السموم الفطرية المتواجدة ببعض مركبات الأعلاف، لها العديد من المخاطر على الصحة العامة، والأمر هنا لا يرتبط بالحيوانات والثروة الحيوانية فقط، وإنما تمتد أضراره وصولًا للإنسان، ما يستلزم اتخاذ العديد من الإجراءات الرقابية، لضبط السوق المصري، سواء كانت هذه المُدخلات قادمة عن طريق الاستيراد، أو يتم تداولها وتصنيعها محليًا، وهي المهمة التي تقع على عاتق بعض الجهات المُوكل إليها هذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على سامح عبد الهادي مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور ناصر شعبان علي، المدير الفني للمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، عن الدور المنوط بهذا الصرح العلمي الكبير، في سبيل الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، ومراقبة جودة مُدخلات ومُركبات الأعلاف المتداولة في الأسواق، سواء كانت محلية أو مستوردة، وإخضاعها لكافة إجراءات الفحص المُمكنة، قبل إعلان خلوها من السموم الفطرية، وصلاحيتها كمنتج آمن يمكن استخدامه.
السموم الفطرية وأضرارها على الصحة العامة
في البداية لفت الدكتور ناصر شعبان لمدى خطورة التهاون بملف السموم الفطرية، موضحًا أن أضراره لا تتوقف عند إصابة الحيوانات ببعض الأمراض، مؤكدًا أن الخسائر الاقتصادية والصحية يمتد نطاقها لما هو أبعد من تلك الحدود الضيقة التي ينظر لها البعض.
السموم الفطرية والخسائر الاقتصادية الناجمة عنها
وأوضح أن بعض الأمراض التي تُحدثها السموم الفطرية الموجودة ببعض مُركبات وإضافات الأعلاف، قد تؤدي لتدمير الثروة الحيوانية، نظرًا لسرعة تفشيها وانتقالها بين الحيوانات، ما يعني خسائر اقتصادية لا يمكن تحملها أو السماح بها، وهو الأمر الذي يلقى العناية والاهتمام من الجهات المعنية بالفحص وعلى رأسها المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، والحجر الزراعي، المنوط بهما فحص وتحليل كافة الشُحنات الواردة من الخارج، قبل السماح بتداولها داخل السوق المصري.
لا يفوتك.. الإرشادات الزراعية وطرق مكافحة أمراض الموالح
العلاقة بين السموم الفطرية وصحة الإنسان
وأكد الدكتور ناصر شعبان أن الأضرار الناجمة عن استخدام المركبات العلفية التي تحتوي على السموم الفطرية في تغذية الحيوانات، تتسبب في إصابة الحيوانات ببعض الأمراض، التي تنتقل بالتبعية من الحيوان إلى الإنسان، وتهدد الصحة العامة بعدد من الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي والأورام السرطانية.
الحداثة وكيفية مكافحة السموم الفطرية
انتقل الدكتور ناصر شعبان إلى النقطة الجوهرية في ملف السموم الفطرية، مؤكدًا على أهمية الدور الذي يقوم به المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، لضبط والرقابة على كل ما يتم تداوله في السوق المصري، علاوة على فحص وتحليل كافة الشحنات الخاصة بالأعلاف ومركباتها، والتي يتم استيرادها من الخارج، قبل إعلان خلوها من السموم الفطرية والمُسببات المرضية، أو رفضها وعدم السماح بدخولها إلى الأسواق.
وأوضح أن هناك تطوير دائم ومستمر للمعايير القياسية والاشتراطات الدولية، التي يرتكن إليها المركز في فحص جميع العينات والشحنات، سواء تلك التي يتم سحبها من الأسواق المحلية، أو التي تصل من الخارج عن طريق الاستيراد، للوقوف على أحدث الدراسات العلمية الخاصة بكافة المُسببات المرضية، ومدى إمكانية تفاعلها مع العوامل الجوية مُستقبلًا، للحفاظ على الصحة العامة للإنسان، ولحماية الثروة الحيوانية من أي ضرر أو خسائر.
وأكد أن هذه المراجعات الدورية تؤكد مفهوم الحداثة، ما يُعزز من قيمة الدور الرقابي الذي يقوم به المركز، ويضفي شيئًا من الاطمئنان والثقة على مصداقية أحكامه، وهو الأمر الذي يُفرد مساحة أكبر من الأمان للمواطنين، في التعامل مع السلع الغذائية المُتاحة دون خوف أو قلق.