السكر واحد من أهم الحاصلات الاستراتيجية، التي تسعى الدولة لتحقيق القدر المأمول من الاكتفاء الذاتي، وتقليص الفاتورة الاستيرادية بالعملة الصعبة، من خلال تطبيق مشروع قومي، وحزمة من الإجراءات العملية، لمضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة والمأمولة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أيمن عش – مدير معهد المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
السكر
إجمالي الإنتاجية والمساحات المنزرعة
في البداية تحدث الدكتور أيمن عش عن حجم استهلاكنا السنوي، موضحًا أنه يتجاوز حدود الـ3.2 مليون طن، بالإضافة لزيادة سنوية تقدر بـ50 ألف طن، بما يتماشى مع الوتيرة المتسارعة لارتفاع حجم الطلب نتيجة الزيادة السكانية.
وبرر ارتفاع حجم الطلب بأنه نتيجة طبيعية لارتفاع معدلات الزيادة السكانية، بالإضافة لوجود جالية كبيرة من الدول العربية، والأشقاء الباحثين عن الأمن والأمان، بسبب النزاعات السياسية والحروب المندلعة داخل المنطقة.
الفجوة الإنتاجية والفاتورة الاستيرادية
قال “عش” إن الإنتاج والتصنيع يعتمد على محصولين رئيسيين:
- البنجر: المساحة المنزرعة 600 ألف فدان وإجمالي الإنتاجية 1.6 إلى 1.8 مليون طن
- القصب: المساحة المنزرعة 320 إلى 340 ألف فدان، تخصص إنتاجية 250 ألف فدان منها لصناعة السكر – 700 إلى 850 ألف طن سنويًا -، فيما توجه المساحة المتبقية لإنتاج التقاوي والعسل والعصائر الطازجة والمناسبات الدينية والأعياد.
ولفت مدير معهد المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية لوجود فجوة إنتاجية تتراوح بين 500 إلى 800 ألف طن، وهي الكمية التي يتم استيرادها من الخارج لتلبية احتياجاتنا، موضحًا أن هذا الملف توليه الدولة كامل اهتمامها، لإيجاد الحلول التي تعزز قدرتنا على سد هذا العجز.
وأكد “عش” أن إجمالي تكلفة الفاتورة الاستيرادية للسكر، والتي تتعدى حدود الـ700 دولارًا للطن، وتتراوح بين 350 إلى 560 مليون دولارًا، بما يعادل 11 إلى 17.5 مليار جنيهًا مصريًا، وهو رقم لا يمكن الاستهانة به، ويتوجب العمل على تقليصه لأقل حد ممكن.
عوائد التوسع الرأسي وملامح مشروع الزراعة الداخلية
أوضح “عش” أن السكر واحد من السلع الاستراتيجية التي تتحرك الدولة وأجهزتها المعنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي فيها، عبر برنامج علمي متخصص للتوسع الرأسي ومضاعفة حجم الإنتاجية من وحدة المساحة.
وكشف أن متوسط إنتاجية البنجر يتراوح بين 19 إلى 21 طن للفدان، فيما يصل القصب إلى 30 طن للفدان، وهي المسألة التي تعكف المراكز البحثية على إيجاد حلول مبتكرة لها.
وشدد على أهمية التوعية بضرورة الاستعانة بنظم الميكنة الزراعية والتكنولوجيا الحديثة، والتي تعزز جهودهم الساعية لمضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة للبنجر وصولًا لـ30 طن للفدان، والأمر عينه بالنسبة للقصب بما يسهم في تقليل الفجوة الإنتاجية للحد المطلوب.
وكشف مدير معهد المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية عن المشروع القومي لـ”الزراعة الداخلية” أو “mega factories”، الأول من نوعه على مستوى القارة الإفريقية والشرق الأوسط، والخاص بإنتاج الشتلات الكبيرة، وهي التقنية التي تم نقلها من أوروبا، بما يضعنا على الخريطة الإنتاجية على النحو المأمول.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
محصول بنجر السكر .. 6 توصيات فنية خلال شهر أكتوبر