الشبورة والصقيع وغيرها من الظواهر الجوية التي غالبًا ما تظهر خلال فصل الشتاء، ينتج عنها العديد منن التداعيات على كافة الكائنات، وفي مقدمتها النباتات والأسطح الخضراء، ما يؤدي لهلاك بعض المحاصيل الزراعية، وقلة إنتاج نسبة كبيرة منها، ما يستدعي القيام بعدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، حال التأكد من ظهورها عبر النشرات الجوية، وأخبار أحوال الطقس.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كرم الدسوقي، مدير عام الإدارة العامة للخضر بوزارة الزراعة، عن ملف الصقيع والشبورة، والأضرار الناجمة عنهما على محاصيل الخضر والفاكهة، والإجراءات الواجب اتخاذها للتغلب على مثل هذه الظروف الجوية.
في البداية تحدث الدكتور كرم الدسوقي عن معنى الشبورة، موضحًا أنها عبارة عن سحب محملة بكمية كبية من بخار الماء، مؤكدًا أن انخفاض درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي، يؤدي لنزول هذه السُحب إلى مستويات منخفضة من سطح الأرض، ما ينتج عنه العديد من الأضرار وبالأخص بالنسبة للنباتات.
أضرار الشبورة على المحاصيل الزراعية
تناول الدكتور كرم الدسوقي الأضرار الناجمة عن انخفاض السحب المُحملة ببخار الماء، والتي تظهر غالبًا في حالات الصقيع وانخفاض الحرارة، مؤكدًا أنها تتكثف على أوراق المجموع الخضري للنباتات، ما يؤدي لتنشيط كافة الآفات والفطريات والبكتيريا، والتي تُعد جميعها من أهم المُسببات المرضية الضارة بكافة الثمار والمحاصيل الزراعية.
أبرز الأمراض الناتجة عن الشبورة
لفت الدكتور كرم الدسوقي إلى أن تكثف المياه على أوراق المجموع الخضري للنباتات، والذي يؤدي بدوره لتنشيط كافة المُسببات المرضية الضارة بالمحاصيل الزراعية، والتي تتجلى على هيئة مجموعة من الأمراض الخطيرة، وأبرزها العفن الرمادي لثمار الفراولة، والتبقع البني على الفول السوداني، والندوة المتأخرة في البطاطس، التبقع السلفسكوري للبنجر، والتبقع البني لأوراق الطماطم.
أهم الإجراءات الواجب اتباعها لمقاومة الشبورة
دعا الدسوقي كافة المُزارعين لمتابعة نشرات الأخبار الجوية، للتعرف على أحوال الطقس، بما يتيح سرعة التصرف لمواجهة أي ضرر مُحتمل على النبات مثل الشبورة والصقيع، عن طريق حزمة من الإجراءات الوقائية العاجلة.
وأكد أن أولى خطوات العلاج تتمثل في إعطاء جرعة قليلة من مياه الري “على الحامي”، وفي فترات متقطعة لتلافي الآثار السلبية الناجمة عن الشبورة والصقيع، والتعامل معها بآليات علمية تحول دون الإضرار بالنباتات.
كيفية التعامل مع غلق ثغور النباتات خلال الصقيع
أوضح مدير عام الإدارة العامة للخضر بوزارة الزراعة، أن التعامل مع المحاصيل في فصل الشتاء يتطلب أن يكون المُزارع على وعي كامل بفسيولوجية النبات، حتى يتسنى له اتخاذ التدابير والوسائل الصحيحة، دون الإضرار به أو تقليل الإنتاج النهائي.
أكد أن الصقيع وما يواكبه من انخفاض حاد في درجات الحرارة يؤدي إلى قيام النبات بإغلاق كافة المسام والثغور، ما يحول دون امتصاصه للمياه من التربة، وهو الأمر الذي يتوجب معه اللجوء لجرعة تنشيطية، مكونة من 1 كجم فولفيك أسيد، ويتم توزيعه على النباتات عن طريق الحقن أو عن طريق مياه الري، وبالنسبة لجذور تتم إضافى سيليكات الماغنسيوم أو البوتاسيوم، بالتبادل مع عنصر الكالسيوم، مع الاهتمام بعناصر التسميد الفسفوري لتنشيط المجموع الجذري.
لا يفوتك.. تعرف على مراحل الكشف عن متبقيات المبيدات بالمحاصيل الزراعية
احذر هذه المعاملات لأشجار الفاكهة خلال نزول الشبورة
حذر الدكتور كرم الدسوقي من تقليم أشجار الفاكهة في الظروف المناخية التي تنشط فيها الشبورة، مؤكدًا أن القيام بهذه المعاملة يؤدي عادة لانتشار الجروح على جذوع النباتات، والتي تتفاعل مع المياه المُتكثفة على الأوراق، ما يُسهل من مهمة المُسببات المرضية، في الهجوم وإصابة نسبة كبيرة المجموع الخضري لهذه المحاصيل بالجفاف أو موته كاملًا.
عزيزي المُزارع عليك باتخاذ هذا الإجراء حال ظهور الشبورة
ووجه الدسوقي المُزارعين الذين يلجأون إلى استراتيجية “التصويم” مع بعض المحاصيل مثل “الجوافة” و “المانجا”، إلى القيام بجرعة ري تنشيطية “على الحامي”، لتقليل الآثار السلبية الناتجة عن الشبورة والصقيع، والتي قد تؤدي لضياع كامل الثمار وإصابتها بالعديد من الأمراض.
إقرأ أيضًا: