أصبحنا فى الوقت الحاضر أكثر إهتمام وإدراك للوظائف الحيوية لجسم الانسان وعلاقتة بالتغذية السلمية المبنية على الدليل العلمى ولاشك ان الخضر والفاكهه والنباتات الطبية والعطرية أصبح لهم نصيب كبير بما تحتويه من مركبات كميائية ذات نشاط بيولوجى يمكن إستخدمها فى التغذية من أجل الوقاية أوالعلاج من بعض الأمراض التى تصيب الانسان والحيوان. ومن ضمن تلك المركبات الكميائية التى تتواجد فى النبات ، الستيرويدات النباتية والتى لها دور كبير فى الاستجابات الفسيولوجية في النباتات ، فقد وجد أنها تلعب دورًا حتميًا في التحصين من الإجهاد ضد الضغوط البيئة المختلفة على النباتات ، وعلى مدى عقد من الزمان أستحوذت الستيرويدات النباتية على الإهتمام بسبب أنشطتها البيولوجية المتنوعة. حيث أن الستيرويدات النباتية يشار إليها باسم استرات الستانول أو الستيرول وهي مجموعة من المركبات الطبيعية الموجودة في أغشية الخلايا النباتية ، وكما أنها مركبات دهنية مشتقة من النبات تمثل الجزء الأكبر من المادة غير القابلة للتصبن في الدهون النباتية وعادة ما يتم تحلل الشكل المرتبط في الأمعاء الدقيقة بواسطة إنزيمات البنكرياس، اعتمادًا على الاختلافات في البنية والوزن الجزيئي للستيرويدات النباتية.
أين تتواجد الستيرويدات النباتية ؟
تحتوي جميع أنواع النباتات على تركيبة الستيرويدات النباتية المميزة مع أكثر من 250 مركبًا تم التعرف عليها حتى الآن على الرغم من وجود السترويدات النباتية في جميع الأغذية النباتية بما في ذلك الزيوت والمكسرات والحبوب الكامله والخضروات ، على سبيل المثال محتوى الستيرويدات النباتية الكلية في بصيلات البصل والبصل الأخضر والثوم والكرفس والقرنبيط والكرنب والبروكلي واللفت والفلفل الحلو وأوراق الكزبرة كانت 7.4 ، 22 ، 11.2 ، 14.2 ، 42.8 ، 13.6 ، 40.9 ، 10.2 ، 3.2 ، 18.7 ملجم لكل 100 جم من الوزن الطازج على التوالي وكما هو ملاحظ انه مرتفع بشكل كبير فى الكرفس والكرنب واشهر هذة المركبات هى بيتا سيتوستيرول وستيغماستيرول.
فوائد تناول المكملات الغذائية التى تحتوى على كميات مرتفعه من الستيرويدات النباتية
التأثير الوقائي لإستخدام الستيرويدات النباتية
تم التعرف على ستريودات أو سترولات النبات جيدًا لدورها في مجال الأبحاث المضادة للسرطان ، حيث تم إجراء تجربة عشوائية مزدوجة التعمية مضبوطة في المرضى الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد على مدى 6 أشهر ، بإستخدام مكمل غذلئى من مستخلصات نباتية تحتوى على بيتا سيتوستيرول ثلاث مرات / يوم بمقارنة مع دواء وهمي. على الرغم من عدم وجود انخفاض ذي صلة في حجم البروستاتا في مجموعة بيتا سيتوستيرول ، فقد لوحظ تحسن ملحوظ في الأعراض ومعدل تدفق البول ، مما يكشف عن فعالية بيتا سيتوستيرول. تم الإبلاغ عن نتائج مماثلة في دراسة سريرية أخرى ، باستخدام بيتا سيتوستيرول لعلاج تضخم البروستاتا الحميد ، حيث أظهرت النتائج تغيرات أسرع قليلاً من اختلاف 2.6 نقطة عن الدواء الوهمي.
ترتبط الستيرويدات النباتية المحبة للدهون بطبيعتها بالمستقبلات الموجودة في النواة أو الستوبلازم عن طريق الانتشار عبر الغشاء الخلوى مما ينتج عن تكوين معقدات تحدث تغييرات فى الارتباط مع مستقبلات أخرى مما يحفز التعبير الجيني وكما تؤثر هذه المركبات على التمايز والتكاثر والبقاء عن طريق التاثير على بعض البروتينات المرتبطة بدورة حياة الخلية. أفادت العديد من الدراسات أن الستيرويدات النباتيةبها العديد من الخصائص التى تجعلها تعمل كمواد مضادة للسرطان من خلال التفاعل مع مستقبلات الخلايا السرطانية المختلفة حيث ثبت أن تناول مركب بيتا سيتوستيرول المعزول من نبات الصقلاب عن فعاليته في تقليل انتشار سرطان القولون والمستقيم والثدى بشكل فعال عن طريق ادخال الخلايا السرطانية فى الموت المبرمج أو احداث تعديل فى مستوى هرمون الاستروجين ومستقبلاته فى خلايا سرطان الثدى ، وفى دراسة اخرى ثبت ان مركب بيتا سيتوستيرول والداوكوستيرول الذان تم فصلهما من نبات الجريفيا لديهما القدرة على تعزيز موت خلايا سرطان الرئة والمبيض عن طريق تجزئة شريط الحمض النووى مما يؤدى الى إحداث خلل فى الانقسام الميتوزى. هناك دراسة مجمعه للعديد من التجارب البشرية شملت 32 دراسة على تاثير الستيرويدات النباتية على سرطان القولون والثدى وتم التأكد من ان تلك المركبات تقلل حجم الورم وانتشار الورم الى باقى اعضاء الجسم عن طريق إستهداف الأوعية الدموية التى تغذى الاورام .
في في دراسة أخرى ، تم تقييم آثارالستيرويدات النباتية ( استرات ستانول) على الاستجابة المناعية لمرضى الربو ، تم تجنيد 58 مريضًا مصابًا بالربولهذا الغرض ، تلقى نصفهم زبادي نباتيًا غنيًا بفول الصويا (4.0 جرام ستانول نباتي / يوم) ، بينما تناول الآخرون زبادي طبيعى بدون إضافات. وجد أن مرضى الربو الذين يتلقون زبادي نباتي غني بالستانول الموجود فى مستخلص الصويا كان لديهم عيار أعلى من الأجسام المضادة فى بلازما المرضى والتى تسبب الالتهاب الرئوي لزيادة افراز الهستامين والليكوترين المنتج من كرات الدم البيضاء.
الستيرويدات النباتية وأمراض الجهاز الهضمى
أشارت العديد من التقارير إلى أن لها تأثيرات مثيرة للاهتمام مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. أشارت الدراسات في المختبر إلى أن الستيرويدات النباتية لها القدرة على تقليل بيروكسيدات الدهون في أغشية الصفائح الدموية في وجود الحديد ، مع تزايد ارتباط التأثيرات المضادة للأكسدة لقدرتها المرتفعة على العمل كمنظفات للشوارد الحرة وكمثبتات لأغشية الخلايا وحتى بمثابة تعزيز للإنزيمات المضادة للأكسدة ، ولذلك هذة المركبات تحث على عودة الحركه الطبعية لكلا من القولون والمرارة.
وفى دراسة إيطالية نشرت العام الماضى عن إضافة الستيرويدات النباتية الى الالبان المتخمرة التى تحتوى على السكريات المتعددة (الجالاكتوز) لعلاج التهاب القولون وقد اظهرت النتائج على ان الستيرويدات النباتية كانت قادرة على تخفيض أكسدة الكوليسترول فى خلايا القولون متبوعا بنقص فى إفرازالسيتوكينات مثل الانترولوكين 1و 6 و8 والذان يعلبان دور هام جدا فى تدهورالالتهابات مما يؤكد ان تللك المركبات يمكن ان تستخدم فى علاج القولون المتقرح نتجة تأكل الخلايا المبطنه للقولون.
أثبتت دراسة اخرى اجريت على حيوانات التجارب أن ستيغماستيرول يمكن أن يثبط العديد من الستوكينات المتورطه في تحفيز تأكل الغضروف الناجم عن التهاب المفاصل ، على الأقل جزئيًا من خلال تثبيط مسار العامل النووي كابا ب.
كما أن العديد من الدراسات والتقارير الطبية تحدثت مؤخرا عن دور الستيرويدات (الستيرولات النباتية) فى زيادة كميات وأنواع الميكروبات النافعه من بكتريا وفطريات فى الامعاء والقولون (الميكروبيوتا المفيدة) على حساب الانواع الضارة التى تسبب التهاب القولون وأحيانا تكون سبب رئيسى فى الاصابة بسرطان القولون.
ألية عمل الستيرويدات النباتية مع مرضى السكرى من النوع الثانى
يعانى مريض السكر من النوع الثانى من مقاومة الإنسولين بمعنى وجود هرمون الإنسولين فى الدم ولكن دون جدوى من عمله نتجة خلل فى مستقبلات الجلوكوز بالخلايا وبالاضافة الى عدم قدرة الجسم على مواكبة إفراز كميات مناسبة من الهرمون تتناسب مع كمية الجلوكز بالدم وهي حالة فسيولوجية يصبح فيها الإنسولين أقل فعالية في تخفيض مستوى السكر في الدم. ونتيجة الزيادة في مستوى السكر في الدم يمكن لها أن ترتفع إلى عدة مستويات تصل إلى خارج نطاق المستوى العادي وتسبب آثار صحية ضارة وغالبا ما تكون مقاومة الإنسولين مرتبطة بحالة التجلطات الدموية وزيادة مستويات السيتوكينات الالتهابية ، كما أن مقاومة الإنسولين في الخلايا الدهنية يقلل من التأثيرات الطبيعية للإنسولين على الدهون ويؤدي ذلك إلى تقليل امتصاص الدهون المنتشرة وزيادة التحلل المائي للدهون الثلاثية المخزنة مما يؤدى إلى زيادة في تراكم الدهون المخزنة في هذه الخلايا مما يرفع نسبة الدهون الثلاثية والكولستيرول الضارفي بلازما الدم خاصة فى الليل. أضف الى ذلك الأنسجة الدهنية المتواجدة تحت الجلد على سبيل المثال الخلايا الدهنية الحشوية الموجودة فى منقطة البطن والتى تنتج كميات كبيرة من السيتوكينات مثل عامل الورم النخرى ألفا (تي. أ)، و الستوكينات المحفزة مثل -1 -6، هذه السيتوكينات تعطل عمل الإنسولين الطبيعي في خلايا العضلات والدهون، ويمكن أن يكون هذا عاملا رئيسيا في التسبب في مقاومة الإنسولين في كل الجسم لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المتركزة فى منقطة البطن. أظهرت بعض الدراسات أن الستيرويدات النباتية مثل بيتا سيتوستيرول يعمل على زيادة تمثل الجلوكوز بجسم الانسان عن طريق تنشيط مسارات معينه تؤدى الى زيادة كمية مستقبلات الجلوكوز على سطح الخلايا.
الستيرويدات النباتية والوقاية من تصلب الشرايين
تصلب الشرايين أو تكلّس الشرايين عبارة عن عملية تدريجية تتراكم فيها المواد التي تحتوي على الدهون الثلاثية والكوليسترول على جدار الشريان الأمر الذي يؤدي لضيق الشريان وقد يصل الأمر لانسداده بشكل مطلق، حيث أن تصلب الشرايين هو مرض ناجم عن تطور طبقات من الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين. يؤكد وخبراء منظمة الاغذية والادؤية بالويلات المتحدة الامريكية أن استخدام المكملات الغذائية التى تحتوى على الستيرويدات النباتية مع الوجبة الغذائية مهم للغاية حيث تتشابه الستيرويدات النباتية في تركيبها مع الكوليسترول في جسم الإنسان وتمنع امتصاص الكوليسترول مما يتوجب أن تكون جزءًا من خطة الأكل الصحية لمرضى القلب كجزء من خطة الأكل الصحي للقلب ، فقد ثبت أن تناول الستيرويدات النباتية بكميات موصى بها يخفض الكوليسترول الكلي بنسبة تصل إلى 10٪ والكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى 14٪. يُضاف هذا التخفيض إلى استراتيجيات خفض انواع الكوليسترول الأخرى ، مقارنة بتناول عقارستاتين الخافض للكوليسترول بنسبة 20 الى 30%. فعالية الستيرويدات النباتية قوية لدرجة أن البرنامج الوطني لمرضى الكوليسترول فى الويلات المتحدة ينصح الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم بتناول 2 جرام من الستيرويدات النباتية فى اليوم. ومن ناحية أخرى فقد وجد ان تلك المركبات لها القدرة على خفض تراكم الدهون على الشرايين عن طريق تقليل التهاب و الجروح الصغيرة التى تحدث فى جدران الشرايين بواسطه تثبيط انتاج الخلايا المناعية الى تفرز كميات كبيرة من السيتوكينات المحرضة على حدوث الالتهابات للخلايا المبطنه للوعاء الدموى مثل الشرايين والأوردة.
فى دراسة أجريت على فئران التجارب المصابة بخلل فى مستقبلات الليبوبروتين الذى يؤدى الى زيادة تراكم مستقبل البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسيترول الضار) والتي تم تغذيتها على مكملات غذائية تحتوي على 2٪ من الستيرويدات النباتية لمدة 14 أسبوعًا أدت إلى تغييرات في التعبير عن 132 جينًا ، مع التركيز بشكل خاص على الجينات المشاركة في تخليق الاستيرويدات فى الكبد حيث أن هذه التغييرات تسمح بفهم أفضل لكيفية قيام الستيرويد النباتي بحماية شرايين القلب من الإنسداد أو التكلّس.
أضرار إستخدام المكملات الغذائية التى تحتوى على الستيرويدات النباتية
تشير الأدلة الحالية إلى أن استخدام تلك المكملات آمنة نسبيًا وجيدة التحمل. تميل الآثار الجانبية ، إن وجدت ، إلى أن تكون خفيفة وقد تشمل الإمساك والغثيان واضطراب المعدة وحرقة المعدة وانتفاخ البطن وتغير لون البراز نتجة خروج كميات كبيرة من الدهون فى البراز دون امتصاص وبالتالى امتصاص الفيتامينات الذائبة فى الدهون والتى لابد من تعويضها من مصادر اخرى فى غير موعد تناول تلك المكملات لتجنب تلك المشكلة.
ترتبط الجرعات العالية من الستيرويدات النباتية بزيادة مخاطر الآثار الجانبية. عادة ما يؤدي خفض الجرعة إلى حل الأعراض السلبية. في حين يُفترض أن تلك مكملات آمنة على المدى الطويل.
تتداخل تلك المكملات مع الادؤية الخافضة للدهون فى الدم مما يقلل من فعالية تلك الادؤية لذلك ينصح تناول هذة المكملات منفردة لعلاج ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول.
هناك تقارير كما ذكرت مجلة التغذية البريطانية تتحدث عن أن المكملات الغذائية التى تحتوى على مركب بيتا سيتوستير لفترة اطول من 6 شهور يمكن ان يؤثر على نسب هرمونى الاستروجين والتستوستيرون فى كلا الجنسين مما يسب الضعف الجنسى للرجال وتضخم العضلات فى كلا الجنسين لذلك يستخدم بكثرة من قبل لاعبى كمال الاجسام وكما انه يسبب تساقط الشعر لدى بعض السيدات مما يستوجب التوقف عن تناوله.
بقلم دكتور : مصطفى عبد اللطيف عبد السلام
أقرأ أيضاً
“مخاطر منتجات اللحوم والأسماك” دورة تدريبية بتكنولوجيا الأغذية
وزير الزراعة يبحث كيفية النهوض بصناعة الدواجن وتشجيع الاستثمار الداجني
زراعة القمح في أسيوط .. وكيل وزارة الزراعة تكشف عن 10 أصناف تجود زراعتها بالمحافظة
لايفوتك
تعرف على مدى مناسبة زراعة القمح على مصاطب فى ظل وجود الملوحة