الفول البلدي والالتزام بالسياسة الصنفية المُعتمدة، واحدة من أهم المعايير التي تتحكم إلى حد بعيد في نجاح الموسم الزراعي من عدمه، ما يستدعي أن يكون المُزارع على درجة كبيرة من الوعي، قبل اختيار التقاوي التي سيقوم بزراعتها، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين بهذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عزام عبد الرازق عشري – أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة محصول الفول البلدي بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على السياسة الصنفية وأهم السلالات التي يتم الاعتماد عليها بكافة المحافظات المصرية.
السياسة الصنفية.. ركيزة نجاح زراعة محصول الفول البلدي
في البداية شدد الدكتور عزام عبد الرازق عشري على مدى أهمية الالتزام بـ”السياسة الصنفية” التي أقرتها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية المُتخصصة، والتي تتماشى مع طبيعة التربة والأحوال الجوية والظروف المناخية لكل منطقة جغرافية، موضحًا أن التقاوي والسلالات التي يتم طرحها عبر المنافذ الرسمية، خضعت لعشرات الدراسات والتجارب العملية، للوقوف على مستويات إنتاجيتها ومُقاومتها للأمراض الشائعة.
وأوضح أستاذ المحاصيل البقولية أن اتباع السياسة الصنفية يحمي المُزارعين من خسارة نسبة كبيرة من محصول الفول البلدي وحجم الحصاد المُتوقع، نظرًا لأنه يُراعى عند اختيار السلالات والتقاوي المُقررة لكل قطاع جغرافي، أن تكون على درجة عالية من المُقاومة ضد الإصابة بالآفات الزراعية وأشهرها المن.
ولفت إلى أن الهدف من اتباع السياسة الصنفية لا يتوقف عند حدود الإنتاجية ومعايير الجودة فقط، وإنما يمتد لاختيار الأصناف التي تتماشى مع طبيعة التربة وبخاصة تلك المُصابة ببعض الآفات الخطيرة مثل الهالوك، حيث يُراعي في مثل هذه الحالات ترشيح تقاوي تتغلب على هذا العرض، دون حدوث خسائر اقتصادية عند مرحلة الحصاد.
أفضل التقاوي المقاومة لـ”الهالوك”
حدد الدكتور عزام عبد الرازق عشري قائمة السلالات التي تم إدراجها ضمن السياسة الصنفية الخاصة لزراعة الفول البلدي في الأراضي المُصابة بـ”الهالوك”، مُشيرًا لوجود عدد من الأصناف ذات المُقاومة العالية ضدها، وفي مُقدمتها صنف “جيزة 843″، والذي يصلح للزراعة بمعظم أنحاء الجمهورية، ومتوفر بجميع منافذ الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، بالإضافة للمحطات البحثية والإدارات الزراعية.
السياسة الصنفية لمحافظات الوجه القبلي
أوصى “عشري” باستخدام سلالات بعينها، في الأراضي المُصابة بآفة الهالوك، وفقًا لـ”السياسة الصنفية” لمحصول الفول البلدي، التي تم إقرارها لهذا الغرض، وأهمها صنف “مصر 1″، والمعروف بارتفاع درجة مُقاومته لهذه الإصابة الخطيرة.
وحذر من الاعتماد على صنف “مصر 1″، ومحاولة تعميم التجربة الخاصة بزراعته في نطاق محافظات الوجه البحري، نظرًا لشدة حساسيته لانتقال عدوى الإصابة ببعض الأمراض وأشهرها “الأمراض الورقية”.
موضوعات قد تهمك
الفول البلدي.. مواقيت الزراعة “قبلي وبحري” ومخاطر التبكير وأبرز 9 توصيات فنية
الفول البلدي.. خطوات الزراعة بالأراضي الجديدة وتوصيات مُعاملات “العُقدين”
السياسة الصنفية لـ”الوجه البحري” وأفضل التقاوي المقاومة لـ”الأمراض الورقية”
نصح أستاذ المحاصيل البقولية باستخدام السلالات والتقاوي الواردة في السياسة الصنفية الخاصة بزراعة محصول الفول البلدي بمحافظات الوجه البحري، والتي تم إقرارها لارتفاع درجة مُقاومتها ضد الإصابة بـ”الأمراض الورقية”، وأهمها صنف “جيزة 716”.
وعدد مزايا صنف “جيزة 716″ موضحًا أنه يتميز بارتفاع حجم الإنتاجية، والتي تتخطى حدود الـ14 إردبًا للفدان، علاوة على كونه ضمن السلالات المشهورة بـ”النضج المُبكر”، ما يسمح بإمكانية تسويقها كـ”محصول أخضر”.
وفضل “عشري” الانتظار حتى نضج البذرة، وعدم التسرع في تسويقها كمحصول أخضر، لافتًا إلى إمكانية تحقيق مكاسب اقتصادية مُرضية، في ضوء أسعار التداول المُرتفعة لـ”الفول البلدي”، التي تسهل من مهمة المُزارعين في تصريف الإنتاج بشكل جيد.
وضمت السياسة الصنفية الخاصة بزراعة محصول الفول البلدي بمحافظات الوجه البحري عدة أصناف أخرى إلى جوار “جيزة 716″، وهي “سخا 1” و”سخا 4″، نظرًا لارتفاع درجة مُقاومتها للإصابة بالأمراض الورقية، التي تزداد حدتها بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في تلك المناطق.
السياسة الصنفية لـ”الأراضي الجديدة ونهايات الترع”
انتقل الدكتور عزام عبد الرازق عشري إلى قائمة أصناف الفول البلدي التي تم اعتمادها للزراعة بالأراضي الجديدة، موضحًا أن أصناف نوبارية “1، 2، 3، 4، 5″، تُعد أحد أهم التقاوي التي تتسم بارتفاع حجم إنتاجيتها، علاوة على شدة مُقاومتها لعوامل التعرية، وتحملها لقلة المُقننات المائية التي تصل إليها.
ورشح أستاذ المحاصيل البقولية هذه الأصناف بوصفها الحل الأكيد والأفضل لأراضي نهايات الترع، نظرًا لارتفاع درجة تحملها للعطش وانخفاض نسبة الحصص المائية التي تصل إليها، بالإضافة لمُقاومتها لشبح الإصابة بالأمراض الورقية.
إقرأ أيضًا
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
حشائش العليق.. طرق المكافحة وأفضل المبيدات الموصى بها للتخلص منها
لا يفوتك