السيلفر كارب واحدة من الأنواع التي يُمكن للمُزارعين الاعتماد عليها في تجارب الاستزراع السمكي، نظرًا لمُميزاتها الهائلة، وفوائدها المُتنوعة التي تعود عليه بعدة مكاسب، ناهيك عن قدراتها التسويقية التي تُتيح تحقيق مُعدلات ربحية مُرضية في نهاية الموسم، وهو المسألة التي تحتاج لمزيد من الشرح والتوضيح، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين في هذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين – أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث – ملف الاستزراع السمكي بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على الأنواع والأصناف عالية المُقاومة ضد الملوحة والتغيرات المُناخية.
مخاطر “البوص” على تجارب الاستزراع السمكي
في البداية تحدث الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين عن أهم الشروط الواجب توافرها لنجاح تجربة الاستزراع السمكي، وفي مُقدمتها طبيعة وتركيب الأحواض، مُشددًا على مدى أهمية تطهير الأحواض المُستخدمة لتنفيذ هذه التجربة، ومُحذرًا من خطورة الاعتماد على الأماكن التي ينتشر فيها “البوص”.
وأوضح أن انتشار “البوص” يؤدي لـ”تعطن” أرضية الحوض، وهي واحدة من الإشكاليات التي تؤثر بالسلب على مدى كفاءة وإنتاجية الأسماك في نهاية الموسم، ما يُحتم ضرورة التخلص منها، وتطهير كامل الحوض، قبل بدء المشروع بفترة كافية.
استثناء وحيد
أشار “نور الدين” إلى أن الاستثناء الوحيد الذي يُتيح عدم إزالة البوص بشكل كامل من الأحواض المُستخدمة في تجارب الاستزراع السمكي، هو رغبة المُربي في “تبييت الأسماك” – بمعنى خروج الإنتاج بعد أربعة أشهر – وهو الأمر غير المُتاح في الظروف العادية.
ولفت إلى أنه يُمكن الاستفادة من البوص في بعض الحالات، نظرًا لاعتماد الأسماك عليها في بناء أعشاشها، للهروب من التأثيرات الحادة الناجمة عن التغيرات المناخية، وهو الأمر الذي يُمكن قبوله وفي المُحافظات الساحلية فقط، ومع الأحواض السمكية ذات المساحات الشاسعة.
الاستزراع السمكي ودرجات الملوحة المسموحة
أكد أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث على أن ضرورة إتمام تجربة الاستزراع السمكي وفقًا للتوصيات الفنية التي تتناسب مع نوع السمكة التي سيتم اختيارها، نظرًا لطبيعة بعضها التي تفضل المياه العذبة مثل السيلفر كارب والمبروكة، فيما يُمكن لبعض الأنواع التأقلم مع المياه مُرتفعة المُلوحة مثل البلطي الأحمر.
اشتراطات تربية أسماك السيلفر كارب والمبروكة
نصح “نور الدين” بعد اللجوء لسمكتي السيلفر كارب والمبروكة في المياه ذات مستويات المُلوحة المُرتفعة، مُوضحًا أن هذين النوعين يُفضلان المياه العذبة، ما يجعل استزراعهما في المياه المالحة، مُغامرة غير مأمونة العواقب، يترتب عليها عدم تحقيق أي زيادة في مُعدلات نموها، ما يُضعف من قدراتها التسويقية في نهاية الموسم.
السيلفر كارب.. سلاح طبيعي للتخلص من البوص
سلط أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث الضوء على فوائد سمكة السيلفر كارب في تنقية الأحواض السمكية، مؤكدًا أنها تملك قدرات هائلة تُتيح لها التغذي على “البوص”، والاعتماد عليه كأحد مصادرها الغذائية الأساسية، خلال فترة حضانتها وتربيتها.
وكشف “نور الدين” عن إمكانية الاستعانة بـ”البوص” الذي يتم حشه أثناء تطهير الأحواض، المُستخدمة في مشروعات الاستزراع السمكي، على أن يتم تقديم هذا المُخلف إلى أسماك السيلفر كارب كغذاء طبيعي آمن يُمكن الاعتماد عليه.
سمكة السيلفر كارب وفوائد البرسيم الحجازي
قدم الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين واحدة من النصائح الجديدة، التي يُمكن للمُزارعين الاستفادة منها، في تحقيق أقصى نجاح مُمكن لمشروعات الاستزراع السمكي الخاصة بفصيلة السيلفر كارب، مُشيرًا إلى إمكانية الاستعانة بـ”البرسيم الحجازي” كمكون غذائي عالي الجودة، سواء تم تقديمه كنبات أخضر “محشوش” أو تقديمه كمسحوق مطحون.
وأوضح أن تجربة الاستعانة بـ”البرسيم الحجازي” مع سمكة السيلفر كارب، أتت بنتائج مُبهرة على صعيد حجم الإنتاجية ومُعدلات تحويل اللحم، نظرًا لاحتواء هذا النبات على نسبة عالية من البروتين النباتي، تتجاوز حدود الـ25%، ما يكون له بالغ الأثر على طعم ولون ورائحة المُنتج النهائي، وهو الأمر الذي يُعزز قدراته التسويقية بشكل إيجابي.
موضوعات قد تهمك
حشائش العليق.. طرق المكافحة وأفضل المبيدات الموصى بها للتخلص منها
محصول الفراولة.. درجات الحرارة المثلى وخسائر تبكير وتأخير الزراعة
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. “عقم الأزهار” و”حجم الإنتاجية” وعلاقتهما بتوقيت الزراعة
الفول البلدي.. مواقيت الزراعة “قبلي وبحري” ومخاطر التبكير وأبرز 9 توصيات فنية
لا يفوتك