الشتل الآلي لمحصول الأرز واحد من الإجراءات الفاعلة، لتعظيم القيمة المضافة، والحفاظ على منظومة الأمن الغذائي القومي، ضمن حزمة الاهداف التي عززت ودعمت جهود المعاهد والمراكز البحثية، لتحسين السلالات ومضاعفة معدلات الإنتاجية.
المرحلة النهائية لإعداد الشتلات قبل زراعتها
أوضح الدكتور حمادة عادل مرجان أن الخطوة الأخيرة في تجهيز الشتلات تتمثل في تغطية البذور بطبقة خفيفة من التربة، مشيرًا إلى أن هذه التغطية تهدف إلى تسهيل عملية الإنبات دون إعاقة نمو البذور.
وأكدً خلال حلوله ضيفًا على برنامج «نهار جديد»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية أن الصواني المجهزة يتم نقلها عبر سير ناقل إلى مكان واسع، حيث تُرص فوق بعضها بارتفاع يصل إلى متر أو ما يعادل ثلاثين صينية.
وأضاف أن نهاية اليوم التشغيلي تشهد تغطية الصواني بالكامل بمشمع في مرحلة حاسمة تُعرف بـ”مرحلة التحضين”، مدللًا على أهمية هذه المرحلة في رفع درجة حرارة البذور، مما يقلل من فترة بقاء الشتلات في المشتل بنحو عشرة أيام، موضحًا أن هذه الميزة تساهم في تسريع دورة الزراعة.
إعداد المشتل لاستقبال الشتلات
أشار الدكتور حمادة عادل مرجان إلى أن تجهيز المشتل لاستقبال الصواني يعد خطوة ضرورية لضمان نجاح عملية الشتلي، موضحًا أن التربة يتم حرثها وتسويتها باستخدام تقنية الليزر، مما يمنع وجود أي ارتفاعات أو انخفاضات قد تؤثر على توزيع المياه.
وشدد على تقسيم المشتل إلى أحواض صغيرة وفق مسافات مدروسة لتسهيل عملية الري والصرف، مضيفًا أن الشتلات تظل تحت المتابعة الدقيقة حتى تصل إلى الطول المناسب، والذي يتراوح بين 15 إلى 17 سم، مدللًا على أهمية هذه المرحلة في ضمان جودة الشتلات قبل نقلها إلى الحقول.
نقل الشتلات إلى الحقول وبدء الزراعة
كشف الدكتور حمادة عادل مرجان أن نقل الشتلات إلى الحقول يتم عبر عربات مخصصة للحفاظ على سلامتها، موضحًا أن فريقًا فنيًا متخصصًا يتولى الإشراف على عملية الشتل، مشيرًا إلى أن ضبط المسافات بين الشتلات يعتمد على الصنف المزروع، مما يضمن تحقيق أفضل توزيع للنباتات في الحقل، مضيفًا أن هذه الدقة تؤدي إلى تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر، مفسرًا ذلك بأن الزراعة المنتظمة تعزز من امتصاص العناصر الغذائية والمياه بشكل متوازن.
رؤية مصر 2030 والتوجه نحو التصنيع المحلي
أكد الدكتور محمود هشام عكاشة أن معهد بحوث الهندسة الزراعية يعمل وفق توجيهات القيادة السياسية ورؤية مصر 2030، موضحًا أن الوزارة تسعى إلى توطين التصنيع المحلي للآلات الزراعية.
وأشار إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، مضيفًا أن المعهد وقع بروتوكولات تعاون مع مصانع الإنتاج الحربي وبعض المنظمات الدولية المتخصصة مثل “جايكا” و”إيكاردا”.
ودلل على نجاح هذه الجهود بتصنيع الآلات الزراعية محليًا بنسبة 100%، موضحًا أن هذه المعدات تم اختبارها ميدانيًا مع المزارعين وأثبتت كفاءتها.
مواجهة تحديات تفتيت الحيازات الزراعية
تطرق «عكاشة» إلى مشكلة تفتيت الحيازات الزراعية في مصر، موضحًا أن 75% من إجمالي المساحات الزراعية تُصنف كمزارع صغيرة أو متناهية الصغر، مشيرًا إلى أن معهد بحوث الهندسة الزراعية بالتعاون مع منظمة “إيكاردا” أجرى دراسة لتحديد أبرز التحديات التي تواجه أصحاب هذه الحيازات.
وأضاف أن الدراسة كشفت عن حاجة ملحة لتصنيع آلات زراعية تتناسب مع المساحات الصغيرة، مبرهنًا على ذلك بأن المزارعين يعانون من صعوبة استخدام المعدات التقليدية في أراضيهم، مما دفع المعهد للعمل على تطوير حلول تقنية تناسبهم.
تحويل مركز ميكنة الأرز إلى مركز تميز دولي
أعرب الدكتور محمود هشام عكاشة مدير مركز ميكنة الارز عن سعي معهد بحوث الهندسة الزراعية لتحويل المركز إلى مركز تميز دولي معتمد، موضحًا أن ذلك يتماشى مع استراتيجية التوسع في استخدام تقنية الشتلي الآلي.
وأشار إلى أن هذه التقنية تتيح زيادة المساحات المزروعة بالأرز، مما يعزز الإنتاجية ويحقق الاستدامة، مضيفًا أن المركز يواصل جهوده في تشجيع المزارعين على تبني هذه التقنية، مدللًا على تفوقها مقارنة بالطرق التقليدية لزراعة الأرز.
مزايا تقنية الشتل الآلي على المستوى القومي
سلط الدكتور حمادة عادل مرجان الضوء على الفوائد القومية لاستخدام تقنية الشتل الآلي، موضحًا أن أبرزها هو ترشيد استهلاك المياه، مشيرًا إلى أن هذه التقنية تقلل المساحة المطلوبة للمشتل، حيث يحتاج الفدان المزروع بالشتل الآلي إلى مشتل لا يتجاوز 20 مترًا مربعًا.
وأوضح أن المشتل التقليدي قد يمتد إلى 200-300 متر مربع، مضيفًا أن هذه الميزة تؤدي إلى توفير كميات كبيرة من المياه، مدللًا على ذلك بأنه في حالة زراعة مليون فدان، فإن تطبيق تقنية الشتل الآلي على 700 ألف فدان منها قد يحقق وفرًا مائيًا هائلًا.
تأثير عمر الشتلات على استهلاك المياه
فسر الدكتور «عكاشة» أن تقنية الشتل الآلي تساهم أيضًا في تقليل استهلاك المياه من خلال تقليص عمر الشتلات في المشتل، موضحًا أن فترة التحضين تسرع نمو الشتلات، مما يقلل مدة بقائها في المشتل إلى 17-20 يومًا.
وأشار إلى أن المشتل التقليدي يتطلب فترة أطول قد تصل إلى 35 يومًا، مضيفًا أن تقليل هذه المدة يؤدي إلى خفض الاحتياجات المائية، مبرهنًا على أن هذه الفائدة تجعل الشتل الآلي خيارًا مثاليًا لمواجهة تحديات ندرة المياه.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
الآلات الزراعية وقواعد الشتل الآلي للأرز
شاهد أيضًا..
موضوعات ذات صلة..
ثاقبات ساق الأرز.. الأراضي المعرضة للإصابة وسبل المكافحة المثلى
مكافحة لفحة الأرز والإجراءات الموصى بها لمزارعي صنفي “سخا 101 و104”
إقرأ أيضًا..
لمزارعي محصول المانجو.. 6 معاملات فنية للوصول لأفضل معدل تحجيم للثمار
اشتراطات وقواعد تسميد الموالح بالعناصر الصغرى وفوائد إضافة “الهيوميك واليوريا”
أسباب ظاهرة التشوه الزهري في المانجو وطرق التغلب عليها