السكر والتدخين والسمنة ثلاثة عوامل تُسهم إلى حد بعيد في تأخر عملية الإنجاب، وتعرقل آمال شريكي العُمر بتتويج ثمرة ارتباطهما بطفل صغير، وهذا التفسير لم يأتي اعتباطًا ولكنه نتيجة عدد من الأبحاث والدراسات العلمية، التي أثبتت صحة هذه الفرضية، ووضعت عدة معايير لتحسين الظروف المؤهلة لحدوث عملية الحمل والتلقيح بشكل سليم.
وفي برنامجه كونسلتو، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، ألقى الدكتور وليد البوشي، نائب مدير القصر العيني الفرنساوي – عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية والعربية لجراحة المسالك – الضوء على السكر والتدخين والسمنة بوصفها من أبرز الأسباب العامة لأزمة تأخر الإنجاب عند الرجال، وتناول هذا الملف الشائك بالشرح والتحليل العلمي، لتبيان أسبابه وكيفية تجاوز هذه المُشكلة والوصول إلى حلم الأبوة المنشود.
السكر.. وعلاقته بتأخر عملية الإنجاب لدى الرجال
في البداية تحدث الدكتور وليد البوشي عن السكر بوصفه أحد العوامل المؤثرة في تأخر عملية الإنجاب لدى الرجال، مؤكدًا أن على المُصابين بهذا المرض اتباع التوصيات الطبية بشكل سليم ومنتظم، للخروج من هذا المأزق والوصول إلى النتائج المأمولة، والحصول على لقب “أب”.
وأوضح أن مريض السكر حديث الزواج، أو الذي يرغب في تحقيق حلم الأبوة، عليه الالتزام بتعاطي الأدوية المُنظمة لمستوى السكر في الدم، بحيث لا تتجاوز نسبتها في الاختبار التراكمي حدود الـ7.
ولفت إلى أن البعض يتعامل مع هذه المسألة بإهمال شديد، دون دراية منهم بتبعات هذا الملف، على نجاح عملية الحمل والتلقيح، ما يؤدي لنتيجة حتمية ومؤكدة وهي تأخر الإنجاب.
ونبه البوشي إلى أن ارتفاع معدلات السكر عن مستوياته المسموحة، يؤثر بشكل كبير على حركة وتكوين وقدرة الحيوانات المنوية، ما يعوق قدرتها على تلقيح البويضات، ويؤخر عملية الحمل عن موعدها المتوقع.
التدخين.. وخدعة السيجارة الإلكترونية
أكد الدكتور وليد البوشي أن التدخين له علاقة مُباشرة بتأخر عملية الإنجاب، مُشيرًا إلى تأثيراته السلبية على معدل خصوبة الحيوانات المنوية الخاصة بالرجل، ومستوى قدرتها ومعدل حركتها المطلوب لحدوث عملية التلقيح بشكلها الطبيعي.
وكشف أستاذ جراحة المسالك عن الخطأ الشائع المُنتشر حاليًا، والذي يروج له تجار التدخين الإلكتروني، مؤكدًا أن الضرر الناتج عن كافة أشكال التدخين واحد، بسبب احتوائه على نسب من النيكوتين، ما يجعلها تؤثر بالسلب على قدرة الحيوانات المنوية ودرجة خصوبتها، ما يترتب عليه تأخر عملية الحمل كنتيجة نهائية.
موضوعات قد تهمك:
نواتج تقليم الرمان.. أفضل الطرق لإنتاج شتلات جديدة من مخلفات الأشجار
القطن العضوي.. أهداف استراتيجية ومكاسب اقتصادية هائلة للمزارعين
لا يفوتك.. مواجهة المبيدات المغشوشة ورصد المتبقيات بالأسواق
السمنة.. العدو الخفي لذكورة الرجل
شدد الدكتور وليد البوشي على الأثر السلبي الذي تُحدثه السمنة على قدرة طرفي العلاقة في التلقيح، ما يؤدي لنتيجة حتمية وواحدة، رغم أن تحاليل أغلب الحالات تؤكد قدرتهما على الإنجاب، ما يدعو للسؤال عن الأسباب الحقيقية التي تُعيق الوصول للحلم المنشود.
السمنة لدى الرجل وأسباب تأخر الإنجاب
أكد البوشي أن انتشار السمنة لدى الرجل، والتي تظهر بشكل كثيف حول منطقة العانة، تؤدي لعدد من المشاكل التي تُعيق حدوث عملية الإنجاب.
وأوضح أن وجود السمنة في الرجل يؤدي لارتفاع مستوى الهرمون الأُنثوي “الاستروجين”، ما يترتب عليه العديد من النتائج السلبية، التي تؤثر على قدرته في الجماع، والانتصاب، علاوة على تأثيرها المُباشر والمؤثر على حركة الحيوانات المنوية وسرعتها.
السمنة لدى الإناث والتفسير العلمي لعدم حدوث الحمل
وتناول مسألة السمنة في الإناث، مؤكدًا أن ارتفاعها معدلاتها يؤدي إلى انسداد قناة فالوب، بسبب تراكم الدهون على جانبيها، ما يعوق مرور ونفاذ الحيوانات المنوية إلى الداخل، بالإضافة لعرقلته لمرور البويضات “حال حدوث عملية التلقيح” إلى منطقة الرحم، ومن ثم تفشل عملية التبويض والحمل.
إقرأ أيضًا:
بعائد 21 ألف جنيه شهريًا.. “الغندور” ينصح شباب الخريجين بهذا المشروع
الزراعة على مصاطب.. وأبرز نتائجها الإيجابية على محصول القمح
قرون إناث الجاموس وعلوم الفلك.. وعلاقتها بزراعة القطن العضوي “حقائق مُذهلة”
دودة الحشد الجياشة.. أبرز علامات الإصابة وطرق المكافحة والعلاج