الزراعة المائية هي أحد الحلول التي طرحتها الجهات البحثية المُتخصصة، لتدبير الاحتياجات الغذائية بشكل يتجاوز كافة المصاعب المُتوقعة، والتي ترتبط بالتغيرات المُناخية وتداعياتها السلبيةعلى النشاط الزراعي بغالبية دول العالم، بالشكل الذي استدعى إيجاد البدائل المُناسبة.
خلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد غريب، الباحث بقسم بحوث الزراعات المحمية، بمعهد بحوث البساتين، عن الزراعات المائية بوصفها أحد الملفات التي تلقى اهتمامًا كبيرًا من الدولة وكافة الجهات البحثية المعنية، في سبيل التغلب على إشكالية الشُح المائي، وإيجاد سلالات جديدة يمكنها تجاوز هذه الأزمة، دون التأثير على احتياجاتنا الغذائية.
الزراعة المائية.. الحل السحري لمُعضلة محدودية الموارد
في البداية تحدث الدكتور محمد غريب عن الزراعة المائية بوصفها حلًا سحريًا يُعزز مفاهيم وتطبيقات التوسع الرأسي، التي تستهدفها الدولة، للتغلب على مسألة وأزمة الشح المائي، الناتجة عن الزيادة السكانية الرهيبة، مع محدودية الموارد المُتاحة.
وأوضح أن الزراعة المائية تُعد أحد الحلول الاستباقية التي تسعى الدولة والقيادة السياسية لاعتمادها، كخطة يمكن الاعتماد عليها، للحفاظ على الأمن الغذائي المصري، في ظل التحديات التي تواجهنا فيما يخص ملف المياه.
ولفت الدكتور محمد غريب إلى ضرورة أن يُصاحب ملف الزراعة المائية، تحديثًا وتطويرًا مماثلًا للتقنيات والتكنولوجيا الميكنة الزراعية، بما يخدم ويصب في صالح نجاحها في تحقيق النتائج المأمولة منها، حال استحالة مواصلة هذا النشاط في ظل الظروف العادية التقليدية.
موضوعات قد تهمك:
اللحوم المغشوشة.. أبرز علاماتها وكيفية اكتشافها
أكد الدكتور محمد غريب إلى إمكانية تنفيذ الزراعة المائية على المساحات الكبيرة والضخمة، مؤكدًا أنها لا تقتصر على المساحات الصغيرة فقط، لافتًا إلى إمكانية تعميمها والتوسع فيها دون أي قيود تحول دون نجاحها في تحقيق نتائج طيبة.
آليات تنفيذ الزراعة المائية
أوضح أستاذ معهد المحاصيل البستانية أن تنفيذ مشروعات الزراعة المائية يعتمد على فكرة الأنابيب، موضحًا أنه يتم تمرير سائل مُغذي يجمع كافة العناصر التي يحتاجها النبات، بعد ضبط مُعامل الحموضة “BH”، بعيدًا عن التربة، والمُعرقلات التي قد تتنشر فيها مثل الملوحة أو الجفاف أو النيماتودا.
لا يفوتك.. دور اتحاد نحالين العرب في دعم صناعة العسل
مميزات الزراعة المائية
كشف الدكتور محمد غريب عن أهم مميزات تقنيات الزراعة المائية، مؤكدًا أنها وبجانب قدرتها على تجاوز وتلافي كافة المعوقات الموجود في الطرق التقليدية، فإنها تتسم بقدرتها الفائقة على إعادة تدوير المحلول المُغذي المُستخدم فيها، بما يُسهل عمليات تعديل وإضافة العناصر الغذائية لها، بالشكل الذي يضمن مرور الموسم الزراعي بنفس القدر من الثبات والاتزان دون أي خلل مُفاجىء.
إقرأ أيضًا:
تربية السمان المنزلي.. عزيزي المُربي احرص على توافر هذه الشروط
التغلب على مشكلة قلوية التربة
لفت الدكتور محمد غريب إلى ميزة أخرى تتمتع بها الزراعة المائية، والتي تتلخص في التغلب على إشكالية قلوية التربة، وهي السمة الغالبة على كافة الأراضي المصرية، مؤكدًا أن تلك التقنية تُمكن المُزارع من ضبط الوسط ومًعادلة مُعامل “BH” بالشكل الذي يتيح للنبات امتصاص العناصر الغذائية بسهولة ويسر، مُشيرًا إلى أن حجم الأراضي المزروعة وفقًا لهذه الطريقة لا يزال ضئيل جدًا ولا يتعدى حدود المُبادرات الفردية.
ومن المعروف أن قلوية التربة تحول دون قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية التي يتم توفيرها عن طريق الأسمدة، ما يستدعي البدء أولًا بإضافة بعض الأحماض لمُعادلة الـ “BH” قبل الشروع في باقي المعاملات وفقًا لطرق الزراعة التقليدية.