا في إعداد وتجهيز التربة وزراعتها مع الأشجار إلا أن حجم الجور يقل ليصبح ۵۰ × ۵۰ × ۵۰ سم، وقد تزيد هذه الجور المكعبة ليصبح بعدها 75 سم تبعا لحجم وعمر الشتلات.
ويراعى عند اختيار أماكن زراعة الشجيرات ملاءمة التربة والموقع لضمان نجاحها ، وإن كان هناك من الشجيرات ما يتحمل بعض الظروف المعاكسة، فمثلا تتحمل شجيرات ال Atriplex ملوحة التربة كما تتحمل شجيراتParkinsonia aculeata القلوية في حين تتحمل شجيرات ال Euonymus atropupureus التربة الغدقة ، وتحتاج غالبية الشجيرات إلى تربة جيدة الصرف.
كما أن بعض الشجيرات يمكن اختيار موقع زراعتها بالحديقة في الظل دون خوف عليها كما في شجيرات الأراليا Aralia والكروتون Codiaeum والبتسبورم وغيرها. وبعد تجهيز الجر تزرع الشتلات بعمر لا يقل عن ۱-۲ عام وتتم الزراعة بمستوى أعمق قليلا مما كانت عليه في المشتل، وقد يتطلب الأمر وضع دعامات إلى جوار الشتلات ثم الردم بتربة ناعمة والري الجيد.
موعد زراعة الشجيرات :
لا يختلف عنه في الأشجار حيث تنقل وتزرع شتلات الشجيرات متساقطة الأوراق ملش ، وذلك قبل بدء نمو البراعم مباشرة؛ أي في فبراير. ويراعى تقليم المجموع الخضري قبل الزراعة لإحداث توازن مع الجذور وتنقل شتلات الشجيرات مستديمة الخضرة بصلايا وذلك في الربيع ، ولا توجد هنا حاجة كبيرة لإجراء تقليم. وإذا كانت شتلات الشجيرات نامية في أصص أو أكياس أو أي أوان أخرى يتم نقلها في أي وقت من العام مع تجنب الفترات شديدة الحرارة أو البرودة.
تقليم الشجيرات:
يجرى تقليم الشجيرات قبل بدء نمو البراعم وذلك في فبراير، ولا يعني ذلك توقف التقليم خلال موسم النمو حيث يجب أن تستمر عملية إزالة الأفرع المتداخلة أو المصابة أو الخارجة عن الاتجاه المطلوب أولا بأول. ويراعى كما في حالة الأشجار تأجيل تقليم الشجيرات المزهرة إلى ما بعد انتهاء فترة الإزهار.
وتجرى عملية تقليم الشجيرات بصفة عامة لتحقيق الأهداف التالية:
1- تقليل حجم الشجيرات القوية.
2- إنتاج أفرع حديثة قادرة على حمل الأزهار.
3- إزالة الأفرع الجافة والمصابة والمكسورة والمتداخلة خاصة في الشجيرات ذات طبيعة النمو الكروية للمحافظة على تهويتها من الداخل وعلى الشكل الكروي.
4- في حالة الشجيرات وحيدة الساق تزال السرطانات والأفرع الجانبية المتزاحمة.
5- في حالة الشجيرات عديدة السيقان تزال السيقان المتخشبة كل عام لتحل محلها أخرى حديثة.
تجديد الشجيرات:
مع تقدم عمر الشجيرات تتخشب سيقانها وأفرعها وتقل قدرتها على الإزهار، وبالتالي تقل قيمتها الجمالية في التنسيق، ويساعد على الوصول إلى هذه الحالة عدم إجراء التقليم لفترة طويلة. ولإعادة الشجيرات إلى حالتها الطبيعية والاستفادة من مجموعها الجذري القوي (بدلا من اقتلاعها وزراعة شتلات حديثة)، تجرى لها عملية تجديد باتباع الخطوات التالية:
1- إزالة الأفرع المتخشبة والإبقاء على 3-4 أفرع حديثة النمو فقط على أن تكون موزعة بانتظام.
2- تقليم الأفرع بحيث لا يتجاوز ارتفاعها ۵۰ –۱۰۰ سم تبعا لنوع وقوة الشجيرة.
3- تتم مقاومة أي إصابات حشرية أو مرضية على الشجيرة.
4- يجرى تسميد عضوي حول الشجيرات مع خلطه جيدا بالتربة ثم الري الغزير، وقد يستخدم التسميد الكيماوي المتكامل خصوصا في حالة نقص الأسمدة العضوية، وذلك لتشجيع النموات الجديدة.
رعاية الشجيرات:
تستمر العناية بالشجيرات بانتظام على مدار العام سواء بالنسبة للري أو التسميد أو إزالة الحشائش أو مقاومة أي آفات حشرية أو إصابات مرضية، خصوصا وأن هناك أنواعا من الشجيرات قابلة للإصابة بسهولة مثل الدورانتا التي تصاب بالمن بشدة كذلك الهبسكس الذي يتعرض للبق الدقيقي.
مقال
الشجيرات Shrubs
إعداد
د/ نادر أحمد الشنهورى
باحث أول – معهد بحوث البساتين
مركز البحوث الزراعية
شاهد..