الزراعة الذكية مناخيًا باتت هي الحل الأمثل والاستراتيجية الأجدى، لتحقيق أهداف وتطلعات الخطط التنموية في المجال الزراعي، في ظل الانعكاسات السلبية لتقلبات الطقس الحادة، والتحديات العالمية التي فرضت نفسها ونتائجها على غالبية الدول.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي أحمد عبد الحميد، مقدم برنامج “علماء مصر”، تناول الدكتور زكريا فؤاد – أمين عام معهد البحوث الزراعية والبيولوجية سابقًا – ملف الزراعية الذكية مناخيًا، ومبادئ وتطبيقات البحث العلمي الزراعي بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية
تحديات القطاع الزراعي
في البداية تحدث الدكتور زكريا فؤاد عن البحث العلمي بوصفه أحد ركائز قاطرة التنمية، موضحًا حجم التحديات التي تواجهنا حاليًا، والتي لا يمكن تجاوزها إلا عن طريق اتباع الطرق العلمية والبحثية الحديثة.
وسلط “فؤاد” الضوء على التحديات الجمة التي تواجه القطاع الزراعي، وفي مقدمتها ما يتعلق بالانعكاسات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية الحادة، بالإضافة للجهود المبذولة لحماية الأمن الغذائي القومي، بما يتماشى مع حجم الزيادة السكانية المتسارعة.
وأشار إلى واحدة من التحديات التي طفت على السطح، ضاربًا المثل بالأزمة “الروسية – الأوكرانية” التي ألقت بظلالها على تلبية احتياجاتنا من بعض السلع الاستراتيجية الهامة كالزيوت والحبوب والأعلاف.
ولفت إلى أن الإشكاليات السابقة جميعها فرض ضرورة ملحة لإفساح المجال أمام مراكز البحث العلمي الزراعية للاضطلاع بدورها، وتوفير المناخ المناسب والأدوات التي تعزز قدرتها على إيجاد البدائل والحلول لمثل هذه التحديات.
دور المراكز البحثية
وشدد “فؤاد” على أن المراكز البحثية الزراعية نجحت بفضل دعم القيادة السياسية في تحقيق طفرة ملموسة، عبر التوسع الأفقي والرأسي، ومضاعفة إنتاجية وجودة العديد من المحاصيل الزراعية، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة حجم الصادرات.
وأكد أن أزمة التغيرات المناخية، باتت أمرًا ملموسًا يستشعره الأفراد العاديون، موضحًا حجم الانعكاسات السلبية لهذا الملف على القطاع الزراعي، ما فرض زيادة حجم الاهتمام به، والذي تجلى في استضافة مصر لقمة المناخ “COP 27” خلال شهر نوفمبر الماضي، لإتاحة مجال أكبر لتفعيل وتقديم المزيد من الحلول، وبخاصة في المجال الزراعي واعتماد أساليب الزراعة الذكية مناخيًا.
وأشار إلى نتائج قمة المناخ التي استضافتها مصر بمدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر الماضي، والتي دارت جميعها حول زيادة المعاملات التي تستهدف إنجاح عملية “الأقلمة”، وتطبيق أوسع لمفهوم الزراعة الذكية مناخيًا، لتخفيف حدة وانعكاسات التغيرات المناخية.
الزراعة الذكية مناخيًا وتصحيح المفاهيم
“المخلفات” و”المتبقيات”
تطرق أمين عام معهد البحوث الزراعية والبيولوجية السابق إلى ملف إعادة التدوير، مفرقًا بين مصطلحي “المخلفات” و”المتبقيات” الزراعية، موضحًا أن الأخير هو الأصح، لأنه المعني بإعادة الاستفادة من تلك المتبقيات، وتخليق منتجات جديدة منها.
وكشف “فؤاد” عن وجود عدد هائل من المشاريع والتطبيقات العلمية التي تستهدف تعظيم حجم الاستفادة من المتبقيات الزراعية والحيوانية، وتخليق منتجات جديدة منها وأبرزها إنتاج السماد العضوي الزراعي أو “الكمبوست”.
الزراعة الذكية مناخيًا
أبرز 3 مكتسبات
لفت إلى أن الزراعة الذكية مناخيًا، واحدة من أهم الملفات البحثية والتطبيقية، التي تعمل على تطبيق معايير ومبادئ الأقلمة، لتخفيف حدة التغيرات المناخية، واستغلال كافة البدائل والوسائل والتقنيات العلمية المتاحة، بما يسمح بتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.
وقدم “فؤاد” أهم 3 مكتسبات للقطاع الزراعي من تطبيق معايير الزراعة الذكية مناخيًا:
- مضاعفة حجم الإنتاجية ومعدلات الجودة والربحية المتوقعة
- الحد من نسبة الانبعاثات الكربونية الضارة
- أنها تتيح المزيد من المرونة لتحقيق مبادئ الأقلمة وتخفيف حدة التغيرات المناخية
شاهد..
لا يفوتك..