تعتبر منطقة حوض البحر الابيض المتوسط هى موطن الزيتون ، كما عرف زراعة الزيتون فى مصر القديمة وزرع فى عهد الفراعنة واستخدم زيت الزيتون فى الغذاء و الطب.
وتعتبر شجرة الزيتون من اهم محاصل الفاكهة التى يمكن الاعتماد عليها فى التوسع الزراعى الافقى حيث تنمو الاشجار تحت ظروف المناطق الجافة والشبة جافة والتى تعتمد فى ريها على الابار والتى تحتوى مياها على نسبه ملوحة ، وقد لا تنجح اى فاكهة اخرى ان تنمو بها باستثناء النخيل. وينتشر زراعة الزيتون فى الاراضى الصحراوية وفى الساحل الشمالى من سيناء حتى مطروح كما ينمو فى الواحات وبالاخص واحة سيوة.
الصفات التى جعلت الزيتون ينمو فى الأراضى الصحراوية
اولا : الصفات المورفولوجية
حيث ان اشجار الزيتون تتميز بتراكيب مورفولوجية وتشريحية خاصة تمكنة من تحمل الملوحة والجفاف.
• صغر حجم الاوراق بالاضافة الى إنها سميكة وجلدية
• الثغور غائرة بالاوراق ومحاطة بزغب
• الاوراق عليها طبقة كيوتيكل سميكة تغطيها
• المجموع الجذرى كبير ومتعمق مقارنة بأشجار الفاكهة الاخرى
• الاوراق الحديثة لامعة تعكس الضوء
ثانيا : الصفات الفسيولوجية
1- انخفاض معدل النتج
معدل النتج فى الزيتون ينخفض بدرجة تفوق معظم اشجار الفاكهة الاخرى التى تتحمل ظروف الاجهاد مثل البلح والخروب والتين والعنب واللوز ، حيث يصل الى حد الانعدام فى الظروف القاسية.
2- ارتفاع الضغط الاسموزى
حيث يرتفع الضغط الاسموزى لعصير خلايا الاوراق مقارنة بالعنب.
3- انخفاض المحتوى المائى لخلايا الاوراق عند نقطة التشبع
حيث ان المحتوى المائى لانسجة الاوراق عند التشبع هو 1.59 جم/جم وزن جاف فى حين يصل فى اوراق التين الى 5.7 جم /جم وزن جاف و العنب 5.8 جم /جم وزن جاف . وترجع اهمية انخفاض المحتوى المائى للانسجة عند التشبع الى ان انقسام الخلايا يكون مصاحب للنمو ولابد ان تكون الخلايا عند حد الامتلاء . ولهذا فان اى كمية بسيطة من الماء تجعل الخلايا تصل الامتلاء وبالتالى يحدث النمو
4- تحمل الملوحة
تتحمل الاشجار الملوحة فى الرى وتصل نسبة الاملاح الذائبة التى تتحملها الى 3000 -4000 جزء فى المليون واعلى من ذلك ولكن يكون له تاثير على انتاجية الشجرة من الثمار.
العوامل المحددة لانتشار وزراعة الزيتون
اولا :الظروف المناحية
يعتبر خطى عرض 27-44 من اهم العوامل المحددة للانتشار وزراعة الزيتون وهى محددا هاما. كما ارتبطت ظاهرة الازهارفى الزيتون على مدى توفر قدرا مناسبا من درجات الحرارة المنخفضة شتاء (البرودة) خلال ديسمبر حتى يناير. ولا تثمر الاشجار ما لم تتعرض الاشجار خلال هذه الفترة للكمية المناسبة من البرودة .
حيث تؤدى البرودة خلال هذه الفترة الى حدوث عمليات فسيولوجية وكيميائية لتكوين البرعم الزهرى كما يحدث فى الفاكهة المتساقطة الاوراق، لابد ان تتعرض لبرودة ولعدد ساعات معينة حتى تتمكن من تفتح البراعم .
كما ان نسبة التفتح فى البراعم فى اشجار الزيتون تكون اكثر ملائمة اذا كان هناك فرق واضح بين درجة حرارة اليل والنهار. بمعنى كلما كبرت الفجوة بين درجتى الحرارة أدى ذلك الى التحول الجيد وتفتح البراعم الزهرية.
وهنا نجد ان التحول يكون احسن عند درجتى حرارة 7-8 درجة مئوية ليلا وعند 20-21 درجة مئوية نهارا. ويفسر البعض هذا التاثير حيث يحدث بالليل تغيرات كيميائية ثم يليها انقسامات للخلايا لا تتم الا فى درجة حرارة النهار حيث تكون مرتفعة عن الليل . وتفسير اخر ان درجة حرارة الليل تدفع الى تكوين مركبات من شأنها تدفع للازهار. وهنا يجب ان نشير الى ان الاصناف تختلف فيما بينها فى مدى احتياجها لكميات البرودة المناسبة ولهذا يجب الاخذ فى الاعتبار الاصناف عند الزراعة .
ثانيا التربة
تنجح اشجار الزيتون فى انواع متباينة من الاراضى ، كما يناسب نموها وجود كمية من الكالسيوم بالتربة وهذا متوفر فى اراضى الساحل الشمالى . كما يعتبر سوء الصرف من اهم العوامل المحددة لنجاح زراعة الزيتون حيث ان ارتفاع الماء الارضى يؤدى الى تدهور الاشجار وتقذمها وموتها . كما تصاب بفطر الفرتيسليم حيث تشاهد الاشجار جافة والاوراق ملتصقة بها.
ثالثا : الرى
من المعروف تحمل اشجار الزيتون للجفاف وارتفاع درجة الحرارة الى حد كبير الا ان نقص الماء الصالح للامتصاص بالتربة وخاصة اثناء موسم التزهير والعقد ونمو الثمار ونضجها يؤدى الى نقص المحصول ، ولهذا لابد من الاهتمام بالرى. ويعتبر الرى بالتنقيط من انسب الوسائل التى تناسب اشجار الزيتون تحت هذه الظروف الجافة. كما ان اشجار اصناف التخليل تحتاج الى رى يعادل (1.5-2) مرة اشجار اصناف الزيت.
رابعا: التسميد
اضافة الاسمدة من اهم العوامل المحددة والضرورية لزيادة المحصول . ولابد من الخدمة الشتوية ، بالاضفة الى اضافة جزء من الاسمدة المعدنية فى اخر يناير وفبراير والجزء الاخر يضاف بعد العقد ويستمر حتى موسم الخريف.
كما ان النبات يحتاج الى التسميد الجيد والاهتمام بعنصر البوتاسيوم بعد العقد حتى نضج الثمار. كما ان عنصر البورون مهم للزيتون وتظهر اعراض نقصة فى صورة صغر فى حجم الاوراق ، القلف يكون فلينى خشن الملمس ، نقص المحصول ، تشوه نسبة كبيرة من الثمار. ويعالج باضافة البوراكس للاشجار سواء ارضى او رش.
خامسا: تبادل الحمل
تميل اشجار الزيتوت الى حدوث تبادل الحمل بها وهو عبارة عن حمل محصول غزير واخر خفيف بالتبادل سنة بعد اخرى ويفسر ذلك على اساس الاجهاد التى تتعرض له الشجرة خلال سنة الحمل الغزير حيث تستنفذ المواد الغذائية الضرورية مثل الكربوهيدرات والبروتينات وغيرها مما لا يسمح ببقاء مخزون كاف يلزم لانتاج محصول تجارى فى السنة التالية.
مما يستوجب العناية بالاشجار بالتسميد والرى. كما ينصح بخف الثمار فى سنة الحمل الغزير يكون يدوى او بالرش بمركب بالنفثالين استيك اسد 150 جزء فى المليون عند قطر ثمار 0.3-0.5 مم عادتا يكون بعد 1.5-2.5 شهر من التزهير الكامل وان الرش يغطى السطح السفلى للاوراق وتحتاج الاشجارمن 40-60 لتر للرش ، وهذا لتحقيق التوازن المحصولى خلال السنوات التالية.
سادسا : جمع الثمار
تعتبرعملية جمع الثمار من اهم العوامل المحددة لانتشار زراعة الزيتون حيث تمثل ما يزيد عن 50% من جملة تكاليف عملية الانتاج. وعادة يجمع فى مصر بالايدى ، إلا ان هناك وسائل ميكانيكية تستخدم مع الجمع اليدوى مثل الامشاط والهزازات. كما ان هناك استخدام مواد كيمياوية ترش لتسهل سقوط الثمار بنسبة 70% وتسهل الجمع اليدوى مثل الايثفون والالسول .
مقال
التوسع فى زراعة الزيتون
د.عمرو سلامه محمد
استاذ مساعد الفاكهة ، وحدة الفاكهة ، قسم الانتاج النباتى
مركز بحوث الصحراء
المصدر
عدد دبسمبر 2022 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن الإدارة المركزية للثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي
اقرأ أيضا
الزيتون.. مُعاملات التسميد المُثلى واشتراطات الزراعة بالأراضي الطينية
محصول الزيتون.. أهم المُعاملات الزراعية الواجب تنفيذها وأضرار التصويم
لا يفوتك
الأمراض المشتركة بين الانسان والحيوان