الزيتون واحد من الحاصلات الزراعية التي تحتاج لتوافر ظروف بيئية ومناخية معينة، لإتمام مراحل نموه وتزهيره على النحو المطلوب، وبما يسهم في تحقيق حجم الإنتاجية المأمولة والمتوقعة، وهي المسألة التي تستدعي تسليط الضوء عليها والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور السعيد حجازي – أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
تداعيات التغيرات المناخية على الزيتون
في البداية تحدث الدكتور السعيد حجازي عن أبرز التحديات التي تواجه مزارعي الزيتون، وفي مقدمتها التغيرات المناخية وتبعاتها السلبية على درجات الحرارة والطقس السائد حول الأشجار، موضحًا أنها تؤثر على الإنتاجية بشكل كبير.
وأوضح أن الأشجار لها احتياجات منضبطة ومحددة من ساعات البرودة، لمواصلة وإتمام مراحل النمو والتزهير والإخصاب والتلقيح على النحو المطلوب، وهي العمليات التي يؤدي أي قصور فيها، إلى تدهور حجم الإنتاجية المتوقعة والمأمولة بحلول مرحلة الحصاد.
وأكد “حجازي” أن الأصناف الأوروبية شديدة الحساسية ضد ارتفاع درجات الحرارة، مشيرًا إلى أنها تحتاج لـ600 ساعة تراكمية من البرودة خلال فصل الشتاء، لإتمام مراحل إنبات النموات الزهرية، واستكمال عملية الإخصاب والتلقيح على النحو المطلوب.
وأشار إلى أن الأصناف المصرية تحتاج لساعات برودة أقل من نظيرتها الأوروبية، تتراوح ما بين 300 إلى 400 ساعة، لإتمام ذات المعاملات المذكورة، وإنبات البراعم الزهرية “الخنثى”، واستكمال عملية التلقيح والإخصاب.
وأكد أن موجات الدفء الزائدة عن الحد خلال شهري إبريل ومايو وفصل الربيع، تمثل أكبر خطر على أشجار الزيتون، موضحًا أنها تؤدي لتساقط البراعم الزهرية، وموت حبوب اللقاح والبويضات، ما يعني ضياع السواد الأعظم من المحصول وحجم الإنتاجية المتوقعة.
روشتة العلاج وأبرز التوصيات الفنية
قدم “حجازي” روشتة المعاملات الزراعية الواجب اتباعها من قِبل المزارعين، لتقليل أضرار وتداعيات التغيرات المناخية على أشجار الزيتون، وأوجزها في النقاط التالية:
- الاهتمام بتنفيذ معاملات الري
- الحفاظ على التربة في صورة رطبة خلال موجات ارتفاع الحرارة
- الحفاظ على الغطاء الأخضر تحت الأشجار
- تجنب تنفيذ معاملات العزيق وإزالة الحشائش خلال فترة التزهير
- تركيب رشاشات مياه فوق قمم الأشجار خلال موجات الحرارة
- إضافة مركب “سالسيلك أسيد” لمضاعفة قدرة الأشجار على تحمل موجات ارتفاع الحرارة
- إضافة ورش محلول “الكاؤلين” على الأوراق والأشجار لحمايتها من درجات الحرارة الشديدة
- الزراعة تحت الصوب
البحث العلمي ومكافحة التغيرات المناخية
أكد الدكتور السعيد حجازي أن البحث العلمي يجري حاليًا باتجاه إنتاج وزراعة أصناف جديدة من الزيتون مبكر التزهير بالانتخاب، لتجاوز تداعيات التغيرات المناخية، ضاربًا المثل بصنف “كايرو 7″، الذي قام بإنتاجه، موضحًا أن موعد تزهيره في شهر يناير، ما يعني نجاته من موجات ارتفاع درجات الحرارة.
لا تفوت مشاهدة الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
محصول الزيتون .. أبرز التوصيات الفنية خلال شهري أغسطس وسبتمبر
مخلفات عصر الزيتون.. فوائد التسميد بـ”التفلة وفطر التريكوديرما”
الطحالب الخضراء وتحويل “مخلفات عصر الزيتون” إلى “سماد عالي الجودة”