الزراعة على مصاطب واحدة من أهم المحاور التي دعت إليها الحملة القومية للقمح قبل عقد مضى، لما لها من مزايا اقتصادية وإنتاجية، علاوة على فوائدها الملموسة، في منع حدوث العديد من الإشكاليات، وبخاصة في حالات الزراعات المتأخرة، وهي المسألة التي تستدعي المزيد من التوضيح، عبر الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة إيمان صادق – رئيس بحوث قسم القمح، معهد المحاصيل الحقلية، رئيس الحملة القومية للقمح – ملف عوامل نجاح زراعة القمح بالشرح والتحليل.
محصول القمح
نصائح وتوصيات
في البداية تحدثت الدكتورة إيمان صادق عن أهمية الالتزام بالتوقيت الأمثل للزارعة، بالنظر إلى التبعات السلبية الناجمة عن الزراعات المتأخرة، والتي تهدد بارتفاع نسبة الفاقد، وتقليل حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأوضحت أن التأخير عن مواعيد الزراعة الموصى بها، يعزز فرص تعرض النباتات لنوبات الصقيع خلال مرحلة العقد، ما يهدد المحصول بالإصابة بـ”العقم”، ما يقلل من يقلص معدلات التفريع، والتي بتنعكس بالتبعية على حجم الإنتاجية المتوقعة عند الحصاد.
أبرز الأخطاء الشائعة
لفتت “صادق” إلى تبعات التأخير عن مواعيد الزراعة المثلى، والتي تعرض محصول القمح لعدد من المؤثرات الخارجية، التي تؤثر بالسلب على النباتات، كـ”معدلات الرطوبة ودرجات الحرارة”، علاوة على تقليص فرص اللحاق بالتوقيت الموصى به لتنفيذ “رية المحاياة”.
وشددت على مدى أهمية الالتزام بإعداد المهد الجيد للبذور، وتنفيذ 3 عزقات متعامدة، لتفتيت التربة وفتح المسام التي تسهل تهويتها وتشميسها على النحو المطلوب، لتوفير البيئة الملائمة لنجاح الزراعة، والوصول لمعدلات النمو المطلوبة دون الإصابة بالأمرا ض.
وحذرت رئيس بحوث قسم القمح من الوقوع في بعض الأخطاء الشائعة، وفي مقدمتها زراعة الغلة بعد محصول الأرز، ولاسيما في الأراضي سيئة الصرف، أو التي يلجأ البعض فيها لغلق المصارف للاحتفاظ بمياه الري لأطول فترة ممكنة.
وأوضحت أن هذا الخطأ يعزز فرص زيادة رطوبة التربة عن المعدلات المسموحة، ما يهدد بظهور العديد من الأمراض، لافتةً إلى أن الحل الأمثل في هذه الحالات هو زراعة البرسيم الفحل، للمساعدة في تفتيت وتهوية الأرض، ورفع معدلات الخصوبة، بما يعزز فرص نجاح زراعة الغلة، والوصول للنتائج المأمولة منها.
فوائد تسوية الأرض
أشارت “صادق” إلى تبعات ومشاكل عدم تسوية التربة بعد التسميد، موضحةً أنها تؤدي لظهور تبقعات ملحوظة على مستوى الحقل، نتيجة سوء الصرف “الأرض الغدقة”، أو وجود مياه الري بمناطق دون أخرى، وهي المسألة التي تؤدي لارتفاع نسبة الفاقد من المحصول.
ونصحت بتنفيذ معاملات الحرث، مع إضافة الجرعة السمادية المقررة، أثناء تنفيذ الحرثة الثالثة، القيام بعملية التزحيف، مع تسوية الأرض مرة واحدة على الأقل كل سنتين، للحفاظ على حيوية التربة ومعدلات خصوبتها على النحو المطلوب.
مزايا الزراعة على مصاطب
أوصت “صادق” بالزراعة على مصاطب، بوصفها الطريقة الأمثل لمحصول الغلة على الإطلاق، والزراعات المتأخرة بشكل خاص، كأحد المحاور الرئيسية بالحملة القومية للقمح، والتي تم إطلاقها عام 2010.
وعددت “صادق” مزايا الزراعة على مصاطب، مؤكدةً أنها تحقق مكاسب اقتصادية كبيرة، لا تقل فيها معدلات الزيادة الإنتاجية المتوقعة، عن حدود الـ20% بأي حال من الأحوال، علاوة على تقليل المقننات المائية المستخدمة بنسبة 20%.
مزايا الزراعة على مصاطب وظاهرة الرقاد
أضافت رئيس بحوث قسم القمح أن مزايا الزراعة على مصاطب لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد للحيلولة دون حدوث العديد من الإشكاليات، وفي مقدمتها ظاهرة “الرقاد”، والتي تتزايد احتمالات حدوثها مع الزراعات المتأخرة، نتيجة هبوب رياح الخماسين في نهاية العام، في الوقت الذي تكون فيه النباتات “غضة” ولم تنضج بعد.