الزراعة العضوية واحدة من الأنظمة الزراعية التي تعتمد على المكافحة البيئية المُنضبطة للآفات، واستخدامًا مًتناميًا للمخصبات والأسمدة البيولوجية الناشئة من المخلفات النباتية والحيوانية، علاوة على المحاصيل المُثبتة لعنصر النيتروجين في التربة، في محاولة لإصلاح الخلل الناجم عن استخدام المُركبات الكيميائية.
الزراعة العضوية
تعريفها ومفهومها وبُعدها البيئي
من جانبه، قدم الدكتور مدين محمود مرجاوي –أستاذ المقاومة الحيوية والزراعة العضوية بالمركز القومي للبحوث الزراعية– تعريفًا أكثر بساطة لمفهوم الزراعة العضوية، موضحًا أنه يشمل نظام إنتاج زراعي يعتمد على دورة المحاصيل الزراعية، بعيدًا عن اللجوء للأسمدة المعدنية والمبيدات المخلقة، والتي تلامس بشكل مباشر مع التربة أو النبات أو الأملاح الطبيعية سريعة الذوبان مثل أملاح نترات البوتاسيوم والصوديوم.
استخدام المواد والمركبات الكيميائية
تداعيات سلبية على البيئة وصحة الإنسان
أوضح “مرجاوي” أن الزيادة المُطردة في التعداد السكاني، دفع بعض الدول للاستعانة بالمواد والمركبات الكيميائية لتسميد المحاصيل الزراعية، علاوة على استخدامها في برامج مكافحة الآفات، بهدف الوصول لأعلى مُعدلات الإنتاجية، والحد من نسبة الخسائر الناجمة عن انتشار الآفات والحشرات والأمراض.
ولفت إلى أن الاستخدام غير المنضبط أو المشروط لتلك المُركبات الكيميائية، أدى لظهور العديد من الانعكاسات السلبية، وترتب عليها حدوث خلل واضح في التوازن البيئي المُنضبط، الذي أرساه الله منذ بدء الخليقة.
الزراعة العضوية
مزايا الدورة الزراعية ودور المحاصيل البقولية
أكد “مرجاوي” أن التداعيات السلبية الناجمة عن الإفراط في استخدام المركبات الكيميائية والمواد المُخلقة، دعا الباحثين والمُتخصصين للسعي تجاه إيجاد بدائل طبيعية، تُصلح هذا الخلل وتعود للبيئة توازنها المفقود، بما يُحسن ويعزز من فُرص بقاء الإنسان والحيوان والنبات، ويقلل من حجم الأضرار المحيطة.
وأشار أستاذ المكافحة الحيوية والزراعة العضوية إلى أن مساعيهم العلمية كانت تمضي بالتوازي مع إجراء بعض التعديلات القانونية والتشريعية، بهدف الحفاظ على التوازن البيئي، والحد من الممارسات الضارة، والاستخدام غير الآمن أو المشروط للمواد المُخلقة والمركبات الكيميائية.
وسلط “مرجاوي” الضوء على استراتيجية الزراعة العضوية، التي تعتمد بالأساس على دورة زراعة المحاصيل، بالشكل الذي يسمح بإعطاء الفرصة للنبات للوصول لأفضل مُعدلات النمو، وتجاوز سلبيات تكرار زراعة نفس المحصول لفترات طويلة بذات الرقعة.
ولفت إلى أن تقنيات الزراعة العضوية، تشترط أن تتخلل الدورة الموضوعة، ظهورًا مًعتدلًا ومناسبًا للمحاصيل البقولية مثل الفول والبرسيم، لضمان استدامة خصوبة التربة، وتوفير العناصر الغذائية المطلوبة بشكل طبيعي، ومدها بالكائنات الحية النافعة، دون الاستعانة بأي مُركبات أو مُستحضرات مُخلقة.
الزراعة العضوية
استراتيجيات التسميد الأخضر والكيماويات الطبيعية
أضاف أن نظام الزراعة العضوية يعتمد على استراتيجيات التسميد الأخضر، والاستعانة بالمخلفات النباتية “من الداخل والخارج” وبقايا المحاصيل السابقة، علاوة على مخلفات الحيوانات “الروث”، لمد التربة بكافة العناصر الغذائية اللازمة لها.
وأوضح أستاذ المكافحة الحيوية أن مظلة الزراعة العضوية تشمل الاستعانة بوسائل المقاومة البيولوجية، وبعض المركبات والكيماويات الطبيعية مثل مركبات الكبريت سواء زراعي أو ميكروني، علاوة على بعض مركبات النحاس “هيدوركلوريد النحاس، أوكسي كلورو النحاس، كبريتات النحاس”، شريطة الالتزام بالنسب التي وضعها القانون المُنظم لهذا النوع من الزراعات، بهدف مقاومة الآفات والأمراض والحشائش.
موضوعات قد تهمك
حمى اللبن.. أسبابها وأعراضها وطرق علاج الماشية المصابة بها
زراعات الصوب.. أيهما أفضل التسميد “المُنفرد” أم “المُركب”؟
الجاموس المصري والإيطالي.. أيهما أفضل لمشروعات التسمين والألبان؟ باحث يرد
محصول البصل.. أهم 20 توصية تضمن تصدير كامل الإنتاج
لا يفوتك
دور المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات في الحفاظ على الصحة العامة