الشابو أحد أنواع المُخدرات المُستحدثة.. آفة العصر وحاصدة أرواح الشباب، ومعول هدم الأمم والشعوب العربية، التي يتوجب على الجميع القيام بدوره تجاه مكافحتها، والحد من تداولها وانتشارها – قانونيًا واجتماعيًا وتوعويًا – وهو الأمر الذي يحتاج لتضافر الجهود، واضطلاع كافة المؤسسات لأدوارها المُجتمعية، بدءًا من الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة، وانتهاءًا بكافة الجهات المعنية، لتشريع قوانين رادعة، لكل من تُسول له نفسه الترويج لمثل هذه السموم.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج “كونسلتو”، تحدث الدكتور نبيل عبد المقصود – أستاذ السموم بالمعهد القومي للسموم – عن ملف المخدرات المستحدثة باستفاضة، لبيان خطورتها على الصحة العامة، وآثارها المدمرة على المجتمعات والشباب.
الشابو.. مُعدلات التعاطي والإدمان
في البداية سلط الدكتور نبيل عبد المقصود الضوء على مُعدلات التعاطي، التي أظهرتها أخر الإحصاءات الرسمية، المُعلنة من قِبل صندوق مُكافحة الإدمان، والتي وصلت إلى 20%، موضحًا أن نسبة الإدمان تتراوح ما بين 3 إلى 4%.
الفارق بين التعاطي والإدمان
فرق “عبد المقصود” بين التعاطي والإدمان، بشكل تفصيلي، موضحًا أن المقصود بالتعاطي هو تناول الشخص لبعض المواد المُخدرة – أيًا كان نوعها – على فترات مُتباعدة مُتقطعة دون مواظبة، فيما يُعبر مصطلح الإدمان عن اعتياد الشخص على تعاطي المواد المُخدرة لعدة مرات يوميًا، لتُصبح بمثابة السلوك اليومي الطبيعي المُعتاد، ما يجعل أي محاولة للتوقف عنه بشكل مُفاجىء تُسفر عن ظهور عدد من التداعيات والتغيرات السلوكية والانفعالية الحادة، فيما يُعرف بـ”الأعراض الانسحابية”.
الشابو.. أحدث الأسلحة الموجهة لـ”ضرب المُجتمعات العربية”
لفت أستاذ السموم إلى خطورة ما يُعرف بـ”المخدرات المستحدثة”، ضاربًا المثل بمادة “metamfetamin” المُعروفة بعدة مُسميات أشهرها “الشابو، الآيس، الكريستال”، لما لها من آثار مُدمرة على الجهاز العصبي للمُتعاطي أو الشخص المُدمن.
موضوعات قد تهمك:
الغاب والحلفا.. صلاحيتها كـ”علف” وأهم الخطوات الواجب اتباعها قبل الاستخدام
مخاطر تعاطي وإدمان الشابو
قدم الدكتور نبيل عبد المقصود توصيفًا لبعض الأعراض الناتجة عن إدمان المُخدرات المُستحدثة مثل الشابو، والتي أوجزها في النقاط التالية:
1. تؤدي لإمداد الجسم بطاقة هائلة لا يتحملها جسد الشخص المُدمن نظرًا لعدم اعتياده عليها
2. يفتقد الشخص المتعاطي أو المُدمن للسيطرة على هذه القوة المُفرطة التي تظهر عليه
3. فقدان القدرة على الإدراك السليم
4. عدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة أو المنطقية
5. عدم السيطرة على هذه الطاقة المُفرطة تؤدي لمحاولة الشخص للتنفيس عنها إما عن طريق الإضرار بنفسه أو إلحاق الأذى بالغير
إقرأ أيضًا:
بدائل العلف البروتيني.. شروط استخدام كسر “المكرونة والبسكويت وعروش البنجر”
الشابو.. “كلمة سر” الجرائم المروعة وغير الأخلاقية
أوضح “عبد المقصود” أن أغلب الجرائم غير التقليدية التي هزت المُجتمع في الفترة الأخيرة، تُظهر نتائج تحليل دماء المُتهمين فيها عن وجود مادة “metamfetamin” المعروفة تُجاريًا باسم “الشابو”، كأحد أخطر المُخدرات المُستحدثة التي تم التوصل إليها في العقد الأخير.
شاهد:
الأمراض الفسيولوجية التي تُهدد المحاصيل الزراعية
“عبدالمقصود”: تصنيع الشابو في أوكار “بئر السلم” كارثة بكل المقاييس
كشف أستاذ السموم عن مدى خطورة الشابو بوصفه أحد المُخدرات المُستحدثة، موضحًا أنه الكارثة الأكبر تكمن في زيادة مُعدلات تصنيعه محليًا في أوكار “بئر السلم”، والتي يعتمد فيها هؤلاء الخارجون على القانون، على دمج بعض الإضافات مثل “الأسيتون، الكُلة، المبيدات الحشرية” إلى نسبة ضئيلة من المادة الفعالة “metamfetamin”، ما يرفع من حجم الأضرار الصحية الواقعة على المُدمن أو المُتعاطي إلى أربع أضعاف.
مُقارنة رقمية بين الشابو والكوكايين
عقد “عبد المقصود” مُقاربة رقمية لتوضيح الفوارق الصحية التي تفصل ما بين بعض أنواع المُخدرات المُستحدثة مثل الشابو مُقارنة ببعض الأنواع الكلاسيكية التقليدية، مُوضحًا أن 1 جرام من “metamfetamin” تحتاج ما بين 10 إلى 12 شخصًا لتعاطيها، نظرًا لشدة وقوة تأثيرها على الجهاز العصبي للإنسان، فيما يُمكن لشخص واحد فقط تعاطي نفس الكمية من “الكوكايين”، ما يوضح مدى خطورة هذه المواد على الإنسان والمجتمع.