الموالح تعتبر المحصول الأول فى مصرحيث بلغت المساحة الكلية للموالح طبقا لإحصائية سنة 2018( 650¸486) فدان تنتج حوالى( 353¸330¸4 ) طن -لأصناف عديدة مثل البرتقال أبو سره والصيفى والبلدى والسكرى واليوسفى والليمون والجريب فروت .
وتجود زراعة الموالح فى أراضى مختلفة تتراوح بين الرملية إلى الطينية وتعتبر التربة العميقة ذات القوام المتجانس جيدة التهوية أنسب الأراضى لزراعة الموالح .
وتلعب المادة العضوية دورا هاما فى حل مشاكل الأراضى حيث تكون جزءًا هاما من مركب الإمتصاص الذى يحتفظ بالعناصر الغذائية فى متناول النبات ،وفى نفس الوقت تُعتبر المادة العضوية مصدرًا هاما للطاقة الازمة لمعظم كائنات التربة . وبتحلل المادة العضوية تنفرد مكوناتها من العناصر الغذائية ، حيث يستفيد منها النبات كما تنفرد الأحماض العضوية التى تساعد فى زيادة الإستفادة من بعض العناصرغير الميسرة للنبات كالفوسفوروالحديد والأحماض الأمينيه والسكريات والفيتامينات حيث يمكن للنبات الإستفادة منها وبذلك تزيد كفاءة إنتاج المحاصيل المختلفة .
ولقد وجد ان إضافة المادة العضوية للأراضى الرملية تؤدى إلى زيادة تماسك الأرض وزيادة قدرتها على الإحتفاظ بالماء مع رفع خصوبتها وزيادة مقدرتها على إمداد المحاصيل المنزرعة بإحتياجاتها من العناصر الغذائية كما تقوم المادة العضوية بدور هام فى التغلب على مشاكل التربة الجيرية ، حيث تؤدى إضافتها إلى تحسين خواصها الطبيعية .
دور الأسمدة العضوية في زراعات الموالح
ويؤدى إضافة الأسمدة العضوية للتربة في زراعات الموالح إلى تحقيق
• إمداد التربة بالعناصر الكبرى والصغرى : حيث تحتوى المادة العضوية على النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم فى صورتها الميسرة للنبات والبطيئة الإنحلال وتظل مستمرة على مدى
عمر النبات وقد يمتد أثرها للمحصول التالى , كما تحتوى المادة العضوية على العناصر الصغرى مثل الحديد والمنجنيز والنحاس والزنك وغيرها . ويتم إنطلاق العناصر من الأسمدة العضوية بكميات تتلائم مع إحتياجات النبات نتيجة النشاط الميكروبى بالتربة وتحلل المادة العضوية وتخليق النيتروجين الحيوي والذي يعتبر أفضل أنواع النيتروجين للنبات.
• تحسين بناء التربة وحفظ الرطوبة : أثناء تحلل الأسمدة العضوية فى التربة وتكوين الدبال فإنة يؤدى إلى تكوين مركبات معقدة من الطين والدبال مما يساعد على تحبب الأراضى المندمجة (الطينية الثقيلة) وتجميع حبيباتها الصغيرة جدا في شكل حبيبات كبيرة مما يزيد من قدرتها علي التهوية ، وكذلك تماسك الأراضى المفككة (الرملية) وزيادة قدرتها على الإحتفاظ بالماء.
• إمداد التربة بالكائنات الحية الدقيقة المفيدة : تؤدى إضافة المادة العضوية للتربة إلى إمدادها بملايين من البكتيريا
والفطريات الهوائية التى لها دور كبير فى تثبيت نيتروجين الهواء الجوى ونجاح عملية التأزت بتحويل النيتروجين المعدني والنيترجين العضوي إلي نيتروجين حيوي والذي يعتبر أفضل صور النيتروجين للنبات ، وكذلك إنطلاق الفوسفور والبوتاسيوم. هذا إلي جانب أنها تقوم بالمساعدة في تحلل المواد العضوية وإنطلاق العناصر الغذائية.
• إمداد التربه بالمضادات الحيويه : نتيجة لنشاط الكائنات الحية الدقيقه أتناء تحلل الأسمدة العضوية فإنه يتكون الألاف من المضادات الحيوية والإنزيمات والقيتامينات ومنشطات النمو الطبيعية التي تصل إلي التربة وتساعد في نمو النباتات بصورة جيدة وقوية، هذا الي جانب أن هذه المضادات الحيوية يكون لها دور إيجابي في القضاء علي الفطريات والبكتريا المرضية الموجودة في التربة مما يحسن من حالة النباتات ونموها.
• التخلص من المواد السامة في التربة: تعمل الأسمدة العضوية في التربة علي تخليب العناصر الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم عن طريق تكوين روابط مع معقد الدبال مما يجعلها غير قابلة للإمتصاص بواسطة جذور النباتات.
التسميد العضوي منه أنواع كثيرة منها: التسميد الأخضر(المخلفات النباتية) ، السماد البلدي (السباخ البلدي) ، سبلة الدواجن ، السماد العضوي الصناعي (الكمبوست بأنواعه النباتي أو الحيواني أو المختلط نباتي حيواني) ، سماد البيوجاز ، سماد القمامة ، سماد البودريت ، سماد الحمأة.
الكومبوست
الكمبوست كأحد الاسمدة العضوية يعمل على تحسين خواص التربة الطبيعية والكيميائية والحيوية وزيادة خصوبتها ، كما يعمل على تحسين خواص البناء الأرضى فى الأراضى الرملية مما يزيد من قدرتها علي الإحتفاظ بالماء وتحسين التهوية فى الأراضى الطينية ، كما يعمل كعامل منظم لpH التربة وبالتالى يجعل العناصر أكثر تيسرًا للإمتصاص.
وتشير الدراسات التي تناولت معدنة العناصر السمادية بالسماد العضوي أن 35٪ من عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم يتم تيسرها خلال السنه الأولي ، 35٪ في السنه الثانية ، 30٪ في السنه الثالثة.
ووجد أن إضافة المخصبات الحيوية لها دور هام جدا فى إنتاج أحماض عضوية وغير عضوية من شأنها تعمل على إذابة للعناصر الموجودة فى الصخور الطبيعية وجعلها فى صورة ميسرة للإمتصاص .
فتقوم بكتيريا الأزوتوباكتر بتثبيت النيتروجين الجوى ,وبكتيريا الباسلس تساعد على تيسير عنصرى الفوسفات والبوتاسيوم وتحويلهم من الصورة الغير ميسره للإمتصاص الى الصورة الذائبة الميسرة للإمتصاص للنبات فى منطقة إنتشار المجموع الجذرى.
وأيضا للتسميد الحيوى دورا هاما فى توفير حوالي من 25- 30٪ من مصادر النتروجين المعدنى ويجعل إمتصاص العناصر المعدنية فى النباتات أكثر تيسرًاعلاوة على ذلك أنة يعطى أفضل نتائج بالنسبة للنمو والمحصول والصفات الطبيعية والكيماوية للثمار.
وأكدت الدراسات العلمية الحديثة أن إستخدام الزراعة العضوية الطبيعية التى تعتمد على الأسمدة العضوية والكائنات الحية الدقيقة المفيدة وذلك من أجل الحصول على غذاء صحى آمن مع إنتاجبة أكثر جودة وفى نفس الوقت المحافظة على بيئة نقية ونظيفة .
الوظائف التى تقوم بها الكائنات الحية الدقيقة فى المحافظة على خصوبة التربة :
إفراز إنزيمات تقوم بتحليل المواد العضوية المعقدة ومعدنة العناصر الغذائية الموجودة بها أى تحويلها من الصورة اللاعضوية الغير ذائبة الى الصورة المعدنية الذائبة التى يستطيع النبات إمتصاصها والاستفادة بها .
• إفراز الأحماض التى تقوم بإذابة العناصر المعدنية الموجودة فى التربة مثل إذابة أملاح الفوسفات الصخرى غير الذائبة وتحويلها إلى أملاح فوسفات ذائبة وكذلك عنصر البوتاسيوم وغبرة من العناصر .
• إفراز بعض المواد المخلبية التى تيسر للنبات إمتصاص العناصر.
• أكسدة مركبات الكبريت غبر الذائبة وتحويلها الى صورة ذائبة .
• تثبيت أزوت الهواء الجوى مما يزيد من محتوى التربة من النيتروجين وكذلك تمثيل ثانى أكسيد الكربون بواسطة البكتيريا مما يزيد من الكربون العضوى .
• تحسين بناء التربة عن طريق تجميع حبيبات التربة بربطها مع بعضها بواسطة خيوط هيفات الفطريات والإكتينوميسيتات أو لصقها بواسطة مواد صمغية لزجة تفرزها الكائنات الحية الدقيقة مما يزيد من درجة التهوية فى التربة .
• تساعد الكائنات الحية الدقيقة على تكوين الدبال فى التربة الزراعية وهو مركب معقد له طبيعة غرويه ناتج من تحلل المواد العضوية وهو يؤدى إلى زيادة السعة التشبعية والسعة التبادلية والقدرة التنظيمية لدرجة Ph التربة ، كما يعتبرمخزن للمواد الغذائية فى التربة مما يحسن من خصوبة التربة .
• إفراز منظمات النمو النباتية الأمر الذي يسرع من معدل نمو النبات.
• إفراز مضادات حيوية تثبط نمو بعض الميكروبات الممرضة للنبات.
• إمداد التربة بأعداد وفيرة من الكائنات الدقيقة المفيدة تنافس الميكروبات المريضة وتحول دون نشاطها وإصابتها للنبات .
• تخلق الإسترات التي لها تاثير طارد للحشرات الضارة .
• تكسير المواد السامة والتخلص منها مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الحشانش .
• تكوين مركبات معقدة من العناصر الثقيلة وبذلك تكون في صورة غير صالحة لإمتصاصها بواسطة النبات.
• الفوائد الإقتصاديه لإستخدام التسميد الحيوي في زراعات الموالح
1. الحد من إستخدام الكيماويات الزراعية التي تُعتبر مكلفة للمزارع وأيضا تفقد التربة تنوعها الحيوي وبالتالي تتدهور التربة ولايجد النبات إحتياجاته الحيوية منها وتخل بالتوازن البيولجي وهذا يقلل من دخل المزارع بالإضافة إلي ما تسببه من تلوث البيئة.
2. النباتات المعاملة تكون أسرع في النمو وتعطي محصولا مبكراً.
3. الإسراع في إنبات البذور وخروج البادرات مما يقلل من فرصة إصابة البادرات بالأمراض.
4. الحصول علي إتناج عالي من الموالح كما ونوعا ويتحمل التسويق وهذا يُدر دخلاً للمزارع.
5. زياده خصوبة التربة وتنوعها البيولجي.
6. تحسين البناء الطبيعي للتربة وبالتالي سهولة إجراء العمليات الزاراعيه وتقليل تكاليفها بالإضافة الي تحسين الخصائص الكيميائية.
7. يجب إضافة التسمبد الحيوي علي فترات للمحافظة علي تعداد هذه الكائنات في التربة.
فوائد الاسمدة العضوية في زراعات الموالح
• تعتبر مخزنا رئيسيا وميسراً للعناصر السمادية الضرورية لنمو النبات.
• تمد ميكروبات التربة بالغذاء والطاقة التي تمكنها من تحليل المادة العضوية وإنطلاق العناصر الغذائية بالصورة الميسرة للنبات.
• تحافظ علي الإتزان البيولوجي لكائنات التربة.
• تُعتبر مصلحا أساسيا للخواص الطبيعية والكيميائية للتربة حيث تعمل المادة العضوية علي تحسين البناء الأرضي في الأراضي الرميلية وتحسين التهوية والتبادل الغازي في الأراضي الجيرية والطينية.
• تعمل علي زياده السعة التبادلية الكاتيونية للتربة مما يرفع من قدرتها علي الإحتفاظ بالعناصر الغذائية وعدم فقدها من مياة الصرف.
• تتخذ كعامل منظم للتربة ضد التغيرات السريعة في الحموضة والقلوية والملوحة والعناصر السامة وبقايا المبيدات والتلوث الكميائي.
• تحمي سطح االتربة من التجريف بالمياة والرياح والإحتفاظ بتجمعات حبيبات التربة وزيادة السعة التشبعية بالماء والماء اليسر وزيادة مدة ترطيب سطح التربة.
• تحافظ علي درجة حرارة التربة ورطوبتها وتهويتها ونفاذيتها مما يؤدي إلي سهولة إنتشار الجذور ونمو النباتات.
• تمد النباتات بالمغذيات الضرورية وبصورة منتظمة طوال مدة نموه وإمتصاصه للعناصر وحسب احتياجاتة منها ، سواء كانت عناصر كبري او صغري.
• تجعل الفوسفات والعناصر الصغري الضرورية في صورة أكثر يسرا للإمتصاص بوسطة نباتات الموالح .
• تعمل علي زيادة قدرة الأراضي الرملية علي الإحتفاظ بماء الرى بزيادة قدرة حبيبات التربة علي الإلتصاق مع بعضها ومن ثم تزيد الفراغات الشعرية بها.
تأثير إضافات التسميد الكيماوى بمعدلات زائدة على الموالح
إن الإستعمال الزائد للتسميد المعدنى يؤدي إلى زيادة فى محتوى النيتريت والنترات فى عصير ثمار الموالح وأيضا فى محتوى التربة ويؤثر على محتوى النترات فى النبات وأن تراكم النترات فى النبات ينتج نيتريت الذى يتحول لأكسيد نيتريك بإتحاده مع الأكسجين فيختزل النترات لبيروكسى نيتريت وهو مركب عالى السمية للنبات ، وتراكم النترات فى النبات يُعتبر خطيرا على صحة الانسان، وخاصة الإصابة بالأمراض السرطانية وضيق فى التنفس وموت الأطفال بمرض يطلق علية (بالموتة الزرقاء).
أيضا الإفراط فى إضافة التسميد المعدنى يكون له مخاطرجســيمه فى تأثيرة على الظروف البيئية حيث يُفقَد من خلال الصرف ويُسبب تلوث القنوات المائية ، وزيادة فى ملوحة التربة وحدوث تثبيط فى إمتصاص العناصر الغذائية .
وقد أوضحت كثير من الأبحاث فى دراسة إضافة التسميد العضوى والحيوى على إنتاجية الموالح وجودة ثمار أشجار البرتقال أنة بإضافة (25٪ كومبوست +75٪سماد معدنى+إضافة تسميد حيوى(نيتروبين) ، أوإضافة (50٪كومبوست+ 50٪ سماد معدنى+إضافة التسميد الحيوى(نيتروبين) أعطت أفضل النتائج من حيث النمو الخضرى وأفضل معدلات فى المحصول ، وكذلك إعطاء أفضل صفات فى جودة الثمار الطبيعية والكيميائية ، وذلك لتقليل التلوث البيئى وانتاج ثمارأمنة .حيث يزداد الطلب في أسواق التصدير العالمية علي المنتج الزراعي ذو صفات الجودة العالية وآمن غذ ائياً.
وأجريت دراسة تهدف إلى دراسة تأثير السماد العضوى والصخور الطبيعية وبعض الأسمدة الحيوية على انتاجية الموالح وجودة ثمار اشجار اليوسفى البلدى وإتضح من الدراسة إمكانية إستخدام التسميد العضوى (كمبوست النيل النباتي) ومخلوط المعادن الطبيعية والمركبات الحيوية كبديل للاسمدة المعدنية بمعدل يصل الى (50٪كمبوست نباتي من المعدل الموصى بة مع التسميد الحيوى مع إضافة مخلوط المعادن أو الصخور الطبيعية من الفسفور والفلسباركمصدر للفوسفور والبوتاسيوم علي التوالي ) فكانت أفضل المعاملات لتسميد أشجار اليوسفى البلدى وذلك للحد من التلوث البيئى وإنتاج غذاء آمن وإنتاج ثمار ذات صفات جودة عالية وآمنة خاصة الحد من الآثر الضارلكل من النيتريت والنترات فى عصير الثمار فهما من الأسباب الرئيسية الضارة بصحة الإنسان، وأيضا زيادة النشاط البيولوجى بالتربة ممايكون له أثر إيجابى للحالة الطبيعية للتربة فيُحسن إمتصاص العناصر ويُزيد من إنتاجية المحصول .
إن العودة إلي الزراعة الطبيعية أو العضوية لتحقيق هدف الزراعة المستدامة وإنتاج محاصيل ذات صفات عالية الجودة خالية من الكيماويات الزراعية إتجاة عالمي، يتم تدريجيا باستخدام الأسمدة العضوية بالإضافة الي بعض المخصبات الحيوية المتكاملة وهذا ما تم التوصل إلية كنتيجة للأبحاث التي أجريت ونشرت في المؤتمرات العالمية وطُبقت في العديد من دول العالم المختلفة وتحت مختلف الظروف المناخية والبيئية .
الزراعة العضوية للموالح
إعداد
د/ سناء مصطفى محمد ا.د /جمال فرج عبدالرحمن
الباحث بقسم بحوث الموالح رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث الموالح
معهد بحوث البساتين
المصدر
عدد مارس 2012 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
دودة الحشد الخريفية.. أبرز سماتها الظاهرية وطُرق انتشارها
لا يفوتك
تعرف على اجراءات تحليل العينات الخاصة بجودة المحاصيل الزراعية بالمعمل المركزى للمبيدات