الزيتون والتين الشوكي.. الخريطة الجغرافية واشتراطات التسميد وطرق الاستفادة من المخلفات

الزيتون واحد من المحاصيل الزراعية الاقتصادية الهامة، والتي يحتكم نجاح زراعتها إلى قواعد صارمة يتوجب على المزارعين الإلمام بها، وهي المسألة التي تطرق إليها الدكتور السيد مصطفى قاعود – أستاذ الفاكهة كلية الزراعة بالاسماعيلية جامعة قناة السويس – وتناولها بالشرح والتحليل، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”.

أسباب ارتفاع أسعار تداول زيت الزيتون

في البداية برر الدكتور السيد مصطفى قاعود هذا الارتفاع الملحوظ في أسعار تداول زيت الزيتون، بتوقف عدد كبير من الدول المنتجة المنافسة عن الإنتاج لأسباب مختلفة ومتباينة، حيث شهدت دول المغرب العربي “تونس والمغرب”، حرائق متتالية لغاباتها، فيما شهدت الدول الأوروبية المنافسة لنا كـ”إيطاليا وإسبانيا واليونان”، مشاكل أخرى منعتها من التواجد على الخريطة الإنتاجية هذا الموسم، بالإضافة لفلسطين الشقيقة التي غابت عن المشهد بسبب الحرب.

ولفت “قاعود” إلى أن الأسعار التي يتم بها تداول زيت الزيتون هذا العام، لا تمثل قاعدة ثابتة يمكن الاستناد إليها خلال الموسم القادم، موضحًا أنها أسعار خادعة نتيجة زيادة الطلب عن حجم المنتج المعروض والمتاح بالأسواق، بسبب غياب عدد كبير من الدول المنتجة.

دواعي تكويد الزيت المصري

نصح أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية بالتوجه صوب زيادة إنتاجية أصناف الزيت، لارتفاع أسعارها وزيادة الطلب العالمي عليها، مقارنة بزيتون التخليل الذي شهد تدنيًا ملحوظًا في أسعار تداوله محليًا وخارجيًا.

ودعا “قاعود” لتكويد زيت الزيتون المصري، موضحًا أنه أفضل الزيوت على مستوى العالم طبقًا لمعايير الجودة، وهي المسألة التي تتحايل عليها الدول المنافسة لنا، عن طريق خلط زيت الزيتون المصري بإنتاجها، لرفع معدلات جودته وإعادة تصديره مرة أخرى باسمها.

معوقات التزهير وموانع الزراعة في أماكن بعينها

أكد أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية على عدم جواز زراعة محصول الزيتون بأي منطقة جغرافية، حيث يحتاج هذا النبات لمستويات محددة من البرودة، لا يمكن الوصول إليها إلا في مناطق بعينها.

ودلل على صحة هذه القاعدة العلمية، بوجود العديد من المناطق التي لم تصل حتى هذه اللحظة لمرحلة التزهير، بسبب ارتفاع درجات حرارة فصل الشتاء فيها، وهي الإشكالية التي حالت دون استكمال هذه المرحلة على النحو المطلوب.

معلومات هامة

تابع “قاعود” نصائحه التي وجهها لقطاع عريض من المزارعين والمستثمرين، موضحًا أن محصول الزيتون يحتاج لدرجات برودة محددة قبل الدخول في مرحلة التزهير بشهرين كاملين، لافتًا إلى أن أي ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة، يعيد النبات لنقطة الصفر.

الخريطة الجغرافية لأماكن زراعة الزيتون

رسم خريطة المناطق المثالية لزراعة محصول الزيتون، موضحًا أنها تقتصر على الشريط الحدودي الساحلي، الذي يمتد بين مدينتي السلوم ورفح، لتوافر كافة احتياجاته الغذائية، بالإضافة لتوافر مستويات البرودة الملائمة لاستكمال مراحل نموه على النحو الأمثل.

التوصيات الفنية لمعاملات التسميد

قدم قاعود عددًا من التوصيات الفنية الواجب اتباعها عند زراعة محصول الزيتون، وفي مقدمتها عدم جواز الإفراط في إضافة المقننات السمادية والدوبالية، مؤكدًا أنها تدفع النباتات للإتجاه بشكل أكبر صوب النمو الخضري.

التين الشوكي مزايا اقتصادية وتصنيعية

لفت أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية إلى إمكانية الاستعانة ببعض البدائل التي يمكن استثمارها وزراعتها في المناطق الصحراوية ذات الطبيعة والأجواء الحارة، والتي ترتفع فيها مستويات الملوحة، والتي يمكن استغلالها لزراعة التين الشوكي.

وعدد “قاعود” مزايا استثمار وزراعة التين الشوكي بالمناطق المشار إليها، موضحًا أنه أحد النباتات التي تكافح ظاهرة التصحر، بالإضافة لقلة احتياجاته المائية، وتحمله لارتفاع درجات الحرارة والملوحة وجفاف الجو، مع تحقيق معدلات إنتاجية مرتفعة، علاوة على إمكانية إستغلال “ألواح التين” كبدائل للأعلاف، واستثمارها في صناعة مستحضرات التجميل ومنتجات الكوزماتيك.

واستطرد أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية شرحه لفوائد ومزايا التين الشوكي، موضحًا أنه يمكن تصديره كنبات طازج بعد انتزاع الأشواك، مع إمكانية توجيهه كعصائر للسوق المحلي، ومشيرًا لأعظم مزاياه، والتي يمكن فيها استغلال بذور التين، لاستخلاص “زيت السيدا”، أحد أفضل وأغلى أنواع الزيوت على مستوى العالم.

وأكد “قاعود” على إمكانية إعادة تدوير مخلفات نواتج عصر التين الشوكي، كالقشرة الخارجية والبذور، لتصنيع أعلاف مشروعات الإنتاج الحيواني، مشيرًا لانخفاض الاحتياجات التسميدية لهذا المحصول الاقتصادي.