الزراعة الذكية مناخيًا مصطلح ومنهج علمي قد لا يعرفه الكثيرين منا، رغم دخوله حيز التنفيذ الفعلي عالميًا منذ ستة أعوام تقريبًا، كمحاولة جادة من حكومات دول العالم، لتأمين سلة الغذاء ومصادر الحياة من جهة، والحفاظ على كوكب الأرض، والنزول بمُعدلات الاحترار والتغيرات المناخية إلى حدودها الدنيا.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور زكريا فؤاد – أستاذ معهد البحوث الزراعية والبيولوجية، بالمركز القومي للبحوث، عضو منسق التحالف الدولي للزراعة الذكية مناخيًا بمنظمة الأغذية والزراعة – هذا الملف بالشرح والتحليل.
الزراعة الذكية ودورها في مُضاعفة الإنتاجية والربحية
في البداية عرف الدكتور زكريا فؤاد الزراعة الذكية بأنها استثمار نظم وتكنولوجيا المعلومات الحديثة كأدوات تحدث الفارق في القطاع الزراعي، للتحكم في جميع مُدخلات هذا النشاط، بالشكل العلمي السليم والمُنضبط، بهدف مُضاعفة الإنتاجية وصولًا لحدودها القصوى المُمكنة.
وأوضح أن هذا المصطلح معني بالدرجة الأولى بتحقيق أوجه الكفاية المُنضبطة، التي تُتيح للنباتات والمحاصيل الزراعية بالحصول على كافة احتياجاتها “السمادية، المائية، العضوية، المكافحة”، بشكل مُنضبط دون إفراط أو تقصير، باستخدام نظم الاستشعار عن بُعد، وأدوات القياس الحديثة، والأقمار الصناعية، وغيرها من الأدوات التي تُتيح التحكم بشكل كامل في كافة عناصر وركائز المُدخلات، للحفاظ على التوازن البيئي ومصادر الغذاء للأجيال القادمة.
الزراعة الذكية “مناخيًا”.. أبرز الفوارق
فرق أستاذ معهد البحوث الزراعية والبيولوجية بين مصطلحي “الزراعة الذكية” و”الزراعة الذكية مُناخيًا”، موضحًا أن الأخير يُعد بمثابة المِظلة التي تنضوي تحتها العديد من الممارسات الزراعية كمنهج عام، دون التقيد بوجود بعض الاشتراطات التي تحكم غيره من الأنظمة المُتعارف عليها.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. موانع استخدام “التابرون” وطرق المكافحة بعد “طرد السنابل”
عفن القطن.. خطآن شائعان وقواعد استخدام “الزيت المعدني” ومخاطر مادة “التيليتون”
محاور الزراعة الذكية مناخيًا
لفت “فؤاد” إلى أن الزراعة الذكية مناخيًا ترتكز على ثلاثة محاور أساسية:
1. مُضاعفة الإنتاجية وزيادة دخل المُزارع
2. تقليل الانبعاثات الناتجة عن النشاط الزراعي والنزول بها إلى حدودها الدنيا
3. أقلمة وتخفيف الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية
وأشار إلى أن نجاح وتفعيل هذه العناصر الثلاثة، يتطلب تغييرًا جذريًا في أنماط الزراعة، للوصول لأفضل النتائج المُمكنة بالنسبة لأي محصول، بالإضافة للحفاظ على التوازن البيئي المُنضبط، وحماية سلة الغذاء والموارد للأجيال القادمة.
إقرأ أيضًا:
الحشائش.. 6 أنواع يمكن الاستفادة منها لتحقيق عائد اقتصادي مُجزي
الذرة الشامية.. “التوريق” و”التطويش” و7 أخطاء واجب تجنبها ومزايا الري التبادلي
شاهد: