قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ان الدولة المصرية، تعتبر “سيناء” وتنميتها قضية أمن قومي، ولا مجال للتهاون فيتحقيقه، وهو ما تؤكده الخطوات التي اتخذها الرئيس السيسي منذ توليه الحكم، حيث تبنى رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرةسيناء، ودمج أبناءها في خطط التنمية.
وأشار القصير الى ان استراتيجية الدولة شملت العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة علىأرض سيناء في كافة المجالات، حيث بلغ اجمالي تكلفة ما تم انفاقه في أعمال التنمية الشاملة فيها منذ عام 2014، وحتى الآن ما يزيد على 650 مليار جنيه.
وأكد وزير الزراعة ان خطة وجهود الدولة لتنمية سيناء، اخذت أيضا تحقيق التنمية الزراعية بعين الاعتبار، لتكون سيناء ضمن خطة النهضةالزراعية غير المسبوقة التي شهدتها مصر مؤخرا، حيث جاءت جهود تحقيق التنمية الزراعية في سيناء كالتالي:
استصلاح واستزراع أكثر من 450 ألف فدان في سيناء
مركز بحوث الصحراء، والتابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والذي يهدف الى استكشاف ودراسة الموارد الطبيعية في الصحراء المصرية،ووضع خطط استثمار هذه الموارد لتحقيق التنمية المستدامة، كان لها دوراً هاماً من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية بأيادي وعقولباحثيه، على أرض سيناء.
ينفذ مركز بحوث الصحراء، والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، مشروع لتنمية شمال ووسط سيناء، على مساحة إجمالية تبلغحوالي 456 ألف فدان، تتضمن: 36 ألف فدان في سهل الطينة، و49 ألف فدان في جنوب القنطرة شرق، و100ألف فدان في منطقتي رابعة وبئرالعبد، و102 ألف فدان في منطقة جنوب الشوحط، و47 ألف فدان في منطقة جنوب جنوب القنطرة شرق، و 122 ألف فدان في محور شرقالبحيرات الجفجافة، وذلك اعتماداً على مصادر المياه من ترعة الشيخ جابر، ومحطة معالجة بحر البقر، بطاقة إجمالية 7.6 مليون م3/ يوم.
ويستهدف هذا المشروع العملاق، دعم البعد الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء، ربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وملئ الفراغ السكاني بسيناء،فضلاً عن دعم استراتيجية زيادة الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، فضلاً عن دمج أبناء سيناء في تجمعات تنموية جديدةتقوم على الزراعة، إضافة الى إتاحة فرص جديدة للعمل والاستثمار الزراعي.
محطات بحثية تقدم الدعم لأهالي سيناء وتساهم في التنمية
ويمتلك مركز بحوث الصحراء في شبه جزيرة سيناء 5 محطات بحثية، تتولى دعم أبناء هذه المناطق، وتقديم الخدمات لهم، فضلاً عن المساهمةفي تحقيق التنمية بها، وهي محطات بحوث: جنوب القنطرة شرق، بالوظة، الشيخ زايد، جنوب سيناء، المغارة.
وتعد محطة بحوث بالوظة هي المركز الإقليمي بشمال سيناء، حيث تقع على ترعة السلام وتتبع قرية بالوظة التي تبعد عن مدينة القنطرة شرقحوالي 35 كيلو متر، وعن مدينة بئر العبد 60 كيلو متر، وعن العريش 150 كيلو متر وتقع على مساحة اجمالية حوالي 500 فدان، ويعمل بهاالعديد من الباحثين والاداريين لتقديم الخدمات لأبناء سيناء.
وتمتاز تلك المحطة بانها تقع بنطاق مناطق الاستصلاح القائمة على مياه ترعة السلام، حيث تقدم العديد من الخدمات لأهالي المنطقة مناستشارات زراعية وتقديم شتلات مجانية لدعم المزارعين غير القادرين، فضلاً عن طرح منتجات المحطة للبيع للأهالي بأسعار رمزية تتناسب معظروف أبناء المناطق الصحراوية، كذلك تنفذ العديد من الدورات التدريبية في مختلف المجالات الزراعية والارشادية لأهالي المنطقة المحيطة بالمحطةالبحثية.
كما يتم توجيه إجراء البحوث نحو المجالات التطبيقية التي تخدم تحديات التنمية الزراعية في سيناء، وتشمل: تقنيات إنتاج الحاصلات الزراعيةتحت ظروف الجفاف والملوحة وإنتاج الشتلات المقاومة لظروف الإجهادات المختلفة واستخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وحول محطة بحوث القنطرة شرق: تقع المحطة على فرع 4 من ترعة السلام وتبعد عن مدينة القنطرة 10 كيلو، على مساحة اجمالية حوالي 470 فدان، وتشمل المحطة 35 فدان منزرع بأصناف زيتون ورمان، بنظم الري الحديث، فضلاً عن عدد 6 صوب زراعية مغطاة، وعدد من التجارب البحثيةللمحاصيل الحقلية والخضر والفاكهة، كذلك قطاع من النخيل حوالي 86 نخلة، كما تشمل المحطة أيضاً قطاع ميكنة زراعية يقدم خدماتهباستخدام آلاته للمحطة والمزارعين بالمنطقة.
وتمتاز هذه المحطة بوجودها بين مساحات كبيرة منزرعة بأشجار الفاكهة المختلفة من: الموالح، الزيتون بأصنافه المختلفة، المانجو بأصنافهالمختلفة، ومساحة كبيرة منزرعة بالمحاصيل الحقلية ومحاصيل الخضر، مما يعطى ميزة نسبية في تقديم الخدمات الارشادية للمزارعين واصحابالحقول المختلفة بمحيط المحطة وكذلك تنفيذ دورات تدريبية وورش عمل مختلفة لخدمة المنطقة المحيطة بالمحطة من أهالي سيناء.
أما محطة جنوب سيناء برأس سدر: فتقع على بعد 5 كيلو متر شمال مدينة رأس سدر وعلى مسافة 60 كيلو متر من نفق الشهيد أحمد حمدي،وتقع على مساحة اجمالية حوالي 36 فدان، وتضم قطاع الإنتاج النباتي البحثي، والذي يشمل: عدد 4 صوبة زراعية، و15 فدان زيتون، و5 فدانمحاصيل حقلية، فضلاً عن قطاع الإنتاج الحيواني البحثي، والذي يضم عدد 2 حظيرة اغنام، وعنبر للأرانب، ذلك بالإضافة الى قطاع الميكنةالزراعية، وقطاع المعامل الخاصة بتحليل التربة والمياه.
وتمتلك هذه المحطة ميزة نسبية، حيث تخدم التنمية الزراعية بمنطقة جنوب سيناء والتي تصل إلى حوالى 34 ألف فدان تقريباً حيث تقع المحطةبنطاق مدينة رأس سدر، والتي تستحوذ على 55% من إجمالي الأراضي المنزرعة بجنوب سيناء، كما تخدم المحطة الاستثمارات الزراعيةبالمحافظة في ظل الظروف البيئية للمنطقة من محدودية مياه الري.
18 تجمع تنموي زراعي في شمال وجنوب سيناء
وينفذ مركز بحوث الصحراء أيضاً، عدداً من التجمعات الزراعية بشمال وجنوب سيناء، يبلغ عددها 18 تجمع تنموي زراعي بشبه جزيرة سيناء،بواقع 7 تجمعات بجنوب سيناء وعدد 11 تجمع تنموي بشمال سيناء، إضافة الى استصلاح ما يقرب من 11 ألف فدان، يتم حالياً إجراء عملياتالتسليم للمزارعين من خلال المحافظتين.
ويستفيد من هذه التجمعات بطريقة مباشرة حوالي 2122 أسرة من أبناء سيناء والمحافظات الاخرى بواقع 5 أفدنة بالإضافة إلى منزل بالتجمعالسكنى لكل مستفيد.
برامج عملاقة لدمج أبناء سيناء في مشروعات التنمية
كما أطلق المركز أيضاً برنامجاً تنموياً عملاقاً لدمج أبناء سيناء في التنمية، حيث يشمل برنامج دمج أبناء سيناء في التنمية المستدامة بمنطقةالحسنة، حيث تتم كافة الانشطة في اطار التشاركية بالتدريب ورفع المهارات اللازمة لاستدامة هذه المشروعات من خلال عقد 10 دورات وورش عملفي مجالات الانشطة الزراعية المختلفة التي تم تقديمها للمجتمع في المنطقة وتشمل هذه المجالات: وقاية النباتات ومكافحة الآفات، والزراعاتالمحمية، النباتات الطبية والعطرية، التسميد العضوي والحيوي، والممارسات الزراعية المثلى للزراعات القائمة “الزيتون”، الطاقة الجديدةوالمتجددة، فضلاً عن تحليه المياه، والإنتاج الحيواني والداجني.
واستكمالاً لجهود وزارة الزراعة في تحسين الخدمات المقدمة لأبناء الحسنة، تم تقديم عدد من المشروعات التنموية والتي بلغت 256 مشروعاًاستفاد منها حوالي نصف أهالي منطقة الحسنة، بإجمالي تكلفة حوالي 2.5 مليون جنيه.
كما يشمل البرنامج أيضاً برنامج دمج أبناء سيناء في التنمية المستدامة بمنطقة الشيخ زويد، حيث اهتم مركز بحوث الصحراء، ان تتم كافةالانشطة في إطار التشاركية بالتدريب ورفع المهارات اللازمة لاستدامة هذه المشروعات من خلال عقد 10 دورات تدريبية وورش عمل في مجالاتالانشطة الزراعية المختلفة، والتي تشمل: النباتات الطبية والعطرية، الممارسات الزراعية المثلى للزراعات القائمة “الزيتون”، الإنتاج الحيوانيوالداجنى، التي تم تقديمها للمجتمع في المنطقة.
وتنفيذاً لتوجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تم توفير 20 الف شتلة زيتون، بالإضافة إلى تقديم كل الدعم لمنطقة الشيخزويد، حيث توجه فريق المركز البحثي للمنطقة لدراسة أولويات احتياجات الأهالي والمتابعة على أرض الواقع لتحسين الخدمات المقدمة إلى أبناءالشيخ زويد، حيث تم تقديم 81 مشروع تنموي استفاد منها حوالى 421 مواطن تكلفة حوالى نصف مليون جنيه.
مشروعات صغيرة للمرأة والشباب بسيناء
فيما تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، جهودها لتحقيق التنمية في شبه جزيرة سيناء، كان للجهاز التنفيذي لمشروعات التنميةالشاملة، التابع للوزارة، دوراً في تقديم الدعم لأبناء سيناء، وذلك ضمن مشروع توزيع مشروعات الأغنام بالمناطق الحدودية بالتعاون مع وزارةالتضامن الاجتماعي، لتنمية المرأة الريفية وخلق فرص عمل لها من خلال تملكها للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، حيث يستهدف المشروع،إلحاق القادرين على العمل والمستفيدين من برنامج الدعم النقدي تكافل وكرامة في سوق العمل من خلال تملكهم للمشروعات الصغيرة ومتناهيةالصغر بعد بناء قدراتهم من خلال التدريب والتأهيل.
وضمن مناطق عمل هذا المشروع محافظة شمال سيناء في مناطق: بالوظة، بئر العبد، العريش، الشيخ زويد، كذلك محافظة جنوب سيناء فيمناطق: الطور، وادي فيران، وسانت كاترين.
ووفقاً لما أنجزه الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، تم بمحافظة جنوب سيناء توزيع 450 مشروع، بواقع 180 مشروع بسانت كاترينو130 مشروع بالطور و140 مشروع، بتكلفة 10 آلاف جنيه لكل مشروع، بإجمالي 4.5 مليون جنيه، ويتكون كل مشروع من اثنان من اناث الماعزالشامي الخليط العشار وكمية من العلف.
كذلك الحال بمحافظة شمال سيناء، حيث تم توزيع 450 مشروع، بواقع 183 مشروع بالعريش والشيخ زويد و135 مشروع ببالوظة و132 مشروع ببير العبد بتكلفة 10 آلاف جنيه، لكل مشروع بإجمالي 4.5 مليون جنيه، ويتكون كل مشروع من اثنان من اناث الماعز الشامي الخليطالعشار وكمية من العلف.
“المحسمة” و “بحر البقر” المشروعان الأفضل والأكبر عالمياً
ومما عزز من جهود التنمية الزراعية في شبه جزيرة سيناء، مشروعات قومية عملاقة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعل من بينها محطتيمعالجة المياه لمصرفي بحر البقر والمحمسة، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف بحر البقر إلى 5.6 مليون م3/يوم للمساهمة فياستصلاح نحو 250 ألف فدان بشمال سيناء، في حين وصلت الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف المحسمة إلى مليون م3/يوم لزراعة 55 ألففدان، ومخطط أن تصل إلى 105 ألف فدان.
وقد حصل المشروعان على اشادات من مؤسسات عالمية كبرى، حيث أكدت مجلة ENR أن مصر تعمل على تطوير سيناء لتصبح مكاناً أكثر جاذبيةللعيش والعمل، وأن ضمن تلك الجهود محطات التحلية والمعالجة بما في ذلك محطة المحسمة التي حصلت على جائزة أفضل المشروعات العالميةفي عام 2020، كذلك محطة بحر البقر، والتي اعتبرتها مرفقاً جديداً لمعالجة المياه، والتي استغرق انشاءها أقل من عامين، لتعزز من جهودوأهداف التنمية بسيناء، حيث حصلت على جائزة أفضل مشروع في العالم عام 2021، كذلك سجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية محطةبحر البقر في شبه جزيرة سيناء كأكبر محطة معالجة في العالم، حيث تقدم مصدراً هاماً لمياه الري وحلاً فعالاً لدعم الزراعة بمنطقة سيناء.
تطوير بحيرة البردويل ومشروعات لتنمية الثروة السمكية
وشملت خطط واستراتيجيات تنمية شبه جزيرة سيناء أيضاً، قطاع الثروة السمكية وتنميتها، حيث نفذت الدولة المصرية مشروعاً لتطوير بحيرةالبردويل بشمال سيناء، حيث تم رفع كفاءة وتطوير عدد ٤ مراسي صيد بالإضافة إلى إزالة العوائق الموجودة بها بإجمالي ٣٥٠٠ طن عوائق،وتطهير البواغيز في المرحلة الأولى، والانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء قرى للصيادين واتخاذ الإجراءات التنفيذية، كذلك الالتزام بتنفيذالراحة البيولوجية للبحيرة في المواعيد المخططة، بتكلفة ١٢٠ مليون جنيه.
ولمنع صيد الزريعة وإهدار الثروة السمكية تم التعاون بين أجهزة الدولة المعنية ووضع رؤية لمنع صيد الزريعة والصيد الجائر وتنفيذ قوانينالصيد والاهتمام بالصيادين وأحوالهم المعيشية.
ولتطوير صناعة الأسماك تم الاستعانة بالخبرات الأجنبية، ولتصدير المنتج تم إنشاء صالة للفرز والتصدير في مرسى إغزوان ببحيرة البردويلوالحصول على رخصة التصدير للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إنشاء مركز للأبحاث والتطوير حيث يحتوي على معامل متخصصة تعمل فيمراقبة جودة المياه والغذاء الحي للأسماك وصحة أمراض الأسماك وتركيب وجودة الأعلاف.
واستهدفت خطة تطوير بحيرة البردويل بشمال سيناء: الحفاظ على الانواع المهددة بالانقراض بالبحيرة والتي تعيد التوازن البيئي للبحيرة ورفعإنتاجياتها، والحصول على المعاملات البيولوجية والديناميكية ومواصفات المصيد والتي تشكل مدخلات النماذج التحليلية التي تؤدى بدورهاالى تحديد وبناء استراتيجية ادارة البحيرة وتنميتها، فضلاً عن تطوير مراسي ومعدات الصيد بالبحيرة من: أدوات تداول الأسماك، شباك وحرفالصيد، فضلاً عن غرف التبريد والتجميد، كذلك تم رصد وتحديد التغيرات المرتبطة بجودة ومواصفات المياه: بيئية، فيزيقية، وكيميائية، والتي لهاتأثير مباشر على الانتاجية الحيوية للبحيرة وتحديد مصادر التأثير وايجاد الحلول للحد من الاثار السلبية على جودة المياه.
ذلك بالإضافة الى مشروعات عملاقة للاستزراع السمكي، لعل من بينها أنه تم تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعي هيئة قناة السويسوالفيروز للاستزراع السمكي، وذلك في وقت يجري فيه العمل على إنشاء 8 قرى للصيادين بتكلفة 3.5 مليار جنيه.
اقرأ أيضا
الاستزراع السمكي.. جهود “المركز الدولي” وتحديات الإنتاج والطاقة المتجددة
الاستزراع السمكي.. جهود الدولة لاستعادة وتطوير البحيرات وخريطة توزيع الإنتاج
لا يفوتك: دور مركز البحوث الزراعية فى التنمية وتحقيق الامن الغذائى