إنتاج التمور واحدة من الملفات الواعدة، التي سيتم البناء عليها، كأحد ركائز الأمن القومي الغذائي، وهو الملف الذي أولته الدولة كامل اهتمامها، ودشنت من أجله مشروعات قومية ضخمة، وهي المسألة التي تطرق إليها الدكتور السيد مصطفى قاعود – أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة بالإسماعيلية جامعة قناة السويس، وعضو الهيئة الاستشارية العليا لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
موسم استثنائي وإنتاجية مرتفعة لـ”التمور”
في البداية الدكتور أكد “قاعود” أن الموسم الحالي كان مثمرًا لمزارع الفاكهة في مصر، بفضل الظروف المناخية السائدة في مصر، برغم التغيرات الحادة، موضحًا أنها ساعدت في توفير البيئة الملائمة لتحقيق معدلات إنتاجية مرتفعة، وهي المسألة التي انعكست بالإيجاب على جموع المستهلكين، لافتًا إلى وفرة بعض المحاصيل المحببة لهم كـ”المانجو” في الأسواق، ومشيرًا إلى أن إنتاج التمور هذا العام تميز بشكل خاص.
فوائد التنوع الجغرافي لمصر
أضاف أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية أن مصر تتمتع بتنوع جغرافي يسمح بزراعة أنواع مختلفة من النخيل، ومساحة شاسعة على امتداد 1600 كيلومتر من شمال البلاد إلى جنوبها، مشيرًا إلى أن هذا التنوع الجغرافي أدى إلى وجود أصناف متعددة من التمور في الأسواق هذا العام، مثل البلح الحياني والزغلول والسماني والبارحي، موضحًا أن هذه الأصناف ظهرت في توقيت واحد، مما أسهم في تحقيق التوازن المطلوب والصحي لأسعار التداول.
تحالفات الجمعيات الزراعية أبرز الحلول للقضاء على جشع التجار
ولفت “قاعود” الانتباه إلى وجود تفاوت كبير بين ما يتحصل عليه المزارعون من التجار، وأسعار التداول الفعلية التي يتم طرحها للمواطنين في الأسواق، محذرًا من التداعيات السلبية الناجمة عن وجود هذه الفجوة الكبيرة، والتي تقلص معدلات ربحية المزارعين، داعيًا لتشكيل تحالفات بين الجمعيات الزراعية والمزارعين، لإنشاء منافذ تسويقية مباشرة بين المزارع والمستهلك، مؤكدًا أن هذا الطرح سيقلل الفجوة السعرية الموجودة، ويضاعف حدود ربحية المزارعين، مع إتاحة الفرصة لتوفير منتج عالي الجودة لجمهور المستهلكين بأسعار في المتناول.
فوارق إنتاجية
اختتم أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية حديثه بالإشارة إلى الفوارق الكبيرة في معدلات إنتاجية النخيل بمصر مقارنة بالمستويات العالمية، موضحًا أن النخلة في مصر تحقق إنتاجية تصل إلى 650 كيلوغرام، وهي ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، علاوة على إمكانية استغلال كل جزء من النخلة لتعزيز القيمة المضافة ومضاعفة حدود الدخل والربحية المتوقعة، بالنظر إلى تصنيف التمور كأحد المحاصيل التصديرية الهامة، وداعيًا إلى تفعيل دور محطات التصدير لزيادة الاستفادة من هذا المحصول الاستراتيجي.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
أشجار النخيل.. المعاملات الفنية وقواعد التسميد الواجبة ومحاذير رش المغذيات الورقية
أهم العمليات الزراعية المؤثرة على إنتاج التمور