الزراعة النظيفة هي أحد المفاهيم التي تحركت غالبية الدول والحكومات صوب تطبيق آلياتها، للحد من حجم التلوث والأضرار البيئية الجسيمة، الناجمة عن استخدام المبيدات والمركبات الكيميائية، في المُعاملات الزراعية الأساسية الخاصة بالتسميد ومكافحة الآفات والإصابات المرضية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أيمن حمودة – مدير عام مُكافحة الآفات بوزارة الزراعة – عن هذا الملف بالشرح والتفصيل، موضحًا أهم الآليات والمعايير التي يقوم عليها مفهوم الزراعة النظيفة، والطرق التي يعتمد عليها هذا الأسلوب، للحد من مُعدل الإصابات وحجم الفاقد والهالك من المحاصيل الزراعية.
مفهوم الزراعة النظيفة
في البداية عرف الدكتور أيمن حمودة مصطلح الزراعة النظيفة، على أن نظام زراعي مُتكامل يعتمد على المواد الطبيعية دون اللجوء أو الاستعانة بأي مواد أو مُستحضرات كيميائية، في أي مُعاملة من مُعاملاته.
ولفت إلى أن هذا الإجراء أصبح منهجًا أصيلًا يعمل به قطاع عريض من المُزارعين، للحصول على مُنتج آمن وصحي وخالي من مُتبقيات المُبيدات أو أي مُلوثات أخرى، من شأنها الإضرار بالبيئة أو الإنسان.
موضوعات قد تهمك:
صوامع القمح الطينية و”رماد الأفران”.. 3 خطوات لنجاح التخزين بالطرق القديمة
معاملات التسميد والمكافحة في مفهوم الزراعة النظيفة
أوضح “حمودة” أن الزراعة النظيفة تعتمد بالكلية على المواد الطبيعة في كامل مُعاملاتها، سواء تلك الخاصة بالتسميد، أو مكافحة الإصابات والمُسببات المرضية، لافتًا إلى أن اللجوء لإعادة تدوير المُخلفات النباتية، بات هو الطريق الأفضل والأشمل، الذي يضمن إمداد التربة بالمكونات والعناصر الغذائية اللازمة لها، دون تعريضها لأي مُلوثات أو مُستحضرات كيميائية.
وأشار الدكتور أيمن حمودة إلى أن الأمر عينه ينطبق على تغيير أنماط وآليات طُرق المُكافحة الخاصة بالآفات والمُسببات المرضية، وهو الإجراء الذي يعتمد على تعظيم الاستفادة من الكائنات الدقيقة الصديقة للبيئة أو ما يُعرف بطرق “المكافحة الحيوية”، مؤكدًا أنها حققت نجاحًا باهرًا بالنسبة للنشاط الزراعي.
لا يفوتك.. التسمم الغذائي الحيواني.. الأعراض والتشخيص والعلاج
أبرز الفوارق ما بين الزارعة النظيفة والعضوية
أكد مدير عام مُكافحة الآفات بوزارة الزراعة، عدم وجود فوارق جوهرية ضخمة أو ملموسة يمكن رصدها، بين أساليب الزراعة النظيفة والعضوية، مُشيرًا إلى أن كلا الاتجاهين يعتمدان بنسبة 100%، على المواد والموارد الطبيعية، لأداء كافة المُعاملات الخاصة بالنشاط على مدار الموسم، دون الحاجة للاستعانة بأي مُركب كيميائي.
وكشف “حمودة” أن الفوارق بين الطُرق التقليدية والزراعة النظيفة، تتجلى بشكل واضح في قيمة المحصول والمنتج النهائي، حال طرحه في الأسواق أو تصديره للخارج، والتي تحسم الكفة لصالح الأخيرة.
إقرأ أيضًا:
مشاتل زراعة الفراولة.. خطوات التأسيس والإعداد والبدائل المُتاحة لخفض التكاليف