السائل المنوي هو أحد أهم العناصر التي تقوم عليها عملية التلقيح والإخصاب السليمة بين الأزواج، والتي يتوقف عليها نجاح وإتمام الحمل، أو يتعذر حدوثه بسبب أي تغير أو تشوه في تركيبته الأساسية، وهي المعلومة التي لا يدركها سوى الأطباء المُتخصصون.
وفي برنامجه كونسلتو، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور وليد البوشي، نائب مدير القصر العيني الفرنساوي – عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية والعربية لجراحة المسالك – عن السائل المنوي، وتركيبته وأهم المواصفات الواجب توافرها لحدوث عملية الإنجاب.
الجهاز التناسلي للرجل والخلايا المسؤولة عن إفراز السائل المنوي
في البداية تحدثت الدكتور وليد البوشي، عن تركيب الجهاز التناسلي والخلايا المسؤولة عن إفراز السائل المنوي في الرجل، موضحًا أنه يرتكز على الخصيتين والبربخ “الحبل المنوي” والحويصلة المنوية والبروستاتا.
وأوضح أن عملية تكوين السائل المنوي تبدأ في الخصية أولًا، مدعومة بالسائل الذي تفرزه الحويصلة المنوية والبروستاتا، والذي يُسهل من حركة الحيوانات المنوية من البربخ وصولًا لرحم الأنثى، في سبيل إتمام عملية التبويض.
مواصفات السائل المنوي السليم
انتقل الدكتور وليد البوشي إلى مواصفات السائل المنوي السليم، والتي تحسم إتمام عملية التلقيح من عدمه، لافتًا إلى ضرورة أن يكون شفاف اللون وخاليًا من أي تصبغات، كأول المعايير التي يتم الاستناد إليها في مدى صلاحيته للتلقيح.
موضوعات ذات صلة:
السكر والتدخين والسمنة.. ثلاثي الرعب الصامت وعلاقته بـ”تأخر الإنجاب”
درجة لزوجة السائل المنوي وعلاقتها بتأخر الحمل
أكد البوشي على أهمية أن يكون السائل المنوي على درجة مناسبة من اللزوجة، موضحًا أن أي تغيير ملحوظ يطرأ على هذه الصفة، يستدعي زيارة الطبيب المُختص، للفحص وإجراء التحاليل والاختبارات المعملية اللازمة.
وشدد على ضرورة خلو السائل المنوي من أي تكتلات أو نتوءات، مؤكدًا أن ظهور أي من هذه العلامات، يُعد مؤشرًا قويًا لعوارض مرضية، تُشكل مانعًا قويًا على لحدوث عملية الإخصاب والحمل، ضمن حزمة الأسباب المسؤولة عن تأخر الإنجاب لدى الرجال.
إقرأ أيضًا:
تأخر الإنجاب عند الرجال.. ودور الأسرة في تفاقم المُشكلة
كثافة السائل المنوي
لفت الدكتور وليد البوشي الانتباه إلى عامل شديد الأهمية، ألا وهو كمية وكثافة السائل الذي يتم قذفه أثناء حدوث عملية الجماع بين الزوجين، موضحًا أن حجم القذفة الواحدة لا ينبغي أن يقل عن 1.5 ملجرام، كحد أدنى لحدوث التلقيح والإخصاب.
وأوضح أن المعدل الطبيعي لقذفه الرجل الصالحة للإخصاب وإتمام الحمل تتراوح ما بين 1.5 إلى 5 مليجرامات، وأي خلل في هذه المُعادلة الرقمية، يتطلب مراجعة الطبيب المُختص، لمعرفة أسبابه والعمل على علاجها.
لا يفوتك.. استخدام النباتات الطبية والمخلفات الزراعية في تصنيع منتجات الألبان
حمضي أم قلوي
ألقى الدكتور وليد البوشي الضوء على نقطة أخرى لا تقل أهمية عما سبق شرحه، مؤكدًا على ضرورة أن يكون السائل الخاص بالرجل قلويًا، حتي يتعادل مع درجة حمضية المهبل الخاص بالزوجة، ما يحفظ حياة الحيوانات المنوية، لافتًا إلى أن أي تغيير يحدث لهذه الخاصية على وجه التحديد، يؤدي لوفاة الحيوانات المنوية في الحال، ما يعوق إتمام عملية التخصيب والحمل.
عدد الحيوانات المنوية
كشف الدكتور وليد البوشي عن واحدة من مُسببات تأخر الإنجاب لدى الرجال، موضحًا أن عدد الحيوانات المنوية يُعد معيارًا قويًا، يمكن الاستناد عليه في تفسير هذا العرض المرضي.
وأكد أن الرقم المثالي الواجب توافره لإتمام عملية الحمل والإخصاب وفقًا للأسس العلمية لا يقل عن 30 مليون حيوان منوي في القذفة الواحدة، وهو الحد الأدنى لإتمام عملية التبويض في رحم المرأة، مؤكدًا أن النسبة المفترض تواجدها في المليجرام الواحد لا ينبغي أن تقل عن 10 مليون.
وأوضح أن الحيوانات المنوية لا تتجاوز نسبة الـ10% من إجمالي حجم السائل الذي يتم قذفه أثناء الجماع بين الرجل والمرأة، فيما تشكل الفركتوز والبروتينات وسوائل البروستاتا والحويصلة المنوية نسبة الـ90% المُتبقية.