الزراعة الهيدروبونيك واحدة من البدائل الهامة، التي تسعى التجارب البحثية لتعظيم أوجه الاستفادة منها، بما يسهم في مضاعفة الإنتاجية، وسد الفجوة الغذائية من بعض المحاصيل، التي تقلصت أو تراجعت مساحتها في طرق الزراعة التقليدية.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء شحات الديبة – المدرس بكلية الزراعة جامعة القاهرة – ملف مميزات وعيوب الزراعة بدون تربة بالشرح والتحليل.
في البداية أكد الدكتور علاء شحات الديبة أن نظم وتقنيات الزراعية الهيدروبونيك مثلها مثل سائر التقنيات المتعارف عليها في أي مجال، موضحًا أنه لا يوجد أي نظام خالي من العيوب، وهي المهمة التي تقع على عاتق البحث العلمي، حيث يعمل الأخير على إيجاد كافة الحلول الملائمة لتصحيح المسار، وتجاوز كافة المعوقات التي تحول دون الوصول إلى النتائج المرجوة.
ولفت “الديبة” إلى انتشار الأبحاث التي تدور حول تقنية الزراعة الهيدروبونيك، موضحًا أنه يوجد حاليًا عدد كبير من الباحثين المتخصصين في هذا الملف، فيما لا يزال الجانب التطبيقي في مراحله الأولى، حيث لا يتعدى عدد المزارع التي تنتج محاصيل بهذه الطريقة أصابع اليد الواحدة.
وبرر “الديبة” قلة عدد المزارع التي تقوم بتطبيق تقنية الزراعة الهيدروبونيك على أرض الواقع، بأن توافر كافة الظروف المواتية للزراعة التقليدية من تربة ومناخ ومياه، يمثل أحد أسباب عدم وجود الدافع الحقيقي للاعتماد عليها بشكل أساسي، ما يضعها في خانة “البديل المشروط”، أو الحل الذي قد يتم اللجوء إليه مستقبلًا حال تبدل الظروف.
وتطرق المدرس بكلية الزراعة جامعة القاهرة إلى بعض الاستراتيجيات التي يتم الاعتماد عليها، لعلاج بعض أوجه القصور التي قد تشوب قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية من الوسط المائي، موضحًا أن علاج هذه الإشكالية يكون بواحدة من طريقتين، الأولى يتم فيها إضافة بعض الكائنات الدقيقة أو البادئات العضوية، لتحسين قدرة النبات على الامتصاص.
وعرض “الديبة” ملامح الطريقة الثانية، موضحًا أنها تعتمد على الاستفادة من ثنائية المزارع السمكية والزراعة الهيدروبونيك، بحيث تتم الزراعة داخل الوسط المائي الذي تتم تربية المياه بداخله، كأحد الحلول الناجحة التي أجازتها التجارب البحثية الحديثة.
وكشف “الديبة” عن أهم اشتراطات تطبيق هذه الاستراتيجية التي تجمع ما بين المزارع السمكية وتقنية الهيدروبونيك، والتي رهنت نجاح التجربة برمتها بتوفير العلائق الغذائية للأسماك، حتى لا تضطر الأخيرة للتغذي على النباتات ذاتها.